0
الاثنين 28 أيلول 2020 ساعة 15:01

هل تذعن الحكومة السودانية أمام الاغراءات الأمريكية العربية؟؟

هل تذعن الحكومة السودانية أمام الاغراءات الأمريكية العربية؟؟
وتشترط الولايات المتحدة أن تُشرف على الموانئ والمياه الإقليميّة السودانيّة تحت ذرائع محاربة الإرهاب التي جعلتها تحتل أفغانستان منذ العام 2001، بالإضافة إلى رغبتها بتعديل المناهج التعليمية السودانيّة، وتحويل البلاد إلى منفى لمن تطرده أمريكا والإمارات والكيان الصهيونيّ.

منذ قيام رئيس الوزراء السودانيّ عبد الله حمدوك، قبل مدة، بدعوة واشنطن إلى ضرورة الفصل بين عمليّة رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعيّة للإرهاب، ومسألة التطبيع مع الكيان الصهيونيّ، تبيّنَ من حديثه أنّ الولايات المتحدة لا يمكن أن تتقدم خطوة في حل تلك المسألة دون رضوخ السودان وانخراطه في التطبيع مع العدو الصهيونيّ الغاصب.

إضافة إلى ذلك، أوضح حمدوك، السبت المنصرم، أنّ قضية تطبيع علاقات السودان مع الكيان الصهيونيّ تبدو معقدة، وتحتاج إلى توافق مجتمعيّ، رافضاً ربط التطبيع بقضية شطب اسم السودان من القائمة الأمريكيّة للدول الراعية للإرهاب.

وفي الوقت الذي ناقشت فيه القوى السودانيّة الفاعلة خلاصات اجتماعات أبو ظبي الأسبوع الفائت، والتي جمعت رئيس ما يسمى "المجلس السيادة" في السودان، عبد الفتاح البرهان، بمسؤولين إماراتيين وصهاينة، لإجبار السودان على التطبيع مع العدو الصهيونيّ، اعتبر زعيم حزب الأمّة السودانيّ، الصادق المهدي، أن التطبيع مع العدو خيانة، ولا علاقة له بالحريات، مشيراً إلى أنّ حزبه سيقود حملةً للحد من خداع الشعب السودانيّ بالتطبيع، مُحذراً حكومة البلاد من مغبة اتخاذ مثل هكذا قرار، حتى لا تدخل البلاد في مواقف خلافية، وطالب المهدي الحكومة السودانيّة بالكف عن الاتصالات والرحلات غير المنضبطة في اتجاه التطبيع.

على مستوى آخر، شدّد القياديّ في حزب المؤتمر الشعبيّ السودانيّ، إدريس سليمان، على أنّ الشعب السودانيّ بجميع أطيافه يرفض التطبيع مع الكيان الصهيونيّ، وأوضح أنّ القضيّة الفلسطينيّة هي القضية المركزيّة الأولى بالنسبة للشعب السودانيّ، معتبراً أنّ مفاوضات التطبيع هي مفاوضات "خائنة وخائبة”، متسائلاً “أيُّ ثمن يوازي القيم والمبادئ؟”.

ومن الجدير بالذكر، أنّ رئيس الوزراء السودانيّ، ناقش مع وزير الخارجيّة الأمريكيّ، مايك بومبيو، أواخر الشهر المنصرم، بعد وصوله إلى العاصمة السودانيّة الخرطوم، الأوضاع في السودان ومسار العملية الانتقاليّة والعلاقات الثنائيّة بينهما ومساعي رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، لكن الزيارة جاءت لغاية في نفس واشنطن، ألا وهي التطبيع ولا شيء غيره، وقد أشار حمدوك وقتها إلى أنّ الحكومة الانتقاليّة في السودان، لا تملك تفويضاً يجعلها تتخذ القرار بشأن التطبيع مع العدو الغاصب، مبيّناً أن هذا الأمر يتم حسمه بعد إكمال أجهزة الحكم الانتقاليّ.

ووفقاً لتصريح لوزير الخارجيّة السودانيّ، عمر قمر الدين، مع صحيفة "التيار" السودانيّة، فإنّ بومبيو، في زيارته الأخيرة للخرطوم واجتماعه مع رئيس ما يسمى "المجلس الانتقاليّ المؤقت"، عبد الفتاح البرهان، ربط قضية تطبيع العلاقات بين الكيان الصهيونيّ والسودان مع شطب اسم السودان من قائمة الدول المؤيدة للإرهاب. 

وعلاوة على ما تقدّم، رجح رئيس جهاز الاستخبارات في حكومة العدو، يوسي كوهين، في وقت سابق، أن توقع الخرطوم اتفاقية مماثلة للاتفاقية الإماراتيّة مع الكيان قريباً، موضحاً أنّ هذا العام سيحقق الكيان اختراقاً آخر مع إحدى الدول الإفريقيّة، وقد أشار بشكل مباشر في حديثه إلى السودان، بحسب ما ذكرته القناة الـ 13 العبريّة.

ووفق هيئة البث العبريّ، فإنّ كوهين قد كشف النقاب عن أنّ العدو الصهيونيّ والسودان على وشك توقيع ما وصفها بـ "اتفاقية سلام" بينهما، مبيّناً أنَها ربما توقع قبل نهاية العام الحالي، وأوضح أنّ الاتصالات مع الخرطوم مستمرة، وأشار إلى أنّ بعثات من كلا الطرفين تواصل الاستعدادات للتوصل إلى هذا الاتفاق، فيما يرفض الشعب السودانيّ تطبيع العلاقات مع العدو الصهيونيّ الذي لم يترك منجهاً إجرامياّ ووحشياً إلا وارتكبه بحق العرب والمسلمين ومقدساتهم.

في النهاية، ادعى نتنياهو قبل عدة أسابيع، أنّ كيانه والسودان والمنطقة بأسرها ستربح من اتفاقية الاستسلام، بيد أنّ العدو الصهيونيّ هو الرابح الوحيد من اتفاقيات التطبيع، وأنّ ما يدّعيه لا يعدو كونه دسّ سُمّ بالعسل، وخاصة بعدما فضحت وسائل الإعلام شروط واشنطن وأبو ظبي والعدو الصهيونيّ، لشطب اسم السودان من قائمة الدول الداعمة للإرهاب.
رقم : 888934
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم