0
السبت 10 شباط 2024 ساعة 10:41

عقب التحذيرات الفرنسية للبنان. ‘‘إسرائيل‘‘ لن تجرؤ على الحرب

عقب التحذيرات الفرنسية للبنان. ‘‘إسرائيل‘‘ لن تجرؤ على الحرب
وأكد بو حبيب أنه قد قام بتنبيه الفرنسيين بأن الإسرائيليين قد يشنون حربًا يرونها ضرورية لإعادة سكان المنطقة الشمالية إلى منازلهم، وأشار إلى أن الجانب اللبناني يسعى للتوصل إلى اتفاق يتضمن ترسيم الحدود بوساطة الأمم المتحدة وبالتعاون مع الفرنسيين والأمريكيين، معبرًا عن رغبته في تجنب الصراع مع الكيان الصهيوني، في وقت تدعي فيه تل أبيب قدرتها على مواجهة حزب الله الذي يضغط بقوة تجاه إيقاف الحرب على قطاع الغزة وإنقاذ المدنيين الذين فقدوا عشرات الآلاف من ذويهم.

زيارة فرنسية تهديديّة

شهدت الحدود اللبنانية الصهيونية تصاعدًا في التوتر منذ بدء العدوان الصهيوني الهمجي على غزة في السابع من أكتوبر، حيث يتبادل حزب الله والكيان الصهيوني القصف اليومي، ما أثار مخاوف دولية من تصاعد العنف، وقد دفعت هذه التطورات ببعض المسؤولين الغربيين إلى زيارة بيروت والدعوة إلى التهدئة، وفي سياق متصل، يعلن حزب الله استهداف مواقع ونقاط عسكرية صهيونية تضامنًا مع غزة، بينما يرد الجيش الصهيوني بقصف جوي ومدفعي يستهدف بنى تحتية للحزب وتحركات المقاتلين قرب الحدود، وفي وقت لاحق، أفاد مصدر مقرب من وزير الخارجية الفرنسي، ستيفان سيجورنيه، بأنه قد وصل إلى بيروت "محملاً بمبادرات دبلوماسية تهدف إلى تجنب التصعيد" مع الاحتلال.

ووفقا للمعلومات، حثّ سيجورنيه الأطراف المعنية "على إصدار إشارات واضحة تؤكد التزامها بالأمن والسلام في جنوب لبنان وشمال "إسرائيل"، ويأتي هذا في ظل تصاعد الوضع خلال الأشهر الأربعة الأخيرة، حيث فرّ عشرات الآلاف من المستوطنين على جانبي الحدود الفلسطينية مع لبنان من منازلهم، وتسعى سلطات العدو لإبعاد حزب الله عن الحدود الشمالية بهدف ضمان عودة السكان إلى المنطقة الحدودية في وقت شردت الآلة العسكرية للاحتلال مليون فلسطين داخل غزة وارتكبت مئات المجازر الجماعية بحق الأبرياء.

وفي تطورات ملحوظة، كشف جيش الاحتلال الإسرائيلي عن استراتيجية لتجهيز الرأي العام لمستوى متزايد من التوتر والاستعداد لصراع محتمل مع حزب الله، على الرغم من القلق المستمر حيال تراجع شعبيته بين الإسرائيليين، وينوي قادة الجبهة الداخلية في الجيش تعزيز الوعي في المجتمع الإسرائيلي المتفكك بخطورة التهديد المحتمل من تصاعد التوتر مع حزب الله، وهذا شيء يرفضه الإسرائيليون بالمطلق بعد أن عانوا بشكل كبير من سياسات نتنياهو الرعناء، ومثل هذه الخطوات قد تزيد من الذعر بين المستوطنين الإسرائيليين، ما يدفعهم للتخزين الغذائي وشراء كميات كبيرة من المواد الاستهلاكية، دون الحصول على الاستقرار.

وعلى الرغم من الاعتراف بأن هذه الإجراءات قد تكون مؤلمة، إلا أن قيادة جيش الاحتلال تعتبرها ضرورية في ظل التحديات الأمنية الراهنة، وخاصة بعد الفشل في تحقيق أهداف ملموسة من الحرب السابقة على غزة، وخلال زيارته لإحدى المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أعلن وزير الحرب الإسرائيلي، يوآف غالانت، أن مدينة حيفا قد تكون عرضة للتهديد في حال تصاعد الصراع مع حزب الله، وتعتزم قيادة الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي إطلاق حملة إعلامية لزيادة استعداد السكان الإسرائيليين لمواجهة حرب محتملة مع حزب الله.

وتأتي هذه الإجراءات التصعيدية في سياق تصاعد التهديدات الإسرائيلية بتوسيع نطاق الصراع مع حزب الله، مع تحذيرات من إحداث دمار هائل في لبنان، حسب تصريحات وزير الدفاع، يوآف غالانت، وتدرك قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية أن إطلاق حملة إعلامية بهذا الشأن قد يؤدي إلى "سوء فهم" من قبل حزب الله، وخاصة في ظل عدم التوصل إلى اتفاق يُسهم في سحب قوات الحزب من الحدود عبر وساطة دبلوماسية، وخلال العقد الأخير، واجهت قيادة الجيش الإسرائيلي تحديًا مهمًا يتعلق بتوضيح خطورة التهديد الذي يمثله حزب الله، الذي قد يؤدي إلى اندلاع حرب شاملة، وكانت المسألة المركزية في هذا التحدي هي ما إذا كان من المناسب الكشف عن خطورة هذا التهديد بشكل علني، بهدف تنسيق توقعات الجمهور الإسرائيلي وتعزيز الوعي والجاهزية للجبهة الداخلية، وذلك مع عدم وجود تفاهم بأن سيناريوهات حرب متعددة الجبهات تثير الهلع العام وتزيد من الثقة لدى السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، ما قد يؤثر على الردع الإسرائيلي بشكل كبير للغاية.

