0
الثلاثاء 16 شباط 2021 ساعة 20:54

الماكينة الإعلامية المعادية وحروب التضليل 

زهراء احمد- اسلام تايمز 
الماكينة الإعلامية المعادية وحروب التضليل 
فاستُخدمت فيها الجيوش الإلكترونية على التواصل الإجتماعي لتنفيذ حملة يسعى من خلالها  الإعلام الأمريكي والسعودي ومن يدور في فلكه، الی صناعة واقع فشلوا في تحقيقه على الأرض، من خلال سيل متكرر من الفبركات والأكاذيب التي لم تعد تنطلي على أحد في وقتنا الحالي.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، ألم تقتنع السعودية وأبواقها بعد، أنَّه لا وجود لإنسان عاقل يؤمن بأكاذيبهم  خاصة بعد فضائح الرياض في سوريا واليمن، كذلك التطبيع والعمالة مع الكيان الصهيوني الغاشم ، بالإضافة إلى هدر أموال المسلمين على أسيادهم في البيت الأبيض واسرائيل وغيرها ، في الوقت الذي يعاني العرب بمعظمهم من مشكلات اقتصادية.

وبهذا الصدد تقوم الولايات المتحدة بتسخير أدواتها إلاعلامية ضد المحور المقاوم، لإيصال فكرة أنَّ الشارع العربي خصوصاً في لبنان والعراق واليمن   هو من يريد التخلص من فصائل المقاومة وسلاحها. 

والحقيقة الجلية أنَّ هذا المطلب صهيوني بحت، تسعى السعودية والامارات والبحرين المُطبعة مع هذا  الكيان أن تنفذ مبتغاه، رغبة في تحويل دول الممانعة وفصائل المقاومة الى دول ضعيفة وأصوات خافتة لا تمتلك مقومات الرد على الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة على سوريا ولبنان، وأن تحول الصراع العربي الصهيوني صراعاً اعلامياً فقط من أجل إجهاض حلم التحرير وحق العودة للشعب الفلسطيني.

”الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله كان يرد دائماً على ما يواجهه المحور من تضليل إعلامي، وكان من أبرز ماصرح به، أن (ما حصل في التاريخ من شائعات وأكاذيب يحصل معنا بشكل ليس له شبيه من الضخ الإعلامي الهائل على الفضائيات والجيوش الإلكترونية بوجه المقاومة ومحور المقاومة، وفي المقدمة الجمهورية الإسلامية الإيرانية وهدف حرب الشائعات هو تعزيز الضغوط النفسية على بيئتنا ومجتمعنا وذلك من أجل أن نترك قضايا نصرة المستضعفين). كما ودعا الى معاقبة القنوات الاعلامية بمقاطعتها وعدم الإنجرار الى أبواق العمالة والفتنة“.

ولا يختلف المشهد العراقي عن لبنان في قلب الحقائق وتدليس الواقع، فإن التوجه الاعلامي الأمريكي السعودي دائما كان يشيطن فصائل الحشد الشعبي وقياداته، ويصور للمجتمع العربي انه آداة قمع سلطوية، وأنها عميلة لنظام الجمهورية الاسلامية في إيران وتنفذ إجندتها، وتلعب دائماً على الوتر الطائفي. والجميع يعلم أن فصائل الحشد الشعبي مؤلفة من كل فئات الشعب العراقي ولديها غطاء قانوني فهي مؤسسة رسمية تشكلت بقانون في مجلس النواب، إلا أن الرياض تغمض عينها عن هذه الحقائق وتتكلم بلسان اسرائيل الناطق باللغة العربية. 

الجمهورية الإسلامية في ايران كان لها أيضاً حصة الأسد في الإعلام الأمريكي والسعودي، الذي كان ولايزال يسخّر أقصى طاقاته لإرعاب الشرق الأوسط والعالم أجمع من الخطر الإيراني في أكثر من ملف، خصوصاً ملف البرنامج النووي وفيلق القدس، وتصنيف شخصيات ومؤسسات كمنظمات ارهابية وفرض عقوبات اقتصادية عليها. فكانت الماكينة الإعلامية الأمريكية وأدواتها في المنطقة تسعى من خلال شراء ذمم الوجوه الاعلامية لحرف بوصلة الناس من العدو الحقيقي وهو الكيان الصهيوني، ومن يقف خلفه من دول الاستكبار العالمي الى العدو الوهمي وهو الجمهورية الاسلامية. فأصبحنا نرى الكثير من المغردين يرحبون بالتطبيع ويعتبرونه مسالة طبيعية، متناسين التاريخ الاجرامي لهذا الكيان الغاصب، وبالوقت ذاته يهاجمون ايران ويعتبرونه عدو العرب الاول مع التاريخ المشرف للجمهورية الاسلامية في دعم المقاومة الفلسطينية واللبنانية في صراعها مع العدو الصهيوني . 

في المحصلة لم تعد وظيفة وسائل الإعلام والاتصال الحديثة تقتصر على نقل الأحداث والوقائع وتفسيرها من وجهة نظرها، بل أصبح لها دور في صنع هذه الأحداث وتوجيه الرأي العام، كما أصبحت القادرة على استقبال المعلومات ونشرها اسرع من البرق، وأضحى الإعلام اليوم قادراً بفضل التطور الهائل لتقنياته على المساهمة في بناء الإنسان أو هدمه، وعلى ترسيخ القيم أو تخريبها، كما أصبح قادراً على قلب الحقائق  وتشويه الآخرين والتعتيم على قضاياهم. فالاعلام اليوم سلاح قاتل  لا يقل فتكاً عن الأسلحة التقليدية، لذلك فإن المرحلة تحتاج وعياً ونضجاً وتوجيهاً منظماً لصد هجمات الآلة الامريكية، ومجابهة حقيقية وجادة لخلق توازن في مواجهة هذه الهجمة الاعلامية الشرسة.
رقم : 916653
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم