QR CodeQR Code

‘‘ سيف القدس‘‘ معركة لا زال سيفها مشرعاً بوجه العدو الصهيوني

إسلام تايمز , 10 أيار 2022 15:19

خاص (اسلام تايمز) - اليوم العاشر من مايو 2022 هي الذكرى الأولى لمعركة سيف القدس التي تأتي في أوضاع امنية مشحونة وصفها العديد من المحللين بالأجواء القريبة من التصعيد ما قبل معركة سيف القدس العام الماضي، حيث حاولت قوات الاحتلال منذ بداية شهر رمضان الماضي الدفع بكل ما تستطيع لكسر حاجز الخطوط التي رسمتها المقاومة التي يصعب تجاوزها وعدم ابعاد قطاع غزة عن أي مواجهة يسعى لتأجيجها .


ولا تزال شوارع مدينة غزة ومبانيها السكنية وبنيتها التحتية التي تعرّضت للقصف الصهيوني العنيف في معركة "سيف القدس" (الحرب الرابعة)، شاهدة على العدوان الذي بدأ في 10 مايو/أيار من العام الماضي، واستمر حتى 21 منه، وسط تباطؤ في عمليات إعادة الإعمار وتهديدات "إسرائيلية" بتكرار الحرب، وظروف مهيّأة لاشتعال التوتر والتصعيد مرة أخرى.

ولم تُنجَز عمليات إعادة الإعمار كما يجب إلى الآن، ولا بوادر على دعم دولي وعربي لهذه العمليات، كما كان الحال في الحروب السابقة، ولا تزال غزة تعاني الظروف الاقتصادية والمعيشية القاسية نفسها، فيما لم تعد "التسهيلات الإسرائيلية" تجدي نفعاً، مع استمرار معاناة أكثر من مليونين وربع مليون فلسطيني في القطاع المحاصر.

ووفق الإحصائيات الرسمية، فإنّ ما أُنجِز في ما يتعلق بالإعمار، 200 وحدة سكنية من أصل 1700 وحدة هُدمت بشكل كامل. أما الوحدات المتضررة جزئياً، فبلغ عددها 60 ألف وحدة سكنية، أنجز منها 70 في المائة إلى الآن، فيما 30 في المائة لم تُرمَّم بعد، هذا فضلاً عن وجود 1300 وحدة سكنية من الحروب السابقة لم يتم إعمارها بعد.

وخلال عدوان 2021، أطلقت المقاومة الفلسطينية في 11 يوماً، 4300 صاروخ استهدفت بها مناطق مختلفة من دولة الاحتلال، وكشفت عن طائرات مسيّرة من صنعها، وصواريخ أكثر دقة، وميّزت ضرباتها كثرة أعداد الصواريخ في الضربة الواحدة، على عكس الحروب السابقة.

واستشهد نحو 250 فلسطينياً في تلك الأيام الـ11 من العدوان، بينهم 70 طفلاً و40 سيدة، فيما قتل 13 إسرائيلياً وأصيب آخرون في المواجهة التي استخدمت فيها إسرائيل كل قوتها العسكرية والنارية، وشهدت مجازر جماعية مُحيت على إثرها عائلات بأكملها من السجل المدني الفلسطيني.

فقد ارتكبت إسرائيل في العدوان الواسع مجازر ترقى إلى جرائم حرب، وفق توثيق منظمات حقوق إنسان فلسطينية. ففي 15 مايو من العام الماضي، دمر الطيران الحربي الإسرائيلي بستة صواريخ منزلاً من ثلاث طبقات لعائلة أبو حطب في مخيم الشاطئ للاجئين غربي مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد 10 أشخاص، بينهم امرأتان وثمانية أطفال من عائلتي أبو حطب والحديدي.

وفي اليوم التالي، 16 مايو، ارتكبت قوات الاحتلال مجزرة أكثر دموية وسط مدينة غزة، حين قصفت عمارة سكنية وتجارية لعائلة أبو العوف فوق رؤوس ساكنيها، ما أدى إلى استشهاد 24 فلسطينياً، جلّهم من النساء والأطفال.

وليس بعيداً عن المجزرة السابقة، وفي ذات توقيت تلك المجزرة، ارتكبت إسرائيل مجزرة ثالثة بحق عائلتين في شارع الوحدة وسط غزة، ما أدى إلى استشهاد 18 شخصاً من عائلة القولق.

وعلى الرغم من مرور عام على حرب "سيف القدس"، إلا أن الأجواء الحالية، ومنذ شهر رمضان الماضي (من 2 إبريل/نيسان الماضي حتى 1 مايو الحالي)، كانت تُقرّب غزة أكثر من التوتر والتصعيد. فالظروف نفسها التي أشعلت المعركة العام الماضي (اعتداءات في الأقصى وحيّ الشيخ جراح بالقدس) كانت حاضرة هذا العام، ولكن هذه المرة نجت غزة من التوتر العسكري، ولم تنجُ من التهديد والوعيد الإسرائيلي.

وحققت المواجهة الفلسطينية مع الاحتلال منذ 13 إبريل 2021، وحتى المواجهة العسكرية مع غزة في 10 مايو من العام نفسه، وحدة فلسطينية حقيقية، وفرض الفلسطينيون في الداخل المحتل أنفسهم عاملاً مؤثراً في الأحداث بعد سنوات من محاولات إسرائيلية لتدجينهم وسلخهم عن هويتهم الوطنية.

