0
الخميس 24 أيلول 2020 ساعة 09:33

هل حقا الانتخابات الفلسطينية طريق الخلاص؟

هل حقا الانتخابات الفلسطينية طريق الخلاص؟
الرجوب الذي توجه الى استطنبول لاستكمال الحوار مع حركة "حماس" يحاول باعتقادي انقاذ حركته وتياره من قرار عربي اسرائيلي امريكي بالاستبعاد من المشهد لصالح تيار غريمه التقليدي محمد دحلان والذي يحظى بتاييد الامارات والسعودية ومصر بالاضافة الى الولايات المتحدة وتل ابيب .

الرجوب يدرك ان حماس في هذه المرحلة هي طوق النجاة وان المصالحة والانتخابات هي الطريق الاسلم للحفاظ على الذات لان قوة فتح على الارض الان تقسم على اثنين بينما قوة حماس متماسكة لأن الحركة لا يوجد فيها انقسام رغم اختلاف وجهات النظر ، والانتخابات التشريعية والرئاسية ان حدثت فإنها ستجبر العالم والعرب في المقام الاول على التعامل مع من يملك الشرعية آلتي لا تتأتى الا عبر صندوق الانتخابات .

لكن ورغم قناعة الاطراف الفلسطينية بضرورة الوحدة وتجديد الشرعيات الا ان البعض متخوف من عودة الاطراف الى التفاصيل التي يكمن بها الشيطان ، بالنسبة لحماس فهي تدرك ان فتح هذه المرة تريدها وبقوة وعليه تستطيع الحركة ان تفرض شروطها التي رفضت في السابق وكانت سببا في انقلاب الطاولة وفشل الحوار ، وحماس الان تريد ان تثبت بأن نهجها الذي كان دوما رافضا للمهادنة والمساومة كان هو الصحيح وأن النهج المقابل كان هو الخطأ وهذا سيمنح الحركة زخما جماهيريا قويا في الانتخابات المقبلة لأن الشارع الفلسطيني لن يسير خلف نهج اعترف منظروه بالفشل .

لكن قبل الانتخابات هناك مجموعة من الاسئلة التي تحتاج الى اجابات دقيقة على رأسها ، ما هو سقف الانتخابات المقبلة وهل سيكون اتفاق اوسلو الذي دفنه اصحابه بعد ان اغتاله الاحتلال ، والامر الاخر و الاهم هل هناك قدرة على اجراء الانتخابات بشكل متزامن في الضفة وغزة والقدس وهو الشرط الذي كان يصر عليه رئيس السلطة الفلسطينية ، وماذا لو رفض الاحتلال السماح باجراء الانتخابات في المدينة المقدسة وهو متوقع بقوة ، فهل سيتم استبعاد القدس من الانتخابات ام سيتم ايجاد الية لاجراءها هناك؟ .

وايضا سؤال لحركة فتح ، هل سيمنع اتباع دحلان ومناصروه من خوض الانتخابات ؟ وماذا لو استطاع هؤلاء ان يحصدوا مقاعد اكثر من التي كانوا يشغلونها في المجلس التشريعي السابقة ؟ ، او هل سيتحالف الرجوب وتياره الذي يرأسه الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع ابناء حركتهم من تيار دحلان أم سيتحالفون مع حركة حماس التي يخالفونها بالفكر والتفكير ؟ .

قد تكون هذه الاسئلة مبكرة لكن ما يجعلنا نطرحها بقوة هو التصريحات التي ادلى بها اللواء الرجوب والتي شدد فيها على ان الفلسطينيين ذاهبون الى الانتخابات، ومن بين الاسئلة الهامة هو دور الاحتلال في السماح باجراء الانتخابات ليس في القدس فقط وانما في الضفة الغربية التي يجثم على صدرها ويحدد مصيرها ، فهل ستكون الانتخابات نزيهة وشفافة ومقبولة للجميع .

ان البيئة الحالية مرعبة في الاراضي الفلسطينية وغير قابلة للفهم او سبر اغوارها وعليه فإن فكرة المصالحة من بوابة الانتخابات التشريعية والرئاسية فكرة تحتاج الى كثير من الدراسة لكن ما لا يحتاج الى الكثير من الدراسة ، الوحدة في الميدان وتحديد استراتيجية مقاومة حقيقية حتى ولو كانت شعبية قادرة على جعل الاحتلال في حالة ارق وتعيد للقضية الفلسطينية كينونتها وبريقها وتفتح للجميع ابوب الانتصار فيه .
رقم : 888101
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم