اسلام تايمز - المفاوضات النووية.. وشرط ايران للعودة اليها

خاص (اسلام تايمز) - إيران تؤكد مرة أخرى أنها تتخذ قراراتها بخصوص المفاوضات النووية وفق السلوك العملي للأميركيين وليس على أساس رسائلهم المتناقضة التي تصل عبر قنوات دبلوماسية وإعلامية.

وجاء ذلك التأكيد على لسان وزير الخارجية الإيرانية أمير حسين عبد اللهيان الذي أشار إلى أن نقاشاته مع الأوروبيين والأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش في نيويورك تناولت قضية عودة ايران للاتفاق النووي، ومفاوضات فيينا مشيداً بالمنطق والصلابة والحكمة التي تتمتع بها سياسة ايران الخارجية، بينما يسود التسرع واللامنطق سلوك البيت الأبيض.

وقال عبداللهيان:"القضية المهمة التي كانت ضمن النقاشات الجادة خلال لقاءات مع السيد غوتيرش وعدد من وزراء الخارجية ومنهم الفرنسي والألماني والبريطاني وممثل السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي هي قضية البحث في كيفية عودة ايران للاتفاق النووي ومفاوضات فيينا. لقد أعلنا بصراحة اننا سنحكم علی أساس السلوك العملي للاميركيين وان رسائلهم المتناقضة التي تنقل لنا عبر القنوات الاعلامية والدبلوماسية ليست المعيار لقرارنا النهائي".

عبد اللهيان أشار إلى أن أحد أهم الخطوط الحمراء بالنسبة للرئيس ابراهيم رئيسي هو عدم ربط مقدرات البلاد بالمفاوضات النووية، مشيراً الى أنّ الحكومةَ الجديدة ترفضُ مبدأَ المفاوضات من أجلِ المفاوضات.

وقال وزير الخارجية الايراني، حسين امير عبد اللهيان: "حزين لان تكون لدينا مفاوضات مع مجموعة 4+1 عقدنا في نيويرك لقاءات ثنائية مع مختلف الاطراف وعندما تنتهي الجمهورية الاسلامية من مراجعة ملف المحادثات سيتم تبادل الاراء على طاولة المفاوضات. التعاطي الامريكي متناقض فمن جهة يدعون ويطلبون العودة الى الاتفاق النووي ومن جهة اخرى يفرضون اجراءات حظر جديدة اضافة الى اطلاق بعض التصريحات السلبية عبر وسائل الاعلام".

وفي واشنطن دعا المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس طهران إلى العودة الفورية لمحادثات إحياء الإتفاق النووي مشيراً إلى ان إدارته لا تعرف بالضبط ما الذي يقصده المسؤولون الإيرانيون بكلمة العودة قريبا.

من جهته، شدد مبعوث الاتحاد الاوروبي الى مفاوضات فيينا إنريكى مورا على أن العودة إلى الاحترام الكامل للاتفاق النووى تظل أولوية بحسب الجميع، مضيفا أن كل الأطراف متفقة على ضرورة استئناف المفاوضات فى أسرع وقت ممكن من النقطة التى وصلت إليها.

الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمن للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل شدد من جانبه على ضرورة تأجيل البحث حالياً في ملفات أخرى معتبراً إن العودة للاتفاق النووي خطوة أولى قبل معالجة ملفات أخرى.

في السياق أكدت تقارير إعلامية نقلا عن مصادر لم تسمها أن أمريكا لا تملك خطة بديلة في حال فشل الاتفاق النووي مع إيران مشيرةً إلى أن مباحثات وزير الخارجية الأمريكية مع دول مجلس التعاون في الخليج الفارسي أثبتت عدم وجود خطة بديلة لدى أمريكا بشأن إيران إذا لم تعد للاتفاق النووي.

وفي هذا السياق شدد الرئيس الإيراني لدى استلامه أوراق اعتماد السفير البريطاني سايمون شيركليف على أنّ الشعب الإيراني متمسك بالاستقلال والحرية، وأينما شعر أنّ الطرف الاخر يحاول إملاء إرادته بالقوة والتنمر فإنه لن يخضع وسيتخذ موقفا إزاء ذلك مؤكدا أنّ طهران لا تقبل الا الحق والكلام الصحيح، وأنّ تجارب أوروبا مع إيران أثبتت أنّ عليها أنْ تنظر إلى إيران كبلد له رأي مستقل.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكد أنّ الولايات المتحدة هدمت الاتفاق النووي مع ايران، داعيا إياها إلى التحرك بشكل أكبر، وحل القضايا المتعلقة بإحياء الاتفاق.

وقال لاوروف:"على الولايات المتحدة إعادة النظر في اجراءات الحظر الأميركية التي تستهدف طهران ومن يتعامل معها، فإيران واصلتْ تنفيذ التزاماتها النووية لمدة عام بعد الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي".

هذا وتصر إيران على أن أي مفاوضات نووية لم يكتب لها النجاح إلا عندما تضمن مصالح الشعب الإيراني ويرفع الحظر كاملاً عن إيران.