الكيان أضعف من أن يعلن الحرب

بالاستناد إلى الحال الذي وصل إليه الكيان بعد حرب 7 اكتوبر، لو كان لدى تل أبيب القدرة على إعلان الحرب على لبنان لما انتظرت لحظة واحدة، وتتخيل قيادة الجبهة الداخلية سيناريوات تشير إلى وجود 150 ألف صاروخ وقذيفة صاروخية في يد حزب الله، بالإضافة إلى قدرته على إطلاق أكثر من 4000 قذيفة صاروخية وصواريخ دقيقة وطائرات مسيرة مفخخة باتجاه "إسرائيل"، وبالرغم من ذلك، قرر جميع رؤساء أركان الجيش عدم إثارة الذعر بين الجمهور، وتعود هذه المعضلة لتطرح نفسها مرة أخرى أمام قيادة الجبهة الداخلية، حيث يدرك صانعو القرار أن إطلاق حملة لزيادة جهوزية السكان لمواجهة حرب واسعة، حتى من دون توافر معلومات استخباراتية حول نية حزب الله في شن حرب، ما سيؤدي إلى زيادة الجهوزية ولكنه سيثير بالتأكيد حالة من الذعر لدى الجمهور الإسرائيلي المنهار نفسيّاً.

ولا شك أن عدم اليقين تجاه هذا الموضوع والتوتر في الشمال خلال الأشهر الأخيرة أثار العديد من التقديرات والتكهنات حول التكلفة التي ستدفعها الجبهة الداخلية الإسرائيلية في حال اندلاع حرب مع حزب الله، حيث يدعم رؤساء السلطات المحلية في الشمال ضرورة تنسيق توقعاتهم مع الجمهور، وخاصة في ضوء الانتخابات المحلية، حيث أعربوا عن قلقهم من الوضع الأمني وطلبوا إعداد السكان للتعامل مع خطر إطلاق نار مكثف باتجاه الكيان، ويجب الإشارة إلى أن قرار زيادة جهوزية السكان لمواجهة حرب شاملة يخضع لمصادقة رئيس أركان الجيش، هيرتسي هليفي، ووزير الأمن، غالانت.

وقد عادت الإعلام الإسرائيلي مؤخرًا إلى لهجة التهديد، مؤكدة أن أي حملة مشابهة ضد المقاومة اللبنانية يجب أن تتضمن تنسيقًا لتوقعات حول الضرر المحتمل الذي سيلحق بحزب الله ودولة لبنان نتيجة لاندلاع الحرب، ورغم أن الجبهة الداخلية قد تتعرض لضربات، يجب على الجمهور أن يدرك أن الجيش الإسرائيلي قد نمى قدراته النارية، سواء جوًا أو برًا، وتشير الضربات الإسرائيلية هذه المرة إلى استخدام قذائف ومقذوفات دقيقة وتكتيكات دفاعية متطورة، ومع ذلك، فإن هذا التهديد لا يمكن في أي حال من الأحوال أن يوفر الطمأنينة للجمهور الإسرائيلي المتخلخل من تصرفات حكومة نتنياهو.

من جانب آخر، أشار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت في عدة مناسبات إلى إمكانية شن حرب على حزب الله اللبناني عند الحدود الشمالية، وجاء ذلك في ظل التبادل المستمر للقصف والاستهداف بين الطرفين منذ أكتوبر الماضي، وفيما يتعلق بالحرب المدمرة في قطاع غزة، تشهد الحدود الإسرائيلية اللبنانية توترًا متزايدًا، مع تبادل متقطع لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله وفصائل المقاومة الفلسطينية، وقد أسفر هذا التوتر عن سقوط شهداء من المقاومة وقتلى وجرحى من الإسرائيليين، إضافة إلى إصابة المدنيين اللبنانيين.

وبناءً على التطورات الأخيرة، يتصاعد التوتر على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، ما يجعل الوضع في المنطقة حساسًا ومتوترًا للغاية، ويعكس هذا التوتر التصعيد المستمر بين الكيان الإسرائيلي وحزب الله، والذي يتضمن زيادة في عمليات التصعيد والتوتر المتبادل، ومن المتوقع أن تؤثر هذه التطورات على الأوضاع الإقليمية بشكل عام، وخاصة مع تصاعد الصراعات والتوترات في الشرق الأوسط نتيجة العنف الإسرائيلي المتزايد، ويمكن أن تتصاعد العمليات العسكرية والاشتباكات بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله، ما قد يؤدي إلى تصعيد إسرائيلي أكبر وتأثيرات أكثر خطورة على السلم والأمن في المنطقة في حال اختارت تل أبيب الحرب التي في غير مصلحتها.
رقم : 1115253
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم