اسلام تايمز - ثورة البحرين بسلميتها كسرت درع الجزيرة السعودي

ثورة البحرين بسلميتها كسرت درع الجزيرة السعودي

خاص (اسلام تايمز) - منذ أكثر من عشرة أعوام وحتی اليوم، لازالت الثورة البحرينية تواصل مسيرها دون توقف.

النظام البحريني وبعد عدة أيام ، وبالتحديد في مارس2011، وبعد ما عرف أن قواته الأمنية لا يمكنها أن توقف السيل الجرار للشعب البحريني الثائر علی أسرة آل خليفة، استعان بالنظام السعودي لإخماد هذه الثورة.

حينها أرسلت السعودية قوات ما تسمی بدرع الجزيرة ظناً منها أن الثورة البحرينية سينتهي أمرها بمجرد سحقها من قبل هذه القوات، لكن وبعد ممارسة أعتی أنواع القمع وقتلها للعشرات من شباب البحرين، وصلت هذه القوات للنتيجة التي وصل الیها النظام قبل ذلك، وهي أن الإجراءات العسكرية والأمنية لايمكنها أن تثني الشعب البحريني عن مواصلة ثورته ضد نظام الحكم في البحرين. وقد استعان النظام البحريني لإخماد الثورة بالقوة، ومؤامرة إسقاط الجنسية الذي طالت حتی الآن مايقارب الـ300 مواطن، وكذلك سجن ما يزيد علی 1000 طفل للضغط علی عوائلهم، فضلاً عن التسبب في قتل أكثر من 20 طفلاً وقتل حوالی 40 جنيناً ورضيعاً، من خلال رش الغازات السامة علی أمهاتهم المشاركات في التظاهرات السلمية.

وبعد فشل القمع الممنهج من قبل السلطة البحرينية، لجأ النظام الی سياسة تضيق الخناق علی القادة السياسيين، ومن بينهم الشيخ عيسى قاسم الذي تم إسقاط الجنسية عنه، وسائر قادة الحراك السياسي في البلاد. وتم تلفيق ملف من الاتهامات ضد الشيخ علي سلمان و حكم بناء علیه بالسجن لفترة 4 أعوام ومن ثم تم حكمه بالسجن المؤبد.

هذه التصرفات من قبل النظام البحريني ضد السياسيين تهدف الی إخافتهم، ومنعهم من دعم المطالب التي يطالب بها الشعب البحريني وعلی رأسها إجراء الاصلاحات السياسية الأساسية في البلاد ومن بينها تشكيل حكومة منتخبة مباشرة من قبل الشعب.

المنظمات الدولية لا يقل إسهامها في إجرام النظام البحريني عن النظام نفسه، بسبب صمتها علی آلة القمع التي يستخدمها النظام ضد شعبه، ناهيك عن الدول الغربية التي تدعم النظام البحريني الملكي الوراثي لضمان مصالحها في البحرين، مثل بريطانيا وأمريكا. وهنالك فئة من المعارضين البحرينيين مثل ”جلال فيروز“ يعتقدون بأن بريطانيا وأمريكا لايمكن أن تدعما تطلعات الشعب البحريني وبالطبع فإن هؤلاء المعارضين محقين بما يعتقدونه لأن القيم الإنسانية لا تعني شيئاً لدی هذه الدول التي ما يهمها هي مصالحها فقط.

اللافت أن عجز درع الجزيرة في إيقاف ثورة الشعب البحريني، وكذلك القوات الأمنية البحرينية حدث أمام شعب أعزل، لا يعرف العنف أساساً. هذا الشعب كان ولازال علی مدی التاريخ شعباً مسالماً غير عنفي، إضافة الی ذلك فإن جزيرة البحرين وبحكم موقعها الجغرافي وصغر حجمها لا يمكن دعم ثوارها بالسلاح من جهات خارجية، وإذا ما كانت السعودية وحلفاٶها من حين لآخر يدّعون أن دولاً مثل إيران ترسل كميات من السلاح الی حركة أنصارالله، وهذا ما يحول دون هزيمة الحركة من قبل الإئتلاف السعودي ضد اليمن، فإننا لم نسمع حتی الآن إتهاماً من قبل الرياض بأن طهران قد أرسلت سلاحاً للثوار في البحرين، وبالتالي فإن هذه الإتهامات تفتقر للأدلة الدامغة.

إنها الهزيمة بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنی لقوات درع الجزيرة في تصديها لشعب البحرين السلمي الثائر غير المسلح.

الشعوب العربية أيضاً، غافلة عن دعم ثورة الشعب البحريني ضد أسرة آل خليفة الجاثمة علی صدور البحرينيين منذ ما يزيد علی 250 عاماً. فمعظم الشعوب العربية وللأسف تم خداعها بأن ثورة الشعب البحريني هي ثورة طائفية من قبل الشيعة ضد السنة، وجاءت هذه التهم الباطلة من بعض علماء الدين المتهمون أساساً بدعم الأنظمة الملكية في الدول الخليجية، مثل الداعية المصري والمقيم في قطر ”الشيخ يوسف القرضاوي“ الذي يعتبر من أشد أعداء الشيعة في العالم، وينحاز بشكل واضح للإسرائيليين في مواقفه ضد المسلمين الشيعة وحزب الله والجمهورية الاسلامية في إيران .

فكلنا شاهدنا تصريحات القرضاوي الطائفية ضد شعب البحرين وحزب الله، لإبعاد أهل السنة عن مناصرة ثورة البحرين وتأييد حزب الله، بحجة أن الحزب يقف الی جنب الحكومة السورية. لأنه برأيه يعتبر ان الجماعات المسلحة التي جاءت من أكثر من 80 دولة الی سوريا، تشكل ثورة شعبية، وفي المقابل يزعم بأن معارضة الشعب البحريني لا يمكن تسميتها ثورة بل هي ثورة طائفية علی حد زعمه.

إذاً، حققت ثورة الشعب البحريني انتصاراً كاسحاً علی النظام البحريني وقوات درع الجزيرة والإنحياز العربي والدولي للنظام البحريني، بالرغم من أن الثورة لم تجنِ كامل ثمارها حتی الیوم. ويتمثل هذا الإنتصار بقوة الثورة علی الإستمرارية والمرونة في إفشال خطط قوات درع الجزيرة الساعية لإعادة الهدوء الی مملكة أسرة آل خليفة المطبعة مع الكيان الصهيوني.