QR CodeQR Code

أيتام صدام وحلم العودة الى السلطة في العراق

زهراء احمد- اسلام تايمز

إسلام تايمز , 22 شباط 2021 11:25

خاص (اسلام تايمز) - بعد سقوط نظام البعث الصدامي في العراق، وتخلص العراق من العصابة التي حكمت بالحديد والنار لأكثر من 35 عاماً أصبح العراق ”حراً“ من صدام حسين .


إلا أن الحديث عن عودة حزب البعث العراقي إلى الحكم يأخذ هذه الأيام أبعاداً عدّة عبر تسريبات عن انقلاب عسكري أو حكومة إنقاذ وطني، بمشاركة قوية من البعثيين تمهيداً لعودتهم الكاملة قريباً.

وتنفرد ”قناة العربية“ التابعة للسعودية بوظيفة تلميع صورة الدكتاتور المجرم صدام حسين ببث سلسلة لقاءات مع قادة وشخصيات من النظام السابق، كان آخرها اللقاء الذي أثار حفيظة الشارع العراقي مع إبنة الطاغية الكبرى ”رغد صدام حسين“، مسوقاً لأفكار وأحداث ليست ببعيدة ولا زالت شاهدة في أذهان الشعب العراقي، مع تغيير البوصلة من خلال المكر والتدليس والتلاعب بالألفاظ وقلب الحقائق، في محاولة بائسة لتجميل الصورة البشعة لصدام وعائلته القذرة وتصويرهم حماة للوطن وقادة وطنيين.

ويتم مقارنة الوضع السابق بالحالي والذي ساعدهم للأسف هو فشل الطبقة السياسية الحالية في إدارة البلاد لذلك يستخدم المسوقون لهذا الفكر هذه الورقة لصالحهم.

”صدّام حسين“ كان يقتل خصومه سراً، ثم حصل على دعم القوى الكبرى والصغرى في حربه ضد إيران، وفعل ذلك على نطاق واسع مع معارضيه بعد حرب تحرير الكويت وللقضاء على انتفاضة مارس في العام 1991، بتأييد مباشر من الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الأب قائد دول الحلفاء الـ 33 التي شاركت في حرب الكويت.

لقد حارب صدام حسين الحركة الإسلامية في العراق ومحورها حزب الدعوة، وأعلن الحرب على الجمهورية الاسلامية الايرانية، ضارباً على وتر طائفي وقومي، لتأجيج عداء العرب ضد الإيرانيين.

واتهم كل من كان يعارضه بالعمالة لإيران، وساهم في دق إسفين بين شيعة العراق والثورة الإسلامية الإيرانية. ولعل هذا الجانب هو النصر الأكبر الذي حققه صدّام عندما زج بأعدائه من الجانبين في نار حرب، كان هو الفائز الأول فيها رغم خسارته العسكرية.

ويجب التذكير هنا بأن البعثيين هم مشاركون في السلطة السياسية في ـ عراق ما بعد صدام ـ، من خلال شخصيات دخلت العملية السياسية بهدف عرقلتها وإثبات أنها فاشلة.

هذه الشخصيات تدافع علناً عن حزب البعث، ولا يخفي بعضها العمل لإعادة الحزب مرة أخرى إلى الحكم متذرعين بحُـجج شتـى، أبرزها أن قانون اجتثاث البعث لم يكن عادلاً، إلا أن الواقع واجتماعات هؤلاء واتصالاتهم المستمرة مع قيادات البعث في الخارج، يُـشيران إلى أن استراتيجية حزب البعث بعد سقوط نظام صدام تمثلت في إتباع نهج متعدد الأقطاب يعتمد على توزيع دقيق للأدوار بين ”مقاومة“ مسلحة لا توفر المدنيين، والإنخراط في تنظيمات دينية متطرفة كالقاعدة وأنصار السُـنّة وداعش مثلاً، والمشاركة في الإنتخابات والتحوّل إلى نواب في مجلس النواب وأعضاء في الحكومة.

كما أصبح العديد من ضبّـاط سابقين في جهازي الأمن والمخابرات مرافقين ومساعدين لزعماء مدنيين من المعارضة، وأيضا جزءاً من حماية سياسيين رسميين.

فحزب البعث يعمل الآن تحت قيادة مختلفة كلياً عن القيادة السابقة، باستثناء عضوين قياديين هما ”محمد يونس الأحمد وعبد الباقي السعدون“ وأصبح الحزب بعد سقوط نظام صدّام يعمل من خلال ثلاثة فروع رئيسية هي: ”فرع المجاهدين، ويضم التحالف مع التنظيمات الإسلامية وهو الفرع الذي تبنّـى تغيير اسم الحزب من ”البعث العربي الاشتراكي“ الى ”البعث العربي الإسلامي“، وفرع الأجهزة الخاصة والعمليات ويضم نخبة الأجهزة الأمنية السابقة والكوادر ذات المستوى العالي في التدريب، وله إمكانات مالية جيدة أيضاً ويُـعتبر معزولاً عن التنظيمات الأخرى القابلة للكشف، أو التي يُـراد لها أن تكون جماهيرية والتي يتشكّـل منها الفرع الثالث ويُـسمى العودة“.

وأخيراً، فإن الذين يتباكون على رحيله لأسباب مختلفة، يسعون إلى تلميع صورة صدّام وحزب البعث المنحل بشتى الوسائل، ومنها أعمال العنف التي حوّلت العراق إلى صندوق أسود للموت الزؤام، لإظهار أن العراقيين عاجزون عن العيش معاً إلا تحت سيف جلادهم، وتصويرهم كشعب قاصر يحتاج على الدوام إلى قيّم ووصي.

فالمستفيد الأول من كل ما يجري من عنف طائفي في العراق هم حزب البعث الصدامي، الذي يريد أن يكتسب شرعية وقاعدة شعبية لم يكن يملكها لأنه حتى الغالبية العظمى من البعثيين يُـدركون أن صدّام دمـر الحزب، وحوّله إلى وسيلة قمع وقاعدة لتعزيز قبضته وهيمنة أسرته والمقربين من عشيرته، والذين يعتبرون قانون اجتثاث البعث جاء لصالحهم لكي يُـعيدوا تنظيم صفوفهم ويقوموا بحملة تطهير للمنتفعين الذين انتسبوا له في فترة الرخاء، وهم من يحلمون بإعادة عقارب الساعة إلى الوراء بالعودة مجدّداً إلى الحكم.


رقم: 917714

رابط العنوان :
https://www.islamtimes.org/ar/news/917714/أيتام-صدام-وحلم-العودة-الى-السلطة-في-العراق

اسلام تايمز
  https://www.islamtimes.org