0
الاثنين 6 حزيران 2022 ساعة 19:22

بعد الإساءة للنبي الأكرم... انتفاضة اسلامية لنصرته

بعد الإساءة للنبي الأكرم... انتفاضة اسلامية لنصرته
يتساءل الكثيرون عن الاسباب التي أدت الى ان يتجرأ الناطق الرسمي باسم حزب "بهاراتيا جاناتا" الهندوسي الحاكم في الهند، على الاساءة لسيد البشر محمد (ص)، دون ان يأخذ في الاعتبار ردة فعل نحو ملياري مسلم في العالم، ولا حتى مصالح الهند مع المسلمين وخاصة العرب ، لاسيما مصالح نحو 8 ملايين هندي، اغلبهم هندوس، من العاملين في دول الخليج الفارسي؟.

من المؤكد ان المتحدث بإسم الحزب الحاكم في الهند ليس شخصا عاديا، فهو احد كبار مسؤولي هذا الحزب، وإلا لما اُختير ناطقا بإسمه، كما انه سياسي ودبلوماسي يحسب الف حساب قبل ان ينطق بكلمة واحدة، خاصة وهو يتحدث عن الدين الاسلامي الذي له اتباع كُثر داخل الهند وخارجها، وترتبط بلاده بمصالح اقتصادية متشابكة مع جميع الدول الاسلامية، لذلك كان يعرف جيدا ماذا قال، ولماذا قال، ويعرف تداعيات ما قال.

عندما يرى العالم، كيف ينتهك الصهاينة اقدس مقدسات المسلمين في القدس، ويعملون ليل نهار على تهويديها، بينما تتنافس الانظمة العربية للتطبيع معهم.

وعندما يرى العالم، كيف شتم الصهاينة في باحات المسجد الاقصى نبي الاسلام محمد (ص) ، ورددوا شعار الموت للعرب، وفي اليوم التالي، تعقد الانظمة العربية اتفاقيات تجارة حرة مع هؤلاء الصهاينة، وتسمح لطائراتهم باستخدام اجوائها ذهابا وايابا.

وفي هذا الصدد استنكر نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان  العلامة الشيخ علي الخطيب بشدة الإساءة الى النبي محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم التي نشرها المسؤول الإعلامي في حزب بهاراتيا جاناتا نافين كومار جيندال.

وقال اننا نعتبرها عدوانا على اعظم شخصية عرفتها البشرية وتشكل استفزازا للمؤمنين عموما والمسلمين خصوصا، ومحاولة فاشلة لايجاد فتنة بين المواطنين في الهند فضلا عن كونها تنمي خطاب الكراهية الذي ينبذه الإسلام.

ودان الشيخ الخطيب كل المحاولات لايقاع فتن طائفية ودينية بين سائر الشعوب والمذاهب، وفي الوقت ندين فيه التعرض لاي دين من الأديان، ونطالب السلطات الهندية باتخاذ عقوبات في حق المدعو جيندال ليكون عبرة لمن تسول له الإساءة الى الأنبياء والرموز الدينية، ونؤكد أهمية التعايش بين المسلمين في الهند واخوانهم المواطنين من سائر الاديان.

ومن جهتهم ادان نواب الاقليات الدينية في مجلس الشورى الاسلامي الايراني حالات الاساءة الى القرآن الكريم في بعض الدول وایضا عرض فيلم العنكبوت المقدس في مهرجان كان السينمائي والذي يحوي إساءات مشينة تجاه المقدسات.

واستنكر نواب الاقليات الدينية في مجلس الشورى الاسلامي في بيان موجه إلى المقرر الاممي الخاص المعني بحالة حقوق الإنسان في إيران جاويد رحمن، تكرار حالات الاساءة للقرآن الكريم وايضا عرض فيلم "العنكبوت المقدس" في مهرجان كان السينمائي والذي يحوي إساءات مشينة تجاه المقدسات الدينية.

واستهجن البيان الإهانة للمقدسات الدينية والمعتقدات الالهية، وهي الإرث الثمين للأنبياء الذين يعتبرون أنقى البشر وايضا تكرار الاساءة للقرآن الكريم، معتبرا ذلك إهانة للإنسانية جمعاء والأنبياء السماويين وجميع القيم الانسانية.

كما اشار البيان الى عرض "العنكبوت المقدس" ذات الطابع السياسي في مهرجان كان السينمائي، المقام في فرنسا بدعم من الحكومة الفرنسية، قائلا ان الفيلم يسيء لمعتقدات المسلمين خاصة الشيعه، معتبرا ان المخرج يخطو خطوات سلمان رشدي في رواية آيات شيطانية والمسيئين للقرآن الكريم بحرقه.

واضاف البيان: نحن ممثلو الديانات السماوية في مجلس الشورى الإسلامي، ندين مثل هذه التصرفات غير الإنسانية والمناهضة للاديان السماوية، وندعو قادة الدول التي تعترف بالأديان السماوية إلى إعادة النظر في مناهجهم ومعتقداتهم الخاطئة إذا كانوا يريدون السلام والتعايش البناء بين الأديان والثقافات في العالم.

الحكومة الهندية ترفض حتى الان تقديم الاعتذار عن الاساءة، وتعتبر ان ابعاد هذين المسؤولين عن وظيفيتهما، كاف.

وزعمت الخارجية الهندية ان التغريدات والتصريحات المسيئة لا تعكس بأي حال وجهة نظر الحكومة، مشيرة الى أنه تم اتخاذ إجراء بالفعل بحق المسؤولين من المؤسسات المعنية، وأوقف الحزب متحدثة باسمه عن العمل وفصل مسؤولا اخر كانا سبب الازمة.

وفيما طالب ايران ودول اسلامية اخرى بينها قطر وعمان والإمارات، الحكومة الهندية بالاعتذار، واستدعت هذه الدول الدبلوماسيين الهنود للاحتجاج على تصريحات مسؤولي حزب بهاراتيا جاناتا، رحبت السعودية بالإجراءات التي اتخذها الحزب الحاكم في الهند بالاجراء الذي اتخذه بحق المسؤولين.

وقالت منظمة التعاون الإسلامي في بيان أن هذه الإهانات تأتي في سياق من زيادة حدة الكراهية والإهانات للإسلام في الهند والمضايقات الممنهجة التي يتعرض لها المسلمون هناك'.

واتهمت المنظمة، التي تضم 57 دولة عضوا، الحكومة الهندية بالتحيز وذلك بسبب القرار الذي صدر مؤخرا بحظر الحجاب في المؤسسات التعليمية في عدد من الولايات الهندية وتدمير ممتلكات لمسلمين.

ونددت القوات المسلحة الباكستانية بشدة بالتصريحات التي وجهت إهانة مباشرة للعقيدة واعتبرت هذا العمل المتجاوز بالغ الضرر ويشير بوضوح لمستوى الكراهية ضد المسلمين والديانات الأخرى في الهند.

وعلى الارض اعتقلت السلطات الهندية عشرات المسلمين خلال فعاليات الاحتجاج والتظاهر على الاساءة، الا ان ذلك لم يمنع المسلمين من الاستمرار في تنظيم الاحتجاجات والدعوى الى اخرى لاسيما في بومباي.
رقم : 998006
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم