بيلوسي تطالب بمحاكمة ترامب رسميا

وقالت بيلوسي فى مقابلة مع شبكة (سي بي إس) تم نشر مقتطفات منها بصورة مسبقة اليوم السبت قبل بثها غدا الأحد: "للأسف، الشخص الذي يدير الفرع التنفيذي هو رئيس مختل ومضطرب وخطير على الولايات المتحدة".

وتابعت: "وما زل أمامنا بضعة أيام فقط حتى نتمكن من حماية أنفسنا منه. لكنه فعل شيئا خطيرا للغاية بحيث يجب أن تكون هناك محاكمة ضده".

وكان المئات من مثيري الشغب المؤيدين لترامب قد اقتحموا مبنى الكابيتول، رمز الديمقراطية الأمريكية ومقر المجلس التشريعي يوم الأربعاء، وجرى إطلاق أعيرة نارية كما قتل خمسة أشخاص بينهم شرطي.

ودعت بيلوسي ترامب يوم الجمعة إلى الاستقالة بينما حذفت شركة تويتر حسابه نهائيا بسبب احتمال قيامه بالتحريض على مزيد من أعمال العنف بعد يومين من اقتحام حشد من أنصاره مبنى الكونجرس (الكابيتول) في هجوم على الديمقراطية الأمريكية.

وقالت بيلوسي إن ترامب ما لم يقدم استقالته، فإنها قد أصدرت تعليماتها إلى لجنة القواعد بمجلس النواب للمضي قدما في اقتراح المساءلة وسن تشريع استنادا إلى التعديل الخامس والعشرين للدستور الأمريكي الذي ينص على إقالة الرئيس إذا كان غير قادر على أداء مهامه.

وقالت بيلوسي في بيان بعد اجتماع استمر ثلاث ساعات مع أعضاء مجلس النواب الديمقراطيين "بناء على ذلك، سيحافظ مجلس النواب على كل الخيارات، بما في ذلك تفعيل التعديل الخامس والعشرين أو اقتراح المساءلة… سنواصل مداولاتنا بقدر كبير من الاحترام".

وذكرت شركة تويتر يوم الجمعة أنها أوقفت حساب ترامب نهائيا بسبب خطر المزيد من التحريض على العنف.

وأضافت الشركة "بعد المراجعة الدقيقة للتغريدات الأخيرة لحساب دونالد ترامب والظروف المحيطة بها، أوقفنا الحساب نهائيا بسبب خطر حدوث مزيد من التحريض على العنف".

جاءت تلك التطورات الاستثنائية بعد أن حرض ترامب آلافا من أنصاره يوم الأربعاء على الزحف إلى مبنى الكونجرس مما أدى إلى فوضى شهدت اقتحام حشود للمبنى وهرولة النواب للاختباء ومقتل شرطي وأربعة آخرين.

ويأمل الديمقراطيون، الذين قالوا إن المساءلة قد تطرح في مجلس النواب هذا الأسبوع، أن تؤدي التهديدات بالمساءلة لتكثيف الضغوط على بنس والحكومة للتحرك للإطاحة بترامب قبل انتهاء ولايته بعد أقل من أسبوعين.

ووصفت بيلوسي ترامب يوم الجمعة بأنه "مختل" وقالت إن الكونجرس عليه أن يفعل كل ما في وسعه لحماية الأمريكيين من ترامب حتى رغم أن ولايته الرئاسية توشك على الانتهاء في 20 يناير كانون الثاني عندما يتم تنصيب الرئيس الديمقراطي المنتخب جو بايدن.

لكن من غير الواضح إن كان النواب سيتمكنون حقا من تنحية ترامب من منصبه إذ أن أي مساءلة ستستدعي محاكمة في مجلس الشيوخ الذي لا يزال الجمهوريون حتى الآن يهيمنون عليه.

وصاغ المواد التي تشكل مجموعة من الاتهامات الرسمية بسوء الإدارة نواب ديمقراطيون هم ديفيد تشيتشيلن وتيد ليو وجايمي راسكين.

كما استندت المواد على مكالمة دامت نحو ساعة أجراها ترامب الأسبوع الماضي مع سكرتير ولاية جورجيا الجمهوري براد رافينسبرجر التي طلب منه فيها “إيجاد” أصوات كافية لإبطال فوز بايدن في الولاية.

ويجب أن يصوت ثلثا أعضاء مجلس الشيوخ بالموافقة على الإطاحة بترامب.

وقال أستاذ القانون بريان كالت على تويتر إن دعوة بيلوسي لتشريع يستند إلى التعديل الخامس والعشرين من غير المرجح أن تحدث قبل نهاية رئاسة ترامب.

ويسمح التعديل الخامس والعشرون للكونجرس بإنشاء “هيئة” يمكنها، بدعم من نائب الرئيس، إعلان عدم قدرة الرئيس على القيام بالمهمة. لكن ترامب لديه السلطة لمنع التشريع الضروري لإنشاء مثل هذه الهيئة.

وقال أحد المستشارين إن بنس يعارض فكرة استخدام التعديل للإطاحة بترامب.

وقالت بيلوسي يوم الجمعة إنها تحدثت مع الجنرال مارك ميلي رئيس هيئة الأركان المشتركة عن اتخاذ إجراءات احترازية لمنع ترامب من القيام بأعمال عسكرية عدائية أو إطلاق أسلحة نووية.

وقالت بيلوسي "الموقف مع هذا الرئيس المختل لا يمكن أن يكون أكثر خطورة وعلينا أن نفعل كل ما بوسعنا لحماية الشعب الأمريكي من اعتدائه غير المتزن على بلادنا وعلى ديمقراطيتنا".

وخضع ترامب للمساءلة من قبل، وإذا نجحت مساعي الديمقراطيين، الذين لهم الأغلبية في مجلس النواب، فستكون سابقة من نوعها في تاريخ الولايات المتحدة إذ لم يخضع أي رئيس من قبل للمساءلة مرتين.