ولا تزال تداعيات المبدأ الذي فرضته المقاومة بـ"ترابط الساحات الفلسطينية" حاضراً في المشهد، مع خشية إسرائيلية حقيقية من أنّ أي عمل عسكري مقبل، ستكون الجبهات الفلسطينية موحدة فيه، كما جرى مع الهبّة الشعبية التي سبقت "سيف القدس".

وفي هذا الصدد أكدت فصائل المقاومة الفلسطينية في الذكرى الأولى لمعركة "سيف القدس"، إن سيف القدس مازال مشرعا ولن يغمد إلا برحيل الاحتلال وأن تهديدات الاحتلال لن ترهبها ولن توقف مسيرة المقاومة والدفاع عن المقدسات وإن ارتكاب الاحتلال أي حماقة بحق قادة المقاومة أو المقدسات سيفتح عليه أبواب جهنم.


وأكدت في مؤتمر صحفي بعد اجتماع لها أن الوحدة الوطنية تجسدت في معركة سيف القدس بأبهى صورها في القدس والضفة وغزة والثمانية وأربعين ومخيمات اللجوء والشتات وأعادت معركة سيف القدس الاعتبار للقضية الفلسطينية وأكدت على وقوف جماهير الأمة وأحرار العالم مع شعبنا ورفضهم للعدوان الاسرائيلي وأكدت على أن خيار المقاومة هو الأقصر والأمثل لتحرير فلسطين.

وقال القيادي في حركة حماس أن الاحتلال يحاول التغطية على فشله وعجزه وإرباكه أمام صمود وثبات الشب الفلسطيني ومقاومته الباسلة المتصاعدة بتهديد أيقونة المقاومة في فلسطين القائد الوطني يحيى السنوار .

وأكد أن إن معركة سيف القدس جاءت انتصارا للقدس والأقصى ودفاعا عن شعبنا في حي الشيخ جراح ونجحت في فرض إرادة شعبنا ووحدت كل ساحات الوطن وإن سيف القدس ما زال مشرعا ولن يغمد إلا برحيل الاحتلال فالمسجد الاقصى والقدس خط أحمر دونهما أرواحنا ودماؤنا وكل امكانات المقاومة مسخرة للدفاع عن شعبنا والمقدسات.

وأضاف :" لقد كانت معركة سيف القدس علامة فارقة في طبيعة الصراع مع الاحتلال الاسرائيلي وأحدثت توازن الردع معه ورسخت قواعد اشتباك جديدة وأكدت على معادلة غزة القدس وكانت محطة فاصلة في مسار نضال شعبنا وتحقيق الانتصارات الحقيقية عليه".

وأضاف :"نزف بكل فخر واعتزاز الشهداء الميامين الذين ارتقوا في المعركة البطولية المفتوحة التي يخوضها شعبنا رفضا لعدوان الاحتلال وخاصة على المسجد الأقصى، ونؤكد أن هذه الدماء الزكية ستبقى منارة لشعبنا ووقودا لاستمرار ثورته".

ودعا رضوان لتصعيد كل وسائل وأدوات الاشتباك مع الاحتلال في كافة الساحات والميادين دفاعا عن المقدسات وللجم عدوانه وإجرامه.

وحيا "أبطال العمليات الفدائية الذين يؤكدون صوابية المسار ويثبتون أن إرادة الفلسطيني أقوى وأعظم من بطش وإجرام الاحتلال، مضيفا:" ونوجه التحية لبطلي عملية العاد اللذين وجها صفعة قوية للمنظومة الأمنية والعسكرية للاحتلال وأظهرا مدى فشله وضعفه".

وأكد "أن إعادة اعتقالهم لن يغسل العار الذي لحق بمنظومته الأمنية أو يرمم صورة جيشه المهزوم والمأزوم".

ورأى أن تهديدات الاحتلال المتواصلة باغتيال قادة المقاومة الأخ المجاهد يحيى السنوار والشيخ صالح العاروري وأيِ من قادة المقاومة تعكس حالة التخبط والعجز والفشل والارباك الذي يعيشه الاحتلال وعليه أن يعلم أن الإقدام على ارتكاب هذه الحماقة أو استهداف أي من قادة المقاومة سيفتح عليه أبواب جهنم وسيكون الرد مزلزلا وتتعدى ارتداداته حدود فلسطين لأن القائد السنوار أصبح أيقونة للمقاومة في فلسطين وأحد أركان محور القدس فنحذر الاحتلال من الاقدام على أي حماقة بحق قادة المقاومة أو المقدسات.

وحذر الاحتلال من مغبة ارتكاب أي حماقة من خلال مناورته التي أسماها (شهر الحرب) ونطمئن شعبنا بأن فصائل المقاومة في حالة انعقاد دائم وجهوزية تامة للرد على أي عدوان أو عملية اغتيال جبانة.


رقم: 993500

رابط العنوان :
https://www.islamtimes.org/ar/news/993500/سيف-القدس-معركة-لا-زال-سيفها-مشرعا-بوجه-العدو-الصهيوني

اسلام تايمز
  https://www.islamtimes.org