اسلام تايمز - محادثات فيينا.. وموقف ايراني ثابت

خاص (اسلام تايمز) - بينما تستمر المحادثات النووية في فيينا لإحياء الاتفاق النووي، تؤكد ايران علی موقفها الثابت في ضرورة الغاء جميع العقوبات دفعة واحدة ورفض مبدأ خطوة – خطوة.

وفي هذا الصدد يقول دبلوماسيون ايرانيون انه عندما تفاوضت ايران مع دول 5+1 في السنوات الماضية، تم الاتفاق علی بنودٍ كان المفروض التزام جميع اطراف المفاوضات بها، لكن الولايات المتحدة خرجت من الاتفاق في ليلة وضحاها، لهذا ايران تبحث في المفاوضات الحالية عن فترة لتجربة مدی التزام الاطراف برفع العقوبات.

ويرى خبراء في الشأن الايراني ان الاتفاق النووي، هو مدخل للتسويات الكبری في المنطقة والتزاماته بين الجمهورية الاسلامية التي تقود محور طويل عريض في هذه المنطقة ضد تحالف دولي يمثل المجتمع الدولي. واتفاق الدول في هذا المجال، يعني بداية لتسويات سياسية يمكن ان تعكس ايجاباً كاستقرار في المنطقة ككل.

وبحسب الخبراء فإن اميركا تلعب لعبة الزام الجمهورية الاسلامية بتنفيذ ما هو منصوص في الاتفاق، في حين ان تنفيذ الاتفاق، هو مطلب ايراني و ان الولايات المتحدة تطالب بتعديل الاتفاق وهي خارج الاتفاق.

ويوضح محللون سياسيون ان ايران بعدما اعلنت رفع نسبة تخصيب اليورانيوم، أكدت انها ستتراجع عن قرارها في حال عودة الطرف المقابل لتنفيذ التزاماتهم حسب الاتفاق، وهذا يعني التزامها بالاتفاق ولكن من لايلتزم هو من يفرض شروطه وهو خارج الاتفاق.

ويعتقد المحللون ان تشكيل لجنة الخبراء في محادثات فيينا من أجل ترتيب الاجراءات التنفيذية له قرائتان الاولی تقول انه ربما تلاقي الولايات المتحدة في منتصف الطريق والقرائة الثانية تقول ان هؤلاء الخبراء يمكن أن يكونوا خطوة استباقية فيما هو مختلف عليه لكي يستندوا اليه في قضايا مختلف عليها قبل الخبراء وبالتالي المشهد لايزال ضبابي.

ويؤكد سياسيون بريطانيون ان هناك مصلحة مشتركة لاطراف المحادثات النووية، فالمصلحة ليست فقط لايران ورفع الحظر والعقوبات عنها بل ان الدول الاوروبية والولايات المتحدة أيضاً لها مصلحة في ذلك.

ويبين سياسيون بريطانيون ان اوروبا تريد العودة الی السوق الايرانية فالدول الاوروبية تعاني من أزمة اقتصادية تعم العالم. اما الولايات المتحدة فهي تخشی تنامي نفوذ الصين في المنطقة وهي منزعجة من الاتفاقات التي أبرمت أخيراً بين ايران والصين وهذا يهدد الاستراتيجية الاميركية في هذه المنطقة.

وفي سياق متصل فقد شدد مبعوث الصين لدى المنظمات الدولية في فيينا على أن الولايات المتحدة ، بصفتها انتهكت الاتفاق النووي، يجب أن تتخذ الخطوة الأولى ورفع جميع اجراءات الحظر غير القانونية ضد إيران.

قال وانغ تشيون، المبعوث الصيني لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في فيينا، إن التسلسل الذي تعود فيه الولايات المتحدة وإيران إلى الامتثال للاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 هو أولا وقبل كل شيء مسألة "حس العدالة".

وقال إن مفاوضات اللجنة المشتركة بهدف دفع الولايات المتحدة وإيران نحو استئناف الالتزام بالاتفاق دخلت أسبوعها الرابع، مؤكدًا "سيكون أسبوعًا بالغ الأهمية".

وأشار وانغ إلى أن المفاوضات حققت بعض التقدم الهام، في حين أن بعض الخلافات الكبيرة لم تسو بعد.

وقال "تعتقد الصين أن مسألة التسلسل الذي تستأنف فيه الولايات المتحدة وإيران تنفيذ الاتفاق هي أولا وقبل كل شيء مسألة تتعلق بحس العدالة. ينبغي عدم وضع العربة قبل الحصان".

وأضاف "الأزمة النووية الإيرانية الحالية تسببت فيها الحكومة الأمريكية السابقة، التي انسحبت من جانب واحد وفرضت ضغوطًا شديدة على إيران. ولذلك، يجدر بالولايات المتحدة أولًا إزالة جميع العقوبات غير القانونية أحادية الجانب على إيران والأطراف الثالثة. وهذا هو العامل الأساسي لنجاح المفاوضات".

وأوضح "تأمل الصين في أن تحافظ جميع الأطراف المعنية على الزخم الحالي للمفاوضات، وأن تلتزم بالاتجاه الصحيح والتوافق الحالي، وأن تعمل بلا هوادة لتحقيق الهدف الشامل للمفاوضات".

وبدوره أعرب مندوب روسيا لدى المنظمات الدولية في فيينا، ميخائيل أوليانوف، عن أسفه بلاده من رفض الإحتلال الإسرائيلي الاتفاق النووي مع إيران، مشددا على أن العمليات مثل حادث نطنز غير مثمرة.

وصرح أوليانوف، الذي يقود وفد روسيا إلى محادثات فيينا، في حديث لصحيفة "در شبيغل" الألمانية نشر يوم الثلاثاء، ردا على سؤال حول ما إذا كانت روسيا تشعر بالقلق من رفض "إسرائيل" القوي للاتفاق: "يمكنني القول إننا نأسف لهذا الأمر. لدينا علاقات جيدة مع "إسرائيل" على مستويات كثيرة، نفهم ونحترم مواقفها. لكننا نعتقد أن الرفض الصارم لخطة العمل الشاملة المشتركة غير معقول".

وتابع: "يبدو أحيانا أن إسرائيل تهدف إلى إنهاء كل الأنشطة النووية لإيران لكن ذلك أمر مستحيل لأن الإيرانيين لديهم الحق في الاستخدام السلمي للطاقة النووية".