0
الجمعة 6 حزيران 2014 ساعة 13:14
القسم الثاني: الوصية الالهية السياسية الخالدة

كلمات لامعة في وصية الإمام الراحل "روح الله الخميني"

كلمات لامعة في وصية الإمام الراحل "روح الله الخميني"
كلمات لامعة في وصية الإمام الراحل "روح الله الخميني"
اهمية الثورة الاسلامية المجيدة، التي هي حصيلة جهد ملايين الناس الاجلاءوالاف الشهداء الخالدين والمعاقين الاعزاء، هؤلاء الشهداء الاحياء، والتي هي امل ملايين المسلمين والمستضعفين في العالم، تبلغ حداً بحيث لا يحيط بتقييمها قلم او بيان . انني روح الله الموسوي الخميني، لست يائسا من الكرم العظيم لله تعالى رغم كل الخطايا... وزاد طريقي المليء بالخطر، هو ذلك التعلق بكرم الكريم المطلق . وبصفتي طالبا حقيرا فانني كسائر اخوتي في الايمان لي الامل بهذه الثورة وبقاء منجزاتها وتحقق المزيد من اهدافها... وكوصية الى الجيل الحاضر والاجيال العزيزة القادمة اعرض بعض المسائل - وان كانت تكرارا - سائلاً الله الرحمن ان يمن علي بخلوص النية في هذه التذكيرات.

الثورة الاسلامية هدية غيبية من اللّه تعالى

1 - نحن نعلم ان هذه الثورة العظيمة - التي قطعت ايدي آكلة العالم والظالمين عن ايران الكبيرة - قد انتصرت بالتأييدات الالهية الغيبية، ولولا يد الله القادرة،لما امكن لستة وثلاثين مليونا أن تنتصر بالرغم من الاعلام المضاد للاسلام وعلمائه - خاصة في القرن الاخير - وبالرغم من اساليب التفرقة التي لاتحصى من قبل الكتاب والخطباء فى الصحف ومجالس الخطابة والاندية المضادة للاسلام والمضادة للوطنية بلباس وطني وبرغم كل تلك الاشعار والمهاترات ورغم كل مراكز اللهو والفحشاء والقمار والمسكرات والمخدرات التي اعدت جميعها لجرّ الجيل الشاب الفعّال - الذي يجب ان يبذل جهده من اجل رقي وطنه العزيز وتقدمه - الى الفساد واللامبالاة تجاه ممرستالشاه الفاسد وابيه العديم الثقافة، والحكومات والمجالس المصطنعة،التي كانت تفرضها على الشعب سفارات الاقوياء، واسوأ من ذلك كله وضع الجامعات والثانويات والمراكزالتعليمية التي كانت تودع في ايديها مقدرات البلد، فيوظفون المعلمين والاساتذة المنبهرين بالغرب او المنبهرين بالشرق، المعارضين مئة بالمئة للاسلام والثقافة الاسلامية، بل الوطنية الصحيحة باسم الوطنية والميول الوطنية، ورغم انه كان يوجد بينهم رجال ملتزمون ومخلصون الا أنهم نتيجة كونهم في غاية القلة، ونتيجة الضغوط التي كانت تحيط بهم لم يكن بوسعهم ان يقوموا بأيّ عمل ايجابي . على الرغم من ذلك كله، وعشرات المسائل الاخرى، ومنها العمل على انزواء الروحانيين وعزلتهم . والانحراف الفكري الذي وقع فيه كثير منهم من جراء قوة الاعلام ... لم يكن بالامكان ان يثور هذا الشعب صفا واحدا ونهجا واحدا في جميع انحاء البلاد، ويزيح بنداء "الله اكبر" - وتضحياته المحيرة التي ضاهت المعجزات - جميع القوى الداخلية والخارجية ويتسلّم مقدرات البلد . بناءً عليه لا ينبغي الشك ابدا في ان الثورة الاسلامية، في ايران تختلف عن جميع الثورات في التكوّن، وفي كيفية الصراع والمواجهة، وفي دوافع الثورة والنهضة... ولا ريب ابدا في انها تحفة الهية، وهدية غيبية من الله المنّان تلطف بها على هذا الشعب المظلوم المنهوب .

الحكومة الاسلامية وسعادة الدارين

2- الاسلام والحكومة الاسلامية ظاهرة الهية يؤمّن العمل بها سعادة ابنائها في الدنيا والآخرة بافضل وجه، وباستطاعتها أن تشطب بالقلم الاحمر على كل المظالم واللصوصيات والمفاسد والاعتداءات، وتوصل الانسان الى كماله المطلوب. و(الاسلام) مدرسة على خلاف المدارس - غير التوحيدية - حيث يتدخل في جميع الشؤون الفردية والاجتماعية والمادية والمعنوية والثقافية والسياسية والعسكرية والاقتصادية ويشرف عليها ولم يهمل اية نقطة - ولو كانت صغيرة جدا - مما له دخل في تربية الانسان والمجتمع وتقدمه المادي والمعنوي، وقضى على الموانع والمشكلات التي تعترض طريق التكامل في المجتمع والفرد، وعمل على رفعها ... والان وقد تأسست الجمهورية الاسلامية بتوفيق الله وتأييده... وباليد المقتدرة للشعب الملتزم، وما تطرحه هذه الحكومة الاسلامية هوالاسلام واحكامه السامية، فان على الشعب الايرانى العظيم الشان ان يسعى لتحقيق محتوى الاسلام بجميع ابعاده، وحفظه وحراسته، فان حفظ الاسلام على راس جميع الواجبات، وفي هذا الطريق سعى جميع الانبياء العظام - وكانت تضحياتهم التي لا تطاق - من آدم عليه السلام حتى خاتم النبيين صلى الله عليه واله وسلم، ولم يصرفهم اي مانع عن هذه الفريضة العظيمة. وهكذا كان اصحابهم الملتزمون بعدهم، وائمة الاسلام عليهم السلام، فقد بذلوا الجهود الجبارة التي لا تحتمل الى حد تقديم دمائهم من اجل حفظ الاسلام. واليوم فان من الواجب على شعب ايران خصوصا وعلى جميع المسلمين عموما أن يحفظوا - بكل ما أوتوا من قوة - هذه الامانة الالهية التي اعلنت رسميا في ايران وحققت في مدة قصيرة نتائج عظيمة، ويبذلوا جهدهم لتحقيق عوامل بقائها ورفع الموانع والمشكلات. والمأمول ان يسطع سنا نورها على جميع الدول الاسلامية وان تتفاهم جميع الدول والشعوب على هذا الامر المهم ويقطعوا - والى الابد - ايدي القوى الكبرى آكلة العالم وجناة التاريخ، عن مصائر المظلومين والمضطهدين. انني - واتصعّد انفاس آخر عمري،وعملا بالواجب - اعرض للجيل الحاضر والاجيال القادمة شطرا مما له دخل في حفظ هذه الوديعة الالهية وبقائها وشطرا من الموانع والاخطار التي تهددها سائلاً الله رب العالمين