QR CodeQR Code

التقارب بين إيران والوكالة الدولية يخيب آمال اسرائيل ويصعد خطابها التحريضي

زهراء أحمد- اسلام تايمز

إسلام تايمز , 15 أيلول 2021 16:55

خاص (اسلام تايمز) - لأكثر من عقدين من الزمن، يستمر  البرنامج النووي الإيراني السلمي ويستمر معه التخوف الإسرائيلي والذي يؤرقه هذا الموضوع، فهو يريد أن يكون  الوحيد المتفوق والذي يمتلك التقنية النووية، على الرغم من امتلاكه رؤوساً نووية حربية.


 وبذلك يحافظ على صدارته مهدداً كل الدول المحيطة به والتي لا تمتلك أي سلاح ردع، ويجعلها أمامه عارية في حال حدوث أي مواجهة مستقبلية معه على الرغم من اتفاقيات السلام والتطبيع والتعاون والتنسيق الأمني.

ومع ذلك فإن العدو الاسرائيلي يبقى متخوفاً  خشية أن تتبدل مواقف هذه الدول المطبعة في حال سقوط رموزها، لأنهم يدركون أن التطبيع مقتصر على الأنظمة الحاكمة، والشعوب العربية والمسلمة لازالت تعتبر الكيان الصهيوني عدوها الأول . 

الأصوات الاسرائيلية من قيادات واعلاميين ومن يدور في فلكهم، لازالوا يحرضون العالم ضد البرنامج النووي الايراني، ويقدمون الأدلة ويعتبرون أنفسهم هم الوحيدين الذين يمتلكون هذه المعلومات التي تثبت عسكرة البرنامج النووي، وأن إيران تسعى لامتلاك القنبلة النووية.

وهذا ما صرح به مؤخراً رئيس وزراء العدو ”نفتالي بينيت“ حيث تحدث في كلمة متلفزة أن الإيرانيين يتقدمون في برنامجهم النووي دون عراقيل، وطالب دول العالم بلغة تحريضية بكبح جماح هذا التقدم، ثم عاد وزير دفاعه ”بني غانتس“ إلى تأكيد كلامه مبيناً أن إسرائيل قادرة على الوقوف بوجه هذا البرنامج. 

جاءت هذه التصريحات عقب لقاءٍ جمع رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي ومدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي في طهران . 

وأضاف البيان أنه سيسُمح لمفتشي الوكالة باستبدال ذاكرات كاميرات المراقبة، وسيتم الاحتفاظ بها في إيران. وأكد البيان على أهمية استمرار التعاون وحل القضايا العالقة. 

وقال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية ”محمد إسلامي“ في مؤتمر صحفي عقب اللقاء، إن ”اللقاء الذي جمعه بمدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية كان إيجابياً، وإن اللقاء بحث ملفات تقنية“. 

وأضاف إسلامي أن ما يهم طهران هو بناء الثقة مع الوكالة الدولية والحفاظ على هذه الثقة المتبادلة بينهما. 

من جانبه، قال مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن الوكالة بحاجة لاستمرار التفاوض مع إيران، مؤكداً الاتفاق على مواصلة المحادثات في فيينا. 

العدو الاسرائيلي الذي كان يستخدم الولايات المتحدة الأمريكية في تصفية خصومه في المنطقة والضغط على الأنظمة للرضوخ للإرادة الصهيونية، عجز عن جر واشنطن لحرب مباشرة مع إيران، بعد أن اتخذ البيت الأبيض قرار الخيار الدبلوماسي مع الضغوطات الإقتصادية لثنيه عن استئناف هذا البرنامج، وبموازاة ذلك كان الموقف الأوروبي على الرغم من مواقفه العدائية من الجمهورية الإسلامية، إلا أنه أيضاً يرجح الخيار الدبلوماسي، ويرى أن المنطقة لا تحتمل حرباً جديدةً، مدركاً أن المنطقة في حال حدوث أي نزاع عسكري سينتهي بكارثة، لأن خطوط إمداد النفط والملاحة البحرية في المنطقة ستتأثر، إضافة إلى أن المنطقة تعتبر سوقاً مهمة للبضائع الأمريكية والأوروبية.

لذلك فإن الحرب ستكون تكاليفها باهظة، ولا يستطيع أي طرفٍ تحمل تكاليفها مع الإحباط الذي يعتري الجيش الأمريكي بعد الانسحاب من أفغانستان واليمن والعراق، والذي ركز في عقول القادة العسكريين قناعة ثابتة ومهمة بأن تجربة الحرب على الرغم من التفوق العسكري الأمريكي  غير مجدية ومكلفة وتأتي بنتائج سلبية. 

العدو الاسرائيلي العاجز عن حماية مستعمراته من صواريخ المقاومة الفلسطينية، يدّعي أنه قادر ومستعد لمواجهة الجمهورية الاسلامية، وهنا يجب أن نطرح سؤالاً استفهامياً، اذا كانت إسرائيل قادرة على مواجهة إيران فلماذا يتعالى صراخها طالبة من الولايات المتحدة وأوروبا بمواجهة إيران؟ 

وهل تحتاج الى تفويض دولي، أو تبحث عن غطاء قانوني، وهي التي تنتهك يومياً كل القوانين الدولية مع الشعب الفلسطيني والتي تخترق أجواء لبنان وتعتدي بالقصف على الجيش السوري؟  

الحقيقة أن العدو الاسرائيلي يدرك تماماً بأن الجمهورية الإسلامية تختلف عن العراق وسوريا، ولا يمكن أن تقضي على البرنامج النووي الايراني بضربة جوية، كما فعلت مع العراق عام ١٩٨٢ أو كما فعلت بضرب مواقع سورية كانت قيد الإنشاء وادعت أنها مواقع نووية، وتدرك بأن المواجهة مع إيران قد يكلفها زوال كيانها الغاصب من الوجود  وانهيار صورتها واضمحلال بريقها، لذلك تسعى في كل مناسبة لتحريض المجتمع الدولي ضد إيران وتخويفهم من البرنامج النووي الإيراني، وتقوم بالضغط باتجاه تحييد الخيار الدبلوماسي والتوجه للخيار العسكري، لأنها تعتبر بقاء الجمهورية الإسلامية الايرانية كقوة رادعة ومؤثرة  يحول دون تفردها في المنطقة ويشكل الخطر الأكبر على وجودها وبقائها.


رقم: 954008

رابط العنوان :
https://www.islamtimes.org/ar/news/954008/التقارب-بين-إيران-والوكالة-الدولية-يخيب-آمال-اسرائيل-ويصعد-خطابها-التحريضي

اسلام تايمز
  https://www.islamtimes.org