0
الأحد 6 تموز 2014 ساعة 19:24
كتبت: نورا عيتاني

حلفاء "داعش".. أعدائها..!

كتبت: نورا عيتاني
كتبت: نورا عيتاني
وفي نيسان عام 2013 تشكل ميليشيا تنظيم "داعش" الارهابي, وقدم في البدء على أنه اندماج بين ما يسمى بـ "دولة العراق الإسلامية" التابع لتنظيم "القاعدة" الذي تشكّل في تشرين الأول/أكتوبر 2006 والمجموعة التكفيرية المسلحة في سوريا المعروفة بـ"جبهة النصرة"، إلا أن هذا الإندماج الذي أعلن عنه قيادي "دولة العراق الإسلامية" أبو بكر البغدادي، رفضته "النصرة" على الفور.

وبعد ذلك بشهرين، أمر زعيم "القاعدة" أيمن الظواهري بإلغاء الاندماج، إلا أن البغدادي أكمل العملية لتصبح "داعش" (الدولة الإسلامية في العراق والشام) واحدة من اكبر الجماعات الارهابية الرئيسية التي تقوم بالقتل والدمار في سوريا والعراق.

وبعد أن اقدم الارهابي ابو "مكر" البغدادي على اعلان تنظيم ميليشيا داعش "خلافة اسلامية" ونصب نفسه زعيماً حاكماً للعالم الإسلامي, اعلنت 9 جماعات بينها جماعات مقاتلة وعلماء دين رفضها هذا البيان قائلة في البيان الصادر عن الجماعات التسع: "إننا نجد أن إعلان الخوارج للخلافة الإسلامية باطل شرعا وعقلا ولا يغير شيئا من وصفهم ولا طريقة التعامل معه" ودعت المسلمين إلى عدم تأييد تنظيم داعش. 

ووقع على البيان - جماعات مسلحة معارضة من ضمنها "الجبهة الإسلامية" وهي ائتلاف لفصائل إسلامية بعضها مدعوم من السعودية, كما وقعه أعلى تجمع للعلماء المسلمين السوريين في المنفى. 

ولم تعلق "جبهة النصرة" ذراع "القاعدة" في سوريا وهي المنافس الرئيس لـ"داعش" في سوريا على إعلان الخلافة بعد.

العلاقات "الارهابية" بالتفصيل..

علاقة "داعش" مع "النصرة"..
بعد ذلك بفترة قصيرة خرج أبو محمد الجولاني (أمير جبهة النصرة) بتسجيل صوتي يعلن فيه عن علاقته مع "دولة العراق الاسلامية", لكنه نفى شخصيا او مجلس شورى الجبهة ان يكونوا على علم بإعلان البغدادي عن إندماج التنظيمين، فرفض فكرة الاندماج واعلن مبايعة تنظيم القاعدة في افغانستان بقيادة الظواهري. وعلى الرغم من العمليات المشتركة التي خاضتها " النصرة وداعش" الا أن حربا باردة تدور بين التنظيمين على الأراضي السورية منذ إعلان البغدادي.

علاقة "داعش" و"الحر"..
أما عن العلاقة التي تربط داعش بما يسمى "الجيش السوري الحر" فهي أكثر توتراً ودموية من تلك التي تربط داعش بالنصرة، حيث وصلت سياسة تكفير داعش للأنظمة والدول والفصائل الى إعتبار أي فصيل في "الجيش الحر" من الكافرين.
 
وقد دارت بين الطرفين معارك طويلة مع جميع الكتائب التابعة للحر المنتشرة على الأراضي القريبة من مناطق نفوذ داعش او التي تقع على الخط التي رسمته داعش لدولتها. وفي حين اتهمت داعش الجيش الحر بالإرتداد عن الدين الإسلامي وتعاملهم مع النظام السوري، واتخذتها ذريعة لمهاجمة الحر وضرب كتائبه، تتحدث تقارير عن أهداف مادية خلف الصراع الذي يدور بين داعش والحر، خاصة حول النفط والمعابر الحدودية، وهذا ما بدا جلياً في أماكن الصراع في ريف حلب والحسكة. وقد دارت المعارك بين الطرفين في إطار محاولات السيطرة على المناطق النفطية والآبار في الحسكة والرقة خصوصاً، وحول المعابر الحدودية مع تركيا خاصة كما حصل في إعزاز عند معبر باب السلامة أو كما حصل منذ مدة قصيرة عند معبر باب الهوى.

