QR CodeQR Code

21 رمضان ..ذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام

إسلام تايمز , 23 نيسان 2022 19:00

خاص (اسلام تايمز) -يصادف اليوم ذكرى استشهاد أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب(عليه السلام)، وزير رسول الله ووصيّه وخليفته من بعده على الخلق أجمعين، وذلك في الـ21 من شهر رمضان المبارك عام 40 من الهجرة الشريفة.


ويحيي الايرانيون ذكرى استشهاد الامام علي عليه السلام من كل عام في شهر رمضان المبارك بكافة ارجاء البلاد.

وإلى العراق فقد أحيت حشود الزائرين من مختلف المحافظات العراقية ومن دول عربية واسلامية ذكرى استشهاد ابن عم الرسول المصطفى، امير المؤمنين الامام علي ابن ابي طالب (ع) وليلة القدر الثانية في مدينة النجف الاشرف.

هكذا بدا المرقد العلوي المشرف في ليلة الواحد والعشرين من شهر رمضان المبارك حيث توافد الملايين من الزوار من مختلف المحافظات العراقية والدول العربية والاسلامية الى مدينة النجف الاشرف العراقية لاحياء ذكرى استشهاد امير المؤمنين الامام علي ابن ابي طالب (ع) وليلة القدر الثانية في اجواء حزينة وايمانية.

ومن اجل ادارة دخول هذه الحشود وانسيابية مراسيم الزيارة اعلنت العتبة العلوية المقدسة عن تشكيل غرفة عمليات خاصة بهذه المناسبة حيث ضمت كافة رؤساء الاقسام واستنفار كافة كوادرها لاستقبال الزائرين وتقديم الخدمات المختلفة لهم فضلا عن توزيع وجبات الطعام في الفطور والسحور.

وفي هذا الصدد أعلن محافظ النجف الاشرف في العراق، ماجد الوائلي، اليوم السبت، نجاح الخطة الأمنية الخاصة بذكرى استشهاد الإمام علي بن ابي طالب عليه السلام، فيما أشار إلى أن عدد الزائرين بلغ أكثر من 4 ملايين زائراً.

وقال الوائلي في مؤتمر صحفي إن "الخطة الأمنية للزيارة الخاصة بذكرى استشهاد الإمام علي بن ابي طالب (عليه السلام) اتسمت بالنجاح".

وأضاف، أن "عدد الزائرين بلغ 4 ملايين و500 ألف زائراً، مبيناً أن مطار النجف الاشرف استقبل 130 رحلة جوية".

ويحيي الزائرون هذه الليالي المباركة بمجالس العزاء والمواكب العزائية وقراءة الادعية ورفع المصاحف واقامة المحافل القرآنية.

ومما قاله رسولِ اللهِ (صلى الله عليه وآله) في علي (عليه السلام) : إنَّ اللهَ تَعالى عَهِدَ إلَيَّ عَهدا في عَلِيٍّ، فَقُلتُ: يا رَبِّ بَيِّنهُ لي. فَقالَ: اِسمَع، فَقُلتُ: سَمِعتُ. فَقالَ: إنَّ عَلِيّا رايَةُ الهُدى، وإمامُ أولِيائي، ونورُ مَن أطاعَني، وهُوَ الكَلِمَةُ الَّتي ألزَمتُهَا المُتَّقينَ، مَن أحَبَّهُ أحَبَّني، ومَن أبغَضَهُ أبغَضَني (الأمالي، الشيخ الصدوق: ص565)

لشخصية الامام علي عليه السلام أبعاد كثيرة فعندما ولي أمر الأمة وأصبحت رقعة جغرافية واسعة تحت حكمه وسيطرته لم يستغل موقعه لا ليعزز ثروة لا ليملك نفوذًا لا ليظلم لا لينتقم لا ليتجبر بل سعى بكل جهده وهو يحمل قيم الإسلام وأخلاق الإسلام ليحقق العدل ويقيم الحق في واقع الأمة مواجهًا كل المعاناة والشدائد والمشاق والصعاب والعوائق الكبيرة التي كانت أمامه وبخوفٍ كبير من أن يظلم أي ظلم وقال كلمته المشهورة : ((والله لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصي الله في نملةٍ أسلبها جلب شعيرةٍ ما فعلت)) ما فعلت.

فهذه هي روحية الإسلام، فهو من موقعه في السلطة، وهو يلي أمر الأمة، يخاف كل الخوف وبعيدٌ كل البعد ويحذر كل الحذر من أي ظلم ولو بهذا المقدار.

الأفلاك والأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها وما يكون من مكاسب مادية أو سياسية، عندما تكون الوسيلة إليها والسبيل للوصول إليها هو القليل القليل من الظلم فهذا ليس مقبولاً في أخلاق علي ولا مستساغًا ولا الغاية تبرر الوسيلة.

فقد دخل عليه ابن عباس وهو أحد أنصاره وأحد قادته، بذي قار وهو في طريقه إلى حرب الجمل وهو يخصف نعله بنفسه فقال (عليه السلام) يخاطب ابن عباس ((ما قيمة هذه النعل)) فقال ابن عباس لا قيمة لها فقال (عليه السلام): ((والله لهي أحب إلي من إمرتكم إلا أن أقيم حقًا أو أدفع باطلاً)).

فالإمرة والسلطة والموقع الأعلى في القيادة ليس له أي قيمة عند علي (عليه السلام) إذا لم يكن لإحقاق حق وإذا لم يكن لدفع باطل وإذا كان فقط لمجرد التحكم والسيطرة والتسلط.

فالاقتدار الذي يكسبه الإنسان من موقعه في السلطة هي بقدر ما تقيم من الحق وبقدر ما تدفع من الباطل وبقدر ما تقيم من العدل وتحققه من العدل، فهكذا هو علي (عليه السلام) في عدله وكان فعله مصداقًا لقوله، وسيرته تشهد، وتاريخ حكمه برغم ما واجه من المشاق والعوائق الكبيرة متميز.

حقّا إنّ هذه الأخلاق أخلاق الأنبياء العظام وأوصيائهم، وقد مثّلها بسيرته وسلوكه سيّد الأوصياء وإمام المتّقين والأخيار.

وماذا نقول عن حلمه وصبره وشجاعته وكرمه ومواساته للأيتام والفقراء و... فقد قال الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ((من أحبّ أن يحيى حياتيَ، ويمُوتَ مماتيَ، ويدخُلَ الجنّة، فليتولّ علي وذريتهُ من بعدهِ)) (المناقب، الخوارزمي: ج1، ص76) .

فمناقب الامام علي (ع) وذريته المعصومين (ع) هي مناقب محمدية (ص) وسيرتهم نبويه، فطوبى لمن تمسك بهذا الحبل الالهي المتين والعروة الوثقى والصراط المستقيم.


رقم: 990683

رابط العنوان :
https://www.islamtimes.org/ar/news/990683/21-رمضان-ذكرى-استشهاد-الإمام-علي-عليه-السلام

اسلام تايمز
  https://www.islamtimes.org