0
الخميس 1 تشرين الأول 2020 ساعة 20:15

لبنان الحقيقي من دون رتوش على لسان نبيه بري

لبنان الحقيقي من دون رتوش على لسان نبيه بري
هذا في الوقت الذي تتجلى فيه صورة أخرى عن لبنان غير تلك الصورة المرة، ومن أبرز ملامح هذه الصورة هي النجاح والشعب الذي يمتلك الدوافع والكفاح ويسعى للاستقلال.

يشهد التاريخ المعاصر للبنان ان هذا الشعب ركّع "اسرائيل"، كما انه تغلب على أشرس الارهابيين ومن بينهم "داعش"، وفي نفس فانه طالما قال كلمة كلا لأي تدخل، فلم يداهن في تحصين استقلاله حتى في أحلك الظروف، فالشعب اللبناني الرمز الأعلى لمفهوم المقاومة وقد أبدع نموذجا تاريخيا لذلك وقدمه للعالم.

الشعب اللبناني هزم رسميا "اسرائيل" في حرب الـ 33 يوما، هذا في الوقت الذي انهزمت فيه بعض الدول العربية الكبيرة امام هذا الكيان الحقير والتافه، كما انها تهافتت على سلام العار مع "اسرائيل"، في الوقت الذي تقف فيه دول عربية أخرى في طابور التطبيع مع "اسرائيل"، بل أن بعضها يسابق الآخر في التطبيع.

وفي الوقت الذي يعاني فيه الشعب اللبناني من تبعات الحظر الأميركي فان الدول العربية التابعة لأميركا تسحب دولاراتها من بنوكه لكي يفلس الاقتصاد اللبناني، الا أن هذا الشعب رغم ذلك لم يستجب للحظر الذي فرض على المقاومة، واستطاع السيطرة والتحكم بالفوضى المصطنعة والمفروضة من الخارج، كما انه لم يرحب بالوساطات الانتهازية والاستغلالية.

الشعب اللبناني لم يتضامن مع المقاومة في العقود الماضية، وحسب وانما سعى لتكون الحكومات اللبنانية منسجمة مع المقاومة، وهذا الشعب لم يستجب للمشروع الأميركي والغربي الرامي الى ابعاده عن المقاومة وحسب وانما أصر على ضرورة تولي حكومة مقاومة لشؤون البلاد.

اللبنانيون يؤمنون بأن استقلالهم ومعيشتهم بل وبقائهم يتوقف على المقاومة، لذلك فان نظرتهم، أي نظرة اللبنانيين لأميركا و"اسرائيل" وبعض الدول العربية وفي مقدمتها السعودية ليست نابعة من نظرية المؤامرة، وانما نظرتهم لاسرائيل هي انها العدو المدجج بالأسلحة والطامع بلبنان، وان اميركا هي العامل الرئيس في عدم الاستقرار والسلام، وأن بعض مشيخات العرب وخاصة السعودية انهم الأشقاء الذين ينظرون للبناني على انه مجرد أداة لتحقيق رغباتهم، ولذلك فانهم ليس من الوارد لديهم أن ينسوا رئيس وزرائهم الشرعي في الرياض.

اليوم وفي الوقت الذي يواجه فيه لبنان تحديات عصيبة، اذ تلقى اقتصاده ضربة شديدة، كما أن أكبر موانئه ومركزه التجاري يعاني من المشاكل، وفي الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة انتهاز هذه الظروف والضغوط التي يمر بها لانتزاع التنازلات البحرية والبرية لصالح "اسرائيل" منه؛ إلا انه ولحسن الحظ فانه الى جانب الوعي الذي يتمتع به هذا الشعب، فان هذا الملف بيد رئيس البرلمان اللبناني الذي فرضت الادارة الأميركية الحظر على المقربين منه، كما انها هددته بفرض العقوبات عليه لكي ترغمه على الاستسلام لها.

الا انه اليوم وامام جميع هذه التهديدات فان حديث نبيه بري كان حديثا مقاوما ولم يكن يختلف عن حديث الشعب اللبناني والسياسيين المعتدلين الأحرار، فقد أعلن للعالم بشكل رسمي وصريح، "لن يكون هناك أي تراجع فيما يتعلق بترسيم الحدود اللبنانية مع اسرائيل، لا في البر ولا في البحر"... اليوم أصبح لبنان برمته مقاوما.
رقم : 889625
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم