0
الخميس 25 شباط 2021 ساعة 21:23

أرمينيا على صفيح ساخن

أرمينيا على صفيح ساخن
ويواجه باشينيان احتجاجات ودعوات إلى الاستقالة بعد ما وصفها معارضوه بإدارة كارثية للصراع الدامي الذي استمر ستة أسابيع بين أذربيجان والقوات المنحدرة من أصل أرميني في إقليم ناجورو قرة باغ العام الماضي.

ودعا أنصاره اليوم الخميس إلى التجمع في وسط العاصمة يريفان دعما له، ولجأ إلى فيسبوك لإلقاء خطاب إلى الأمة في بث مباشر.

وشدد باشينيان، في كلمة ألقاها أمام أنصاره المتظاهرين في ميدان الجمهورية أمام مقر الحكومة وسط العاصمة يريفان، على أن الجيش الأرمني لا يزال يخضع لأوامره وللشعب، مؤكدا أنه وأفراد عائلته لا ينوون مغادرة البلاد.

وأقر رئيس الوزراء بأن الوضع الحالي في أرمينيا متوتر لكنه لا يزال "قابلا للإدارة"، مشددا على أهمية التوصل إلى اتفاقات تتيح تفادي النزاعات.

ووصف باشينيان بيان هيئة الأركان العامة بأنه كان "ردا عاطفيا"، مبديا استعداده لمناقشة أي مسائل قائمة داخل البلاد، وقال: "ليس لدينا أعداء في داخل أرمينيا".

وبعد اختتام كلمته، ترأس باشينيان مسيرة نظمها مؤيدوه وسط يريفان، فيما دعا تحالف "الحركة من أجل إنقاذ الوطن" المعارض أنصاره إلى التظاهر في ميدان الحرية وسط المدينة.

وكانت قد أصدرت هيئة الأركان العامة للجيش الأرمني في وقت سابق من اليوم الخميس بيانا طالبت فيه باستقالة حكومة باشينيان، محملا إياها المسؤولية عن "الإدارة غير الفعالة والأخطاء الجسيمة التي ارتكبتها السلطات الحالية في مجال السياسة الخارجية أودت بالبلاد إلى حافة الهاوية".

في المقابل، وصف باشينيان بيان هيئة الأركان بأنه محاولة انقلاب عسكري، وأعلن عن إقالة قائد هيئة الأركان أونيك غاسباريان.

وتأتي هذه التطورات على خلفية التوترات المتصاعدة، حيث تنظم المعارضة مظاهرات شعبية مطالبة برحيل باشينيان، محملة إياه المسؤولية عن فقدان أرمينيا السيطرة على أجزاء واسعة من قره باغ خلال الجولة الجديدة من النزاع مع أذربيجان.

ودوليا أعربت الرئاسة الروسية (الكرملين) عن قلقها إزاء مستجدات الأحداث في أرمينيا حيث طالب قادة الجيش اليوم الخميس باستقالة حكومة رئيس الوزراء نيكول باشينيان.

وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، للصحفيين: "نتابع بقلق تطورات الوضع في أرمينيا، ونعتبر أنها تمثل شأنا داخليا حصرا لأرمينيا، وهي حليفة مهمة موثق بها لنا في منطقة القوقاز. بطبيعة الحال ندعو جميع الأطراف إلى التهدئة، ونعتقد بأنه يجب أن يبقى الوضع ضمن إطار الدستور".

وأشار المتحدث باسم الكرملين إلى أهمية التعاون مع يريفان، لاسيما فيما يخص تطبيق بنود البيان الثلاثي المبرم بين روسيا وأرمينيا وأذربيجان بشأن تسوية النزاع في إقليم قره باغ.

وأكد الناطق باسم الرئاسة الروسية أن موسكو لم تجر على خلفية المستجدات الأخيرة أي اتصالات جديدة مع يريفان، لكن يمكن تنظيمها على وجه السرعة عند الضرورة.

وبدوره وصف الرئيس الأذري إلهام علييف الوضع في أرمينيا بأنه "أزمة"، منوها بأن البلاد لم تكن قط في مثل هذا "الوضع المؤسف" على الإطلاق، والذي "تسبب به قادتها".

وقال المكتب الرئاسي لعلييف في بيان، "لم تكن أرمينيا في مثل هذا الوضع المؤسف قط، لقد كان قادتها هم من وضعوها في هذا الموقف.. قادة المجلس العسكري الذي حكم أرمينيا لمدة 20 عاما (المجلس العسكري كوتشاريان-سركسيان)، والحكومة التي جاءت بعده".

ومن جهته أدان وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، الخميس، المحاولة الانقلابية في أرمينيا.

وأكد تشاووش أوغلو، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره المجري بيتر سيارتو، ضمن زيارة رسمية إلى بودابست، أن تركيا ضد أي محاولة انقلابية في العالم.

وتابع: "نحن على الإطلاق ضد كافة الانقلابات والمحاولات الانقلابية في أي مكان حول العالم، لذلك ندين بشدة المحاولة الانقلابية في أرمينيا".

وأشار إلى أنه من الطبيعي في الديمقراطيات أن ينتقد المواطنون حكوماتهم بل وحتى يطالبوها بالاستقالة.

واستدرك: "لكن من غير المقبول للعسكريين أن يطالبوا حكومة منتخبة بالاستقالة، فضلا عن القيام بانقلاب".

ولفت تشاووش أوغلو إلى أن ثمة فرصة مهمة متاحة لاستقرار المنطقة، وينبغي تقييمها جيدا.

وتابع: "هذا النوع من المحاولات الانقلابية ما هو إلا خطوات تخل باستقرار البلاد، لذلك نحن ضدها".

وأوضح أنهم يتابعون الأمر من الإعلام ولم يجروا بعد أي تواصل مع الجانب الأرميني، مؤكدا أن موقف تركيا من الانقلابات مبدئي.

ودعا الرئيس الأرميني الأسبق، روبرت كوتشاريان، اليوم الخميس، المواطنين في بلاده إلى دعم مطالب الجيش باستقالة رئيس الوزراء نيكول باشينيان.

وقال كوتشاريان، إن السلطة التي خسرت الحرب وسلمت الأرض، يجب أن ترحل. مشيرا إلى أن "هذا هو الثمن الضروري لنهضتنا الوطنية في المقام الأول"، وأشارت الوكالة إلى أن كوتشاريان دعا للوقوف إلى جانب القوات المسلحة.

وكانت هيئة أركان القوات المسلحة الأرمينية قد طالبت، في وقت سابق اليوم، باستقالة رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان على خلفية إقالته للنائب الأول لرئيس أركان القوات المسلحة، كما حذرته من استخدام القوة ضد شعبه. وردا على ذلك، أعلن باشينيان إقالة رئيس أركان القوات المسلحة، أونيك غاسباريان.

وأشارت تقارير إعلامية، إلى أن إقالة نائب قائد هيئة الأركان خاتشاتوريان، جاءت لأنه سخر من تصريحات باشينيان حول صواريخ "إسكندر" الروسية التابعة للجيش الأرميني.
رقم : 918356
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم