0
الاثنين 21 أيلول 2020 ساعة 21:02

آخر شطحات بومبيو.. الأوربيون يؤيدوني ولكن في السرّ!!

آخر شطحات بومبيو.. الأوربيون يؤيدوني ولكن في السرّ!!
رغم سقوطه المدوي في كل ملفات امريكا الخارجية دون استثناء، بدءا من القضية الفلسطينية والازمة بين دول تعاون الخليج الفارسي ومرورا بالعلاقة بين اعضاء حلف الناتو والعلاقات السياسية والتجارية مع الاتحاد الاوروبي وانتهاء بالاتفاق النووي الايراني والعلاقة مع الصين وروسيا، الا ان السقوط المدوي والمخجل والفظيع لامريكا كان امام الجمهورية الاسلامية في ايران، والسذاجة التي وصلت الى البلادة، والتي تعامل بها بومبيو مع ايران.

بومبيو كان مقتنعا بشكل لا لبس فيه ان ايران سترضخ له ولسيده ترامب بمجرد الخروج من الاتفاق النووي وفرض اقسى العقوبات ضدها، وان العالم وخاصة الدول الغربية وعلى راسها بريطانيا والمانيا وفرنسا سيكون اول من يلتحق بالامريكيين بعد انسحابهم من الاتفاق النووي، ولكن بعد مرور ثلاث سنوات على سياسته الرعناء، لم تركع ايران، ولم تلتحق اوروبا بركب واشنطن، ولم تحصد امريكا سوى العزلة والخيبة والخذلان الى الحد الذي حز وضعها الخائب بنفس احد المسؤولين الروس عندما اعلن من المحزن ان تهين دول "عظمى" نفسها بهذا الشكل!!,

الغريب ان الحالة المزية التي تعيشها امريكا على الصعيد الدولي بعد رفض العالم قرار بومبيو تفعيل الية الزناد واعادة فرض العقوبات الاممية على ايرن مرة اخرى، وبدلا من ان تشكل حافزا لبومبيو لاعادة النظر في سياسته الغبية ازاء ايران، او على الاقل تدفعه الى ان يلوذ بالصمت لفترة من الوقت للتقليل قدر الامكان من خسائر امريكا السياسية ولسمعتها ومكانتها الدولية، نراه لا يجتر ما قاله قبل النكسة التي نزلت بامريكا وكأن شيئا لم يحدث، بل اخذ يكذب وبشكل مخجل، حيث نقلت وكالة بلومبيرغ للأنباء عن بومبيو قوله في حديث مع شبكة "فوكس نيوز" ان: "الأوروبيين الذين لم ينضموا إلينا في هذا، يعرفون أننا على حق.. إنهم يخبروننا سرا أنهم لا يريدون العودة إلى بيع الأسلحة ..

وعبروا عن هذا الرأي في رسالة قائلين إنهم قلقون للغاية بشأن مبيعات الأسلحة"!!.
رغم اننا ندرك الضغوط التي يتعرض لها بومبيو بسبب الكوارث التي انزلها بسمعة امريكا ومكانتها بين حلفائها الغربيين، حتى وصفه الامريكيون بانه اسوء وزير خارجية في تاريخ امريكا، إلا ان يكذب بهذا الشكل الفاضح فهو امر لا يمكن تقبله حتى لو كان الرجل يعاني من ازمة وضغوط، فهو وفي نفس اليوم كان قد تهجم على فرنسا وبريطانيا والمانيا لانهم تركوا بلاده وحيدة واصطفوا الى جانب ايران ، ولنكون اكثر دقة سننقل ما قاله بومبيو بالنص، حيث:"لا توجد دولة سوى الولايات المتحدة امتلكت الشجاعة والقناعة لتقديم مشروع قرار، لكنّهم (الاوروبيون) بدلاً من ذلك اختاروا الانحياز إلى "آيات الله"!!.

هذا اولا، اما ثانيا لماذا يخشى الاوروبيون من ايران ولا يعلنون رفضهم لرفع الحظر التسليحي عن ايران كما فعلت امريكا وبشكل علني؟، هل وصل الضعف والعجز باوروبا ان تنافق بهذا الشكل الفج وان تعلن شيئا وتخفي شيئا آخر، وتكشف عنه لبومبيو فقط؟!، واذا كانت اوروبا كما يقول بومبيو، فلماذا يهددها ترامب بالعقوبات اذا ما تعاملت مع ايران؟!، ولماذا لم يكشف عن هذه الرسالة؟، وهل وصل حال الدول "العظمى" الى هذا المستوى المتدني في علاقاتها الدولية؟، اخيرا، اذا كان الامر كما يقول بومبيو، لماذا اذا حمّل الاوروبيون مسؤولية لجوء امريكا الى استخدام الية سناب باك ، عندما اعترف علنا : "ان امريكا لجأت لتفعيل آلية سناب باك بعدما لم يترك لها شركاؤها الأوروبيون أي خيار آخر ولا سيما للإبقاء على حظر السلاح المفروض على إيران"، وهو قول اعترف به في نفس اليوم ايضا؟!.

كنا نتمنى على بومبيو ان يختار فضيلة الصمت والا يهذي بهذا الشكل المؤسف على الاقل لبضعة ايام حتى تهدأ العاصفة التي ضربت السياسة الامريكية بسبب "كذبه وغشه وخداعه" الذي افتخر يوما انها "جزء من مجد امريكا"، وانها "عدته" المفضلة في العمل.
رقم : 887624
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم