0
السبت 22 تشرين الثاني 2014 ساعة 00:26
هيئة التحرير

"مافياوات" في كل اتجاه

"مافياوات" في كل اتجاه
"مافياوات" في كل اتجاه
مافيا السياسة هي الأخطبوط، والمتفرعات قوائمها، بينما الأخطبوط السياسي ممسكٌ بتلابيب المشهد، يضرب عرض الحائط بالصيغ والدساتير والثوابت، ممعنٌ بالاستئثار بالسلطة تمديداً وإغفالاً لاستحقاق الرئاسة الأولى وتدويراً للزوايا على الهوى السلطويّ في الحكومة وأسوارها الطائفية والمذهبية ومنظومة التحاصص التي لا يوازيها منافسٌ في الميدان، بحيث يضيع الوطن والمواطن في دوامتها مزنّراً بالألم الممدود والأمل المفقود دون حسيبٍ أو رقيب، وعلى وقعها وفي ظلها تتناسل المافياوات من غذائيّ واجتماعيّ وأمنيّ وما شاكلها دون وازعٍ أو رادعٍ إلا في سياق الفقاقيع التجريبية والإعلامية التي نشهدها اليوم حول "الأمن الغذائي" الذي يظهر ملفه فجأة بقدرة قادر وهو يخفي وراءه ما وراءه ليختفي ويتبخر كسابقاته على نارٍ هادئة دون تحقيق المرتجى.

ومما لا شك فيه أن ملف الأمن الغذائي قضية من جملة قضايا يرزح الوطن ويئن المواطن تحت وطأتها وقد تقضي المسؤولية بالعمل على تجفيف المافياوات وإزالة مفاعيلها، إلا أن إثارة هذا الملف على عاتق من حركه وبشكل منفصل عن خطة سياسية جامعة لحكومة ما يسمى بالمصلحة الوطنية، يبقى في إطار المبادرة الفردية ومثاراً للجدل بين أطراف الصف الحكومي الواحد الذين لا تجمعهم إلا معايير التطييف والتمذهب حيث لكلّ منهم مربطه الخاص وعقدة لسانه بيد عرّابه أسوةً بـــ"وزير الأمن الغذائي" الذي أفصح جهراً "أنا مدعوم من زعيم ولولاه لفرموني فرماً".

الأمن الغذائي لا يختلف عن سواه في مسلسل المافياوات المتنوعة التي لا عدّ لها ولا حصر على المستويات كافة ولكن، ورغم مخاطرها الجمّة، فأين هي من مافيا التحريض والتجرّؤ والتطاول على "الجيش والشعب والمقاومة" والتزاحم سراً وعلناً على اختلاق المبررات لتعويم عصابات داعش وملحقاتها المستنفرة وخلاياها النائمة أو التذاكي بتبرئة عدوانية الكيان الصهيوني على ألسنة أصحاب المعالي والسعادة، وصولاً إلى الإعلان الفاحش لبعضهم بالتدليس ومحاولة التناغم مع جبهة النصرة مع الدعوة الكيدية لطائفته الكريمة للانضمام الى صفوف فلول التخريب والتدمير في سوريا الممانعة... أليست هذه المافياوات السياسية باستراتيجيتها الموبوءة أولى بالملاحقة والاجتثاث من مزارع الفتن والعمالة في الوطن قبل مافياوات الفروج واللحم الفاسد في مزارع الدواجن والمسالخ؟

-هيئة التحرير-
رقم : 420753
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم