QR CodeQR Code

ماذا بعد جولة الحوار الاستراتيجي الثالثة بين بغداد وواشنطن؟

إسلام تايمز , 8 نيسان 2021 13:46

خاص (اسلام تايمز)- عقدت الجولة الثالثة من الحوار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والعراق عبر تقنية الاتصال المرئي، وذلك بحضور وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين ونظيره الأميركي آنتوني بلينكن، هذا فيما كشف مستشار الأمن الوطني العراقي قاسم الأعرجي أن الجانب الأميركي تعهد بسحب عدد مهم من قواته من العراق، مؤكدا أن مهمة التحالف الأميركي تغيرت من دور قتالي إلى دور استشاري وتدريبي.


مستشار الأمن القومي العراقي وفي ختام جلسة الحوار التي عقدت عبر الفيديو أشرف عليها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي أعلن أن الجانب الأميركي سيبدأ بسحب المزيد من قواته وفق جدول زمني سيوضع قريبا.

وصرح قاسم الأعرجي للصحفيين: "اليوم وحسب الاتفاق وبتغيير المهمة سيكون هناك سحب للقوات القتالية الأميركية من العراق وفق جدول زمني."

من جانبه قال وزير الخارجية فؤاد حسين إن الطرفيين أطدا على تطوير العلاقات في جميع المجالات، وصرح قائلا أن: "اجتماع اليوم حضر فيه ممثلي تقريبا جميع القطاعات الحكومية بالإضافة إلى ممثل إقليم كردستان، إلى جانب ممثلي قطاعات النفط والغاز والكهرباء والقطاع المالي بشقيه."

ورغم محاولة الوفد العراقي المفاوض طمأنة الرأي العام حول عدم إبقاء قواعد عسكرية أميركية وأن مهم هذه القوات ستكون استشارية محضة، إلا أن المراقين يشككون في ذلك باعتبار أن الواقع على الأرض يبين وجود هذه القواعد القتالية في عين الأسد والحرير، والأجواء العراقية مستباحة من قبل الطيران الأميركي.

وفي سياق متصل يرى مراقبون سياسيون، ان الولايات المتحدة الامريكية تأخرت في قرار جدولة سحب قواتها القتالية من العراق، لانها كانت تناور وتحاول الالتفاف على قرار البرلمان العراقي القاضي باخراج القوات الامريكية بعد جريمة المطار.

واكدوا ان امريكا حركت القوى والمجموعات الموالية لها في العراق من اجل اجهاض القرار البرلمان العراقي، الا انها لم تحقق هذا الامر كما تشتهي، وهي مضطرة مؤخراً الى اتخاذ قرار بسحب قواتها القتالية من العراق، لكن لايعني هذا انها انسحبت من العراق نهائياً، فهي موجودة تحت حجة انها مازالت تدرب القوات العراقية بصفة مستشارين.

واوضحوا، ان قرار الولايات المتحدة الاخير جاء نتيجة خروجها من المأزق الذي وضعته فيه قوى المقاومة العراقية التي بدأت منذ فترة بسلسلة عمليات استهدفت فيها ارتال القوات الامريكية وبالتالي وضعت واشنطن امام تحدي خطير، اما تنفيذ قرار البرلمان او مواجهة حرب استنزاف جديدة والتي بدأت تنتج مفاعليها، مشيرين الى ان امريكا غير قادرة على مواجهة حرب الاستنزاف ولا تريد ان تتورط في حرب.

في السياق ذاته، اعتبرت المقاومة العراقية، ان هناك اشكاليات طرحت في بيان الولايات المتحدة الامريكية عن أبقاء قسم من القوات المحتلة في العراق تحت ذريعة مستشارين، مؤكدة ان مقاومة قوات الاحتلال لم تتبناها فقط فصائل المقاومة العراقية، بل هي قضية شعبية مطلبية ترجمت بمظاهرات مليونية على مستوى الشعب وترجمت ايضاً بمطالبة برلمانية وحكومية ابان حكومة عادل عبدالمهدي.

وقالوا ان هناك عملية تسويف من الجانب الامريكي ومماطلة، وقفت فصائل المقاومة ضدها واعلنت بوضوح ان هذه العملية يجب ان تنتهي، مشيرين الى ان المسألة ليست عديد القوات المحتلة المتبقية في العراق، وانما البحث عن السيادة العراقية التي تنتهكها قوات الاحتلال ولعل جريمة المطار باغتيالها القائدين الكبيرين قاسم سليماني وابومهدي المهندس، خير دليل على ذلك ولن تسكت المقاومة العراقية على التسويف الامريكي.

واوضحوا، ان هناك قضايا اخرى تنتهكها امريكا وهي قضية انتهاكها الاجواء العراقية والمقدرات وتلتف على القرار العراقي القاضي باخراج قوات الامريكية برمتها.

على خط آخر، اعتبر دبلوماسيون عراقيون، ان تواجد القوات الامريكية في العراق هو لاهداف لا تخص العراق فقط وانما تخص المنطقة وابعد من المنطقة ايضاً، وان الادارة الامريكية الجديدة وطاقمها الدبلوماسي الجديد تسعى ان تؤثر على تحقيق اهدافها في العراق والمنطقة من خلال القوى الناعمة وعملائها وعلى التظاهرات وعلى الضغط الاقتصادي وعلى الدولار، اكثر من اعتمادها على القوات الامريكية كمقاتلة او تدريب او استشارية.


رقم: 926039

رابط العنوان :
https://www.islamtimes.org/ar/news/926039/ماذا-بعد-جولة-الحوار-الاستراتيجي-الثالثة-بين-بغداد-وواشنطن

اسلام تايمز
  https://www.islamtimes.org