علاقة "داعش" و"الأكراد"..
وفي إطار سعي داعش للسيطرة على المنطقة الحدودية شمالاً وشرقاً اصطدمت داعش بالمناطق التابعة للتنظيمات الكردية في شمال شرق سوريا وتحديدا في مناطق الحسكة والقامشلي وعندان، حيث اندلعت الإشتباكات بين داعش وقوات حماية الشعب الكردي بعد أن قامت داعش بالسيطرة على تلك المناطق، محاولة فرض سلطتها فيها وتطبيق الشريعة الإسلامية فيها( حسب وصفها)، حيث ارتكبت أكثر من مجزرة بحق الأكراد بعد ان تم تكفيرهم واتهامهم بالتعاون مع الخارج والعمل لصالح النظام.

ودارت إشتباكات عنيفة بين الطرفين تمكن خلالها الأكراد من إستعادة مناطقهم في شمال وشمال شرق سوريا، طاردين داعش ومقاتليها من تلك المناطق، فيما فرضت الأخيرة حصاراً على تلك المناطق مستمر حتى الآن منذ حوالي الشهرين، وآخر ممارسات داعش وانتهاكاتها بحق الأكراد كان قيامها بخطف حوالي ال120 مواطناً كردياً بينهم نساء وأطفال من محيط مدينة أعزاز بريف حلب، إضافة الى محاصرتها لمدينة منبج وارتكاب أعمال العنف والقتل بحق أبناء المدينة من الأكراد.

كما أكد المراقبين للشأن السوري أن تناحر المجموعات المعارضة المسلحة مرده السعي وراء قيادة الثورة السورية والتأكيد على السيطرة الميدانية، بعدما تمكن التيار الإسلامي المسلح من تحقيق مكاسب على أرض المعارك مقابل تراجع دور الجيش الحر الذي يسعى من جانبه لاستغلال هذه الأوضاع لفرض تحالفات جديدة لترجيح الكفة لصالحه.

ونقلت صحيفة “الغارديان” البريطانية عن دراسة للباحث بمعهد الدراسات الاستراتيجية الأمريكي أندرو تيريل، أن شراسة الاقتتال بين الجماعات المعارضة المسلحة في سوريا فيما بينها وبالنظر للمؤشرات المتوفرة ميدانيا، فإن الأوضاع في سوريا قد تُنذر بحالة من الحرب الأهلية التي تدوم لسنوات بسبب إصرار أطراف النزاع على القتال لآخر لحظة.

أهم الجماعات المسلحة المعارضة في سوريا اليوم
- الدولة الإسلامية في العراق والشام: يطلق عليها اختصارا الدولة الإسلامية أو "داعش" بقيادة أبو "مكر" البغدادي، تتواجد على الأراضي السورية والعراقية، موالية لتنظيم القاعدة الدولي فكريا لكنها مستقلة عنها بعد خلافات بين البغدادي وأيمن الظواهري. 

- جبهة النصرة: محسوبة على التيار "الجهادي" التكفيري على غرار "داعش" ويقودها أبو محمد الجولاني، وهي فرع تنظيم القاعدة الدولي في سوريا، تم تصنيفها من طرف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ضمن قائمة التنظيمات الإرهابية، على خلاف مع داعش على الرغم من التقارب العقائدي. 

- الجيش الحر: الجناح العسكري للائتلاف السوري المعارض ويعد أكبر قوة عسكرية مدنية معارضة إلى جانب المجموعات الكردية التي ترفض إقامة الدولة الدينية، يقودها اللواء سليم إدريس ومدعومة رسميا من طرف العواصم الغربية والدول الخليجية وتركيا. 

- جيش المجاهدين: تنظيم عسكري معارض إسلامي جديد يناهض الفكر التكفيري الجهادي يقوده الشيخ توفيق شهاب الدين، ويسعى لتطبيق الشريعة الإسلامية المعتدلة في سوريا. 

- جبهة ثوار سوريا: بقيادة جمال معروف من المجموعات الإسلامية المسلحة التي تعترف بسلطة الجيش الحر.
- الجبهة الإسلامية: تعد من أقوى الجماعات وهي تحالف من حوالي ثماني كتائب ومجموعات إسلامية محسوبة على التيار المعتدل بقيادة علوش زهران ترفض الاعتراف بسلطة الجيش الحر.
رقم : 397692
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم