0
السبت 3 نيسان 2021 ساعة 18:57

'النصرة' تفتح أحضانها لمعانقة أصدقائها الأمريكيين!

وفي حديث مع مراسل "فرونت لاين" مارتن سميث، قال القيادي في تنظيم القاعدة (فرع بلاد الشام) إن مصالح مشتركة تجمع بينه وبين الولايات المتحدة والغرب، مستشهدا بدوره في محاربة الدولة السورية وعداوته مع "داعش" (أحد منافسي النصرة في سوريا)، وفي السيطرة على منطقة فيها ملايين النازحين السوريين الذين من المحتمل أن يصبحوا لاجئين، قائلا: أن هذه المنطقة لا تمثّل تهديداً لأمن أوروبا وأميركا، وليست نقطة انطلاق للسلفيين الاجانب، بحسب تعبيره.

وبحسب موقع "فرونت لاين"، فقد أجريت المقابلة مع الجولاني في إدلب في الأول والرابع عشر من فبراير/شباط الماضي، وستكون جزءاً من وثائقي يسلّط الضوء على "صعود الجولاني كقائد عسكري سلفي".

الجولاني حرص في المقابلة على التأكيد ان ارتباطه بتنظيم "القاعدة" الارهابي قد انتهى، وأن جماعته كانت حتّى في الماضي ضدّ تنفيذ عمليات خارج سورية.معتبرا تصنيفه إرهابياً بأنه "سياسي" و"غير عادل".

ولم يأت حرص الجولاني على هذه التأكيدات إلا لطرح نفسه كشريك لأمريكا والغرب في محاربة الدولة السورية.

وفي ديسمبر/كانون الأول 2012، صنفت وزارة الخارجية الأميركية جماعة الجولاني المدعومة من قبل بعض الدول العربية والغربية ، التي كانت تحمل وقتها اسم "جبهة النصرة"، منظمة إرهابية، في وقت وضعته على قائمتها العالمية للإرهاب في مايو/أيار من العام 2013.

وفي مقابلة في 8 مارس/آذار الماضي، قال المبعوث الأميركي السابق إلى سورية جيمس جيفري إنّ "هيئة تحرير الشام" كانت إحدى الأمور المفيدة لاستراتيجية أميركا في إدلب، قائلاً إنها الخيار الأقل سوءاً في إدلب، إحدى أهم المناطق في سورية، وإحدى أهم المناطق الآن في الشرق الأوسط.

وتطرّقت المقابلة إلى اعتقال "هيئة تحرير الشام" لناشطين وصحافيين وتعذيبهم، فتذرع الجولاني بمزاعم بأنّ الأشخاص الذين اعتقلتهم الهيئة كانوا عملاء للنظام، أو عملاء روساً، كانوا يأتون إلى سورية لنصب أفخاخ، أو كانوا عناصر من "داعش"، ورغم ان عشرات التقارير رصدت تصفية الهيئة لمنافسيها ووملاحقتها لمعارضيها ومايتعرض له المعتقلون في سجونها من تعذيب وتغييب، رفض الجولاني هذه التقارير، وتعهد بمنح منظمات حقوق الإنسان الدولية الإذن بدخول سجون الهيئة للاطلاع على طرق العمل فيها.

وفي هذا السياق، قالت الباحثة في الشأن السوري في منظمة "هيومن رايتس ووتش" سارة كيالي، لـ"فرونت لاين"، إن العرض جيد جداً إذا كانوا قادرين على تأمين الوصول إلى مراكز الاعتقال الرسمية وغير الرسمية، مشيرة إلى أن "الجماعات الحقوقية تلقّت مثل هذه العروض من آخرين سابقاً من دون حصول أي متابعة".

يذكر ان الصحفي مارتن سميث كان قد نشر في شباط الماضي صورته مع الجولاني الذي ظهر لأول مرة ببدلة عصرية بعيدا عن لباس مقاتلي تنظيم القاعدة الارهابي، وقد أثار لباس الجولاني تكهنات يبدو أنها اصابت عن ان الرجل يحاول الحصول على قبول امريكي غربي وتعاون، خاصة بعد تصفيته لمنافسيه في إدلب وإحكام قبضته على منافذ حدودية بمساعدة تركيا وبعض الدول العربية.

وهاهو الجولاني يفتح ذراعيه لأصدقائه الغربيين ليخبرهم بأنه شريك جيد لهم في تدمير سوريا وحصار شعبها، عارضا ملفات الضغط التي بحوزته للمشاركة سواء ملف النازحين او المنافذ الحدودية التي ستسهل عليهم سرقة النفط السوري وثروات البلاد.
مصدر : وكالات
رقم : 925055
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم