0
الأربعاء 7 نيسان 2021 ساعة 09:13

تونس تحبط عمليات ارهابية مخطط لتنفيذها بشهر رمضان

تونس تحبط عمليات ارهابية مخطط لتنفيذها بشهر رمضان
مجددا، عاد الحديث عن الإرهاب في تونس، مع إعلان قوات الأمن، قبل أيام، تنفيذ عمليتين استباقيتين غربي البلاد، أسفرتا عن مقتل 3 إرهابيين بينهم المدعو حمدي ذويب، الذي يعد أحد قياديي تنظيم ما يسمى بـ "أجناد الخلافة" الموالي لتنظيم "داعش" الارهابي، والذي ثبت تورطه في العديد من العمليات الإرهابية، بحسب بيان لوزارة الداخلية.

ووفقا لمصادر "الأخبار"، فإن إحدى العمليتين أودت بحياة امرأة من الجنسية الفلبينية، بعدما فجرت نفسها بحزام ناسف كانت ترتديه، ما أدى إلى إصابة طفلة كانت ترافقها، لا يتجاوز عمرها الثلاث سنوات.

وتشير المصادر نفسها إلى أن قوات الأمن التونسية تجري عمليات تمشيط في جبال محافظات القصرين والكاف لتعقب الإرهابيين المتحصنين فيها والخلايا النائمة، وقد نجحت في إضعاف قدرة هذه التنظيمات على شن هجمات إرهابية في البلاد في أوقات محددة، خصوصا خلال شهر رمضان بعد القضاء على أغلب وأبرز قادتها.

وتقول السلطات الأمنية التونسية إن العشرات من الإرهابيين الموالين لتنظيمات إرهابية، منها "كتيبة عقبة بن نافع" الموالية لتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، و"كتيبة أجناد الخلافة" الموالية لتنظيم "داعش"، يتحصنون في تلك الجبال الواقعة غربي البلاد.

وفي السياق، يؤكد الخبير في الشؤون الأمنية والجماعات المتطرفة، باسل ترجمان، أن التحركات التي قام بها الإرهابيون أخيرا كانت تحت المراقبة الدقيقة لأجهزة الأمن التونسية، وكان الغرض هو إلقاء القبض عليهم.

ويضيف ترجمان أن الإرهابي حمدي ذويب كان يعد لعملية إرهابية نوعية في تونس العاصمة أو في إحدى المدن الكبرى، ليلة ال17 من شهر رمضان القادم، في إشارة إلى أن الجماعات الإرهابية تنفذ هجماتها في تواريخ محددة كرسائل تستعملها سواء في إطار التعبئة الإيديولوجية الداخلية، أو في إطار سياسة الرعب المنتهجة ضد المواطنين والدولة.

وحول السلاح الذي ضبط مع الإرهابي، يفيد بأنه نمساوي الصنع، تستعمله قوات الجيش التونسي، وقد تمكنت الجماعات الإرهابية من سرقته خلال هجمات ارتكبتها قبل سنوات ضد مواقع عسكرية للجيش في المناطق الحدودية مع الجزائر.

يذكر أنه خلال السنوات الماضية، كانت هذه الجبال مسرحا لعمليات إرهابية دامية نفذتها الجماعات المسلحة ضد قوات الشرطة والجيش، وتعتبر حادثة مقتل 15 جنديا وجرح 20 اخرين خلال مواجهات مع إرهابيين في جبل الشعانبي في محافظة القصرين في شهر رمضان من عام 2014، هي الحادثة الإرهابية الأسوأ في تونس، وقد جاءت بعد عام واحد فقط من مقتل 8 جنود في كمين استهدف دورية للجيش في المكان نفسه.

ويلفت ترجمان إلى أن منطقة القصرين تشكل ملاذا امنا للخلايا المتطرفة في تونس منذ سنوات، مذكرا بطبيعة المنطقة الجبلية الوعرة، وبأن فيها الكثير من الكهوف التي تتخذها الخلايا كمواقع مهمة لها، وكذا قلة عدد السكان، ما يسمح للإرهابيين بسهولة التحرك والتنقل على طول المناطق الحدودية مع الجزائر، مشددا علىضرورة محاصرة الإرهابيين في هذه الأماكن والتضييق عليهم، سواء من قبل أجهزة الأمن التونسي أو الأمن الجزائري.

ويبين ترجمان أن تنظيم "جند الخلافة" الارهابي يستمد نوعا من الدعم المعنوي جراء إعادة انتشار وتمركز عناصر تنظيم "داعش" في عدد من الدول الأفريقية، وبالتالي تعتبر أن هناك معركة قادمة في جل المنطقة، معتبرا أن المرحلة القادمة ستكون دقيقة وحرجة في التعامل مع الخطر الإرهابي.

ويذكر أن التهديد الإرهابي وتدفق الإرهابيين بعد عام 2011، كلفا بشكل كبير موازنات دول المنطقة، التي أصبحت تدفع أموالا طائلة من أجل حماية الأمن وصد الخطر، على حساب التنمية والتعليم والصحة. ويتوقع استمرار المعركة ضد الإرهاب في تونس من أجل تجفيف منابع الإرهاب وتفكيك الفكر المتطرف، داعيا إلى وضع استراتيجية وطنية تشارك فيها كل مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدني.

يشار إلى أن هذا الحادث الأمني هو الأول من نوعه الذي يكشف فيه عن وجود عناصر إرهابيين من النساء في جبال غرب تونس، والأول أيضا الذي يتم الحديث فيه عن عناصر إرهابيين من جنسيات بعيدة عن المنطقة المغاربية، بعدما سبق للسلطات التونسية أن أعلنت القضاء على عناصر إرهابيين جزائريين واخرين ليبيين داخل التراب التونسي.
مصدر : وكالات
رقم : 925769
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم