اسلام تايمز - الكويت تغرد خارج السرب الخليجي

خاص (اسلام تايمز) - مع تهافت كل بلدان الخليج الفارسي على اقامة علاقات دبلوماسية وتطبيعية مع الكيان الصهيوني، والسعي دوماً الى إرضاء العدو واتخاذ مواقف لصالحه على طول فترة النزاع العربي الصهيوني، فجر البرلمان الكويتي قنبلة أزعجت أبناء زايد وأذرعهم في المنطقة، بعد اعلان البرلمان الكويتي عن إصدار قانون لتجريم وحظر كل أشكال التطبيع والتعامل مع الكيان الصهيوني.

ويشتمل نص القانون على تحريم وتجريم وحظر التعامل أو إقامة أي اتصالات أو علاقات أو فتح مكاتب تمثيل من أي نوع وعلى أي مستوى مع الكيان الصهيوني، بطريق مباشر أو غير مباشر.

هذا القانون الذي تناقلته وسائل الاعلام الصهيونية باهتمام بالغ عبرت فيه دولة العدو عن استيائها من هذا القرار، واعتبرت موقف الكويت معادياً لها، وحاولت ان تظهر للعالم صورة غير حقيقية ومدلسة. وهذا هو ديدن الاعلام العبري الذي يزيف الحقائق ويقلبها لصالحه بوضع سيناريوهات خيالية، زاعماً بأن موقف الكويت هو موقف اغلبية برلمانية معادية لإسرائيل ولا يعبر عن رأي الشعب الكويتي من خلال عرض أراء بعض أدواتها في المنطقة من الناشطين الداعين للتطبيع، ووضعتهم تحت الاضواء لقلب الصورة الحقيقية للشعب الكويتي المساند للقضية الفلسطينية والمعادي للكيان الصهيوني.

وقد صرح رئيس مجلس الأمة سابقاً مرزوق الغانم انه لا نريد أن يكون تصويت المجلس على تجريم التطبيع بلا إجماع فقد تكون لذلك إسقاطات سياسية خصوصاً مع وجود موافقة عليه من حيث المبدأ.

وأصدر مجلس الأمة في جلسته الخاصة بياناً بشأن الاعتداءات الإسرائيلية في فلسطين أعرب فيه عن تضامنه الدائم والقائم مع نضال الشعب الفلسطيني، لنيل حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس ومؤكداً الرفض التام للعدوان الصهيوني الأخير وكافة جرائم الاحتلال في مدينة القدس".

وتلا رئيس مجلس الأمة البيان الذي وافق عليه المجلس بالإجماع قائلا "يعرب رئيس وأعضاء مجلس الأمة الكويتي عن تضامنهم الدائم والقائم مع نضال الشعب الفلسطيني لنيل حقه الطبيعي في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وعن الإدانة الشديدة والرفض التام للعدوان الصهيوني الأخير وكافة جرائم الاحتلال في مدينة القدس وأحيائها وقطاع غزة والضفة الغربية والداخل الفلسطيني.

وتابع الغانم: يعقد مجلس الأمة جلسته الخاصة هذه للتأكيد على الموقف الكويتي الراسخ شعبياً ورسمياً تجاه قضيته المركزية تحت قيادة حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح وكافة قطاعات الشعب والدولة.

وأضاف إن إقرار تعديلات في تشديد العقوبات وسد الثغرات على قانون حظر التعامل أو التطبيع مع الكيان الصهيوني والتي تمت الموافقة عليها من حيث المبدأ في جلسة مجلس الأمة المنعقدة اليوم الخميس تستهدف إيصال رسالة جديدة بثبات الموقف الكويتي والتقاء الحكومة والمجلس عليه، وتحية للمجاهدين والمرابطين في الأراضي الفلسطينية المحتلة

وقال وزير الخارجية الكويتي، الشيخ أحمد الناصر ان الكويت كثفت التحركات الدبلوماسية لحماية القدس والمقدسات، وأضاف ان المسجد الأقصى خط أحمر ولا أمن ولا استقرار إلا بتحريره كاملاً من الاحتلال ومحاسبة العدوان على جرائمه دولياً.

مجلس الامة الكويتي حدد عقوبات مابين السجن 5 سنوات الى السجن المؤبد مع فرض غرامات مالية على كل مواطن كويتي يؤيد ويروج للتطبيع مع العدو الصهيوني وقد صوت البرلمان بالاغلبية على هذا القرار الذي لاقى ترحيباً واسعاً في الشارع الكويتي، خصوصاً وأن دولة الكويت الخليجية كان من المتوقع ان تلتحق بالركب التطبيعي الذي افتتحته الامارات، الا ان الشعب الكويتي والعديد من المنظمات الحقوقية ضغطت وتحركت لتجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني لكي تقطع الطريق بوجه ادوات العدو في المنطقة التي تسعى بكل جهدها لضم اكبر عدد من المؤيدين لوجودها الاستيطاني، وتجميل صورتها البشعة من خلال الاعلام المأجور وهذا ما تسعى اليه اسرائيل منذ نشأتها لمحو سجلها الاجرامي الحافل من ذاكرة الشعب العربي .

مرزوق الغانم رئيس مجلس الامة الكويتي (البرلمان)

أكد في عدة مرات على عدم الاعتراف بالكيان الصهيوني، وشدد على ضرورة دعم الشعب العربي الفلسطيني لاسترجاع حقوقه المشروعة وحق العودة للاجئين اللفلسطينيين، واعادة الدولة العربية الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف .

صحيفة بديعوت احرونوت العبرية كتبت في افتتاحيتها (ان إقرار هذا القانون يستفز الإسرائيليون ويشجع على تأجيج الكراهية ويدحض عملية السلام في المنطقة على حسب تعبيرها ) واعتبرت العديد من المؤسسات الصهيونية هذا القرار حجر عثرة في طريق تحقيق الحلم الصهيوني بالسيطرة على المنطقة .

انزعاج الكيان الصهيوني ومؤسساته وحلفائه في العالم والمنطقة من اي خطوة في معاداته قد يؤدي الى المزيد من التوتر في المنطقة، لأن اسرائيل حريصة على تعبيد كل الطرق من اجل استقرارها وأمنها في ظل المشاكل والانقسامات التي يعاني منها في النظام السياسي الداخلي، فضلاً على فشل المؤسسات الامنية والعسكرية الصهيونية في العمليات الاخيرة في غزة.

لذلك لا نستبعد ان يكون الرد على الكويت سيكون بالطريقة المعتادة، اما عن طريق تنشيط ودعم وتحريك المنظمات الارهابية فيها، او مؤامرة جديدة لتحريك الشارع الكويتي لخلق فتنة بين ابناء الوطن الواحد او خنقه اقتصادياً.