0
الأربعاء 15 كانون الأول 2021 ساعة 18:02

مفاوضات فيينا.. من يمتلك الفرصة الأخيرة؟

مفاوضات فيينا.. من يمتلك الفرصة الأخيرة؟
ويرى مراقبون، ان خروج الولايات المتحدة الامريكية من الاتفاق النووي وتماشى معها الاوروبي بالتنصل من تنفيذ الاتفاق، اثبتت ان الاخير مكلف من قبل واشنطن اما بالتصعيد واما بتسهيل الامور، والتي كلها تنتهي بقرار امريكي.

وقالوا: انه من خلال التصريحات والافعال الامريكية تدل على ان معظم هذه التصريحات تكون جزء من عملية مناورية والمماحكة في مفاوضات فيينا. موضحين انه حتى بالنسبة للجمهورية الاسلامية في ايران في كثير من الاحيان تصعّد بطريقة يفهم منها انها ليست مستعدة للتنازل بالقدر الذي يطلبونه، اما بالنسبة للامريكان فان هناك اشارات تشير الى انها ليست الفرصة الاخيرة كما يروجون، بل ان هناك مصلحة امريكية للوصول الى اتفاق وان ايران تعلم ذلك، وبالمقابل فليس لدى الامريكان والاوروبيين بدائل غير العقوبات ولذلك سيكون من الصعب الوصول الى مرحلة صفر عقوبات، وبنفس الحالة سيكون على الاطراف تحمل الفشل الكامل للاتفاق النووي ولذا ربما سيكون المخرج هو التوصل لاتفاق مؤقت.

من جانبهم يؤكد محللون ايرانيون سياسيون، ان الاستراتيجية الامريكية بشكل عام تقوم على اطار تقليل الامتيازات بالنسبة لايران في موضوع رفع الحظر عنها والضغط عليها اكثر في الموضوع النووي.

وقالوا: ان الامريكان والاوروبيين يستفيدون من خلال ادوات الضغط على ايران من اجل الدخول الى حلبة المفاوضات عبر ممارسة الحرب النفسية ضدها والتهديد على لسان مسؤولين امريكيين واسرائيليين.

وفي سياق متصل قال كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني إن طريق عودة إيران إلى التزماتها النووية ممهد إذا ما كان الطرف المقصر يتحلى بالإرادة للتعويض عن خطئه. من جهة أخرى دعت الأمم المتحدة واشنطن إلى إلغاء اجراءات الحظر عن إيران.

واكد مندوب إيران لدى الأمم المتحدة مجيد تخت روانجي وعقب جلسة مفتوحة لمجلس الأمن أن بإمكان محادثات فيينا أن تنجح من خلال التنفيذ الكامل للإتفاق النووي وليس من خلال اللوم.

وأضاف روانجي في تغريدة له على تويتر أنه بمجرد وفاء الأطراف الأخرى بالتزاماتها فإن بلاده ستعود إلى جميع التزاماتها.

وافتتحت جلسة مجلس الأمن المخصصة لمناقشة الاتفاق النووي، نائبة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية روزماري ديكارلو بكلمتها التي دعت فيها الجميع إلى الالتزام بتعهداتهم.

وصرحت روزماري ديكارلو بالقول: "أدعو الولايات المتحدة إلى رفع عقوباتها بحسب الاتفاق، وتمديد الإعفاءات المتعلقة بتجارة النفط والأنشطة المدنية المتصلة بالطاقة النووية الإيرانية.. كما نطالب إيران بالعودة عن الخطوات النووية التي لا تتفق مع التزاماتها النووية."

ومسكت ديكارلو العصا من الوسط.. إلا أن الترويكا الأوروبية التي لم تلق استجابة إيرانية في فيينا، انحازت للولايات المتحدة، وتمسكت بإلقاء اللوم على طهران وحدها، ورددها سفير فرنسا لدى الأمم المتحدة نيابة عن الدول الأوروبية الثلاث.

وقال نيكولا دي ريفييه سفير فرنسا لدى الأمم المتحدة: "نقترب من النقطة التي يكون فيها تصعيد إيران لبرنامجها النووي قد أفرغ الاتفاق النووي من مضمونه تماما... على إيران أن تختار بين انهيار الاتفاق أو التوصل إلى اتفاق عادل وشامل."

أما كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني فقد أكد في تغريدة له أن بعض الأطراف تصر على عادتها بإلقاء اللوم بدلا من الدبلوماسية الحقيقية التي هي طريق ذو اتجاهين، مشددا على أن طريق عودة بلاده إلى التزماتها ممهد إذا ما كان المقصر يتحلى بالإرادة للتعويض عن خطئه.

كما أعلن باقري في مقابلة مع قناة برس تي في الإيرانية أن بلاده ليس لديها أي أنشطة نووية سرية.

وصرح علي باقري كني قائلاً: "إن الأولوية في المفاوضات هي إلغاء جميع إجراءات الحظر التي فرضت على الشعب الإيراني.. أؤكد أن جميع الأنشطة النووية الإيرانية تخضع لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية."

تأكيد باقري تزامن مع إعلان الخارجية الإيرانية وجود تقدم في التفاهمات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتقليص الخلافات الموجودة بين الجانبين حول عمليات الرقابة في إيران.

إلا أن الرهان يبقى على مدى مهنية رئيس الوكالة رافائل غروسي الذي لم يفوت فرصة حتى يخوض في مواضيع سياسية، لا يمكن فصلها عن اللعبة الغربية المفضلة، لعبة إلقاء اللوم.
رقم : 968668
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم