0
الثلاثاء 26 كانون الثاني 2021 ساعة 21:28

الحشد الشعبي معادلة الصمود بوجه كل المؤامرات

زهراء احمد - اسلام تايمز
الحشد الشعبي معادلة الصمود بوجه كل المؤامرات
فقانونياً هي تمتلك صفة تشريعية مع أنظمة خاصة بها، ولديها قاعدة شعبية عريضة من كل اطياف الشعب العراقي.

ويتم مقارنتها بالجيش العراقي باعتبارها قوة لها دور كبير واساسي، الى جانب الجيش والشرطة العراقية في مكافحة الارهاب الداعشي، ومن قبله تنظيم القاعدة الإرهابي.

القلق هنا كبير جداً، من أن تكون قوات الحشد الشعبي بقياداته، والمصنّفة إرهابياً من قبل الولايات المتحدة، تملك القدرة على التطوّر بسرعة، إلى قوة مموّلة بشكل دائم، بمبالغ متساوية لتلك المخصصة للجيش العراقي، وطالما أن قوات الحشد الشعبي تضمّ في صفوفها مقاومين مصنفين كأعداء للولايات المتحدة، فهذا سيبرر القلق إزاءها والخوف من تطورها والإهتمام بها من حيث السياسة العامة بشكل خاص في واشنطن.

ولا يزال الدعم الشعبي الذي تتمتع به ”قوات الحشد الشعبي“ قويًا، كما أن المؤسسة نفسها تحظى بقدر عالٍ من الاحترام من جانب الأغلبية الشعبية في العراق. ويبيّن هذا الدعم الشعبي الإحتمال الضعيف بتسريح قوات الحشد الشعبي أو عزلها بالكامل، لا سيما نتيجة الضغوط الأمريكية.

غير أن المخاوف تتنامى من قبل الولايات المتحدة وأذرعها في المنطقة التي تعتبر أنه يجب ألا تكون ”قوات الحشد الشعبي“ ظاهرة وناشطة بهذا القدر في المدن، كما هي عليه الآن، وأن هذه القوات تضمّ في صفوفها شخصيات مقاومة، قد تجهض أي مشروع أمريكي في المنطقة.

وما حصل بعد تحرير الاراضي العراقية من تنظيم داعش الإرهابي كان مثالاً واضحاً لمدى قوة وتأثير الحشد الشعبي وفصائل المقاومة في قلب موازين الصراع واختصار الزمن في عمليات التحرير، والقضاء على التنظيم الارهابي بوقت قياسي، بعدما كانت الولايات المتحدة تسعى لإطالة أمد الصراع لأكثر مدة زمنية ممكنة، حتى أنها في أكثر من مرة، قامت بتخفيف الضغط على المجاميع الإرهابية وفتح ثغرات لهم للإنسحاب الآمن، وفي عدة مرات وجهت نيرانها ضد قوات الحشد الشعبي.

”ضابط الإستخبارات العسكرية الامركية السابق (مايكل بريجنت) الذي خدم في العراق بعد عام 2003 صرح في لقاء مصور له، إن الولايات المتحدة عليها ان تستمر في استهداف قادة الحشد الشعبي وأن (قيس الخزعلي وأكرم الكعبي وشبل الزيدي وأبو فدك المحمداوي) يجب ان يكونوا اهدافاً قادمة للولايات المتحدة، وكذلك شدد على ان حكومة بايدن عليها التعامل مع( تحالف الفتح) كمنظمة إرهابية، وعليها تحجيم دور الحشد الشعبي ودعم اي مؤسسة أمنية عراقية خارج إطار الحشد، لتكون بديله له حتى تبرر عدم الحاجة له وتذويبه تدريجياً“.

استراتيجية واشنطن في هذا الملف لا تختلف كثيراً عن تصريحات (بريجنت)، فهي تعلن عداءها لقادة الحشد وقد هددت مراراً باستهدافهم بشتى الوسائل، وفرض العقوبات عليهم، وقد كانت العقوبات على رئيس هيئة الحشد الشعبي (فالح الفياض) وعدد من المؤسسات التابعة له، مقدمة لمواجهة مستقبلية معه وإعلان بدء مرحلة الضغط عليه اقتصادياً، اضافة الى محاولة جر الحشد الشعبي الى التصادم مع القوات الأمنية بتحريك عملاء الداخل لافتعال الأزمات.

وقد حصلت في اكثر من مناسبة، احتكاكات كادت أن تصل الى المواجهة، لولا حكمة قيادة الحشد الشعبي وفصائل المقاومة وتدخل القوى السياسية الوطنية في العراق، وكذلك تحريك الماكينة الاعلامية المعادية للمحور المقاوم، ومحاولته خلق الفرقة بين أبناء الحشد الشعبي والفصل بينه وبين فصائل المقاومة، واعتباره بأنه ينقسم الى فصائل ولائية تابعة الى ايران، وتأخذ أوامرها من الولي الفقيه، وفصائل تابعة للعراق تاخذ أوامرها من المرجعية في النجف، والكثير من المسميات التي تروج لها أدوات أمريكا والصهيونية من ناشطين واعلاميين وجيوش السفارات الإلكترونية.

كذلك تسعى الولايات المتحدة الى تقوية أجهزة أمنية، ودعمها مثل جهاز مكافحة الإرهاب وجهاز المخابرات وأجهزة الأمن الكردية ليس محبة بها ولا لمصلحة العراق، واستتباب الأمن فيه، بل لتقويض الحشد الشعبي وإضعافه، واعتباره قوة هامشية لم يبق هناك مسوغ لوجودها.
رقم : 912568
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم