0
الأربعاء 16 حزيران 2021 ساعة 22:19

قمة بوتين وبايدن.. قضايا شائكة ومخاوف من مبارزة مفتوحة

وأعلن الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأميركي جو بايدن اليوم إطلاق حوار ثنائي شامل حول الاستقرار الإستراتيجي والأمن السيبراني، مع الاتفاق على عودة السفراء إلى واشنطن وموسكو، فيما عبر بوتين وبايدن عن استمرار الخلاف في عدد من المسائل، ومن أبرزها حقوق الإنسان.

وقال بوتين وبايدن -في بيان نشرته الرئاسة الروسية بعد قمتهما في جنيف- إنهما يسعيان من خلال هذا الحوار إلى إرساء الأساس لإجراءات مستقبلية للحد من التسلح والحد من المخاطر، وأكد الرئيسان التزامهما بمبدأ ألا رابح في حرب نووية ولا ينبغي إشعالها مطلقا، كما أكدا أن التمديد الأخير لمعاهدة "ستارت" (START) للحد من الأسلحة النووية هو شهادة على التزام البلدين بالحد من هذه الأسلحة.

وقال الرئيس الأميركي -في مؤتمر صحفي عقب القمة- إنه أخبر نظيره الروسي أن انتقاده لوضع حقوق الإنسان في الولايات المتحدة سخيف، وأضاف أنه أثار مع بوتين ملف المواطنين الأميركيين في السجون الروسية.

وقال بايدن "قلت للرئيس بوتين بأن حقوق الإنسان ستكون دائما على طاولة البحث.. فالأمر لا يتعلق بالتربص لروسيا حين تنتهك حقوق الإنسان، إنما يتعلق بنا وهويتنا".

من جهة أخرى، وصف الرئيس بوتين اللقاء مع نظيره الأميركي بأنه بناء، مضيفا أنه تم الاتفاق في القمة على عودة السفراء إلى أماكن عملهم الدائمة في كلا البلدين، وقال سيرجي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، إن السفير الروسي بواشنطن أناتولي أنتونوف سيعود للعاصمة الأميركية آخر الشهر الجاري.

وانتقد بوتين، في مؤتمر صحفي عقب القمة، اعتبار واشنطن موسكو عدوا وخصما، وقال إنها تدعم منظمات ومؤسسات تطبق الأجندة الأميركية على التراب الروسي، و"هي منظمات تقوض روسيا".

وردا على اتهامات واشنطن لموسكو بالوقوف وراء هجمات إلكترونية طالت في الفترة الماضية العديد من المؤسسات الأميركية، قال الرئيس الورسي إن بلاده تتعرض لهجمات سيبرانية ومحاولات قرصنة عديدة، مشيرا في مؤتمر صحفي عقب لقائه بنظيره الأميركي جو بايدن إلى أن مصدر معظم الهجمات السيبرانية هو الولايات المتحدة، منتقدا عدم تعاون واشنطن في هذا الشأن.

وصرح الرئيس الروسي أنه اتفق مع بايدن على بدء محادثات بشأن الأمن السيبراني والاستقرار الإستراتيجي.

وذكر الرئيس الأميركي في مؤتمره الصحفي، الذي تلا مؤتمر نظيره الروسي، أن الحديث عن الأمن السيبراني استغرق وقتا طويلا من لقائه مع بوتين، مضيفا أنه أوضح للأخير بأن أميركا تمتلك قدرات سيبرانية كبيرة، وإنها سترد في حال تعرضها لهجوم، معربا عن ثقته بأن نظيره الروسي لا يريد حربا باردة جديدة.

وشدد بايدن على أن نبرة اللقاء مع بوتين كانت جيدة وإيجابية، مضيفا "أوضحت أننا لن نتسامح مع محاولات انتهاك سيادتنا الديمقراطية، أو زعزعة انتخاباتنا الديمقراطية وسنرد في حال حصل ذلك".

وانعقدت قمة جنيف في ظروف تمر فيها علاقات البلدين بأسوأ مراحلها، حسب مسؤولين أميركيين وروس.

وقد بحث الجانبان قضايا عدة على رأسها الأمن السيبراني، وملفات أمنية وسياسية واقتصادية متنوعة، هي محل خلاف بين موسكو وواشنطن.

وفي مستهل اللقاء، عبّر الرئيس الروسي عن أمله أن تكون قمته مع الرئيس الأميركي مثمرة، في حين قال بايدن إن اللقاء وجها لوجه هو السبيل الأفضل دائما.

وقال مصادر من جنيف إن القمة الموسعة جرت بحضور معظم أفراد الوفدين الروسي والأميركي، وجرت مناقشة الملفين السوري والأوكراني.

وحسب المعلومات المتوفرة، فإن ثمة بعض التوافقات بين الجانبين الروسي والأميركي بشأن تخفيف حدة المواجهة الدبلوماسي بما يتيح عودة السفير الأميركي إلى موسكو جون سوليفان، والسفير الروسي إلى واشنطن أناتولي أنتونوف، وإعادة النظر بقرار البلدين إغلاق عدد من التمثيليات الدبلوماسية في السنوات الأخيرة جراء تدهور العلاقات السياسية بينهما.

ومن أبرز القضايا الخلافية بين روسيا وأميركا معاهدات التسلح ونشر الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى، والحضور العسكري لأميركا ولحلف شمال الأطلسي قرب الحدود مع روسيا، ودعم واشنطن للمعارضة الروسية، إضافة إلى الملف الحقوقي داخل روسيا، ودعم موسكو للانفصاليين المسلحين في شرقي أوكرانيا، فضلا عن الملف السوري.

ومن أبرز الخالافات بين البلدين على الصعيد العسكري في أوكرانيا أو سوريا أو القطب الشمالي يتبادل البلدان الاتهامات بالتوسع العسكري.

من الجانب الأميركي، هناك تشديد أيضا على نشر حوالى مئة ألف جندي روسي في الآونة الأخيرة على حدود أوكرانيا، على خلفية ضم روسيا لشبه جزيرة القرم عام 2014.

وتؤكد موسكو من جهتها أن المناورات والانتشار العسكري لحلف شمال الأطلسي في أوروبا الشرقية يشكلان أكبر تهديد إقليمي.

مع كل موجة عقوبات وعقوبات مضادة، يكثف الروس والأميركيون طرد دبلوماسيين ما يخفف العاملين في سفاراتهما وقنوات الاتصال.

استدعت موسكو وواشنطن أيضا هذه السنة سفيريهما "للتشاور" بعدما وصف بايدن الرئيس الروسي في مقابلة بانه "قاتل".

تتهم روسيا أيضا الأميركيين بوقف تسليم تأشيرات دخول للدبلوماسيين الروس. ورفضت موسكو منح تأشيرة دخول لممثل الناسا في شباط/فبراير.

لم تعد القنصلية الأميركية في موسكو تصدر تأشيرات على الإطلاق بسبب نقص الموظفين بعد أن منعتها روسيا من تعيين موظفين محليين. وباتت الخدمات للمواطنين الأميركيين مهددة هي أيضا.
رقم : 938428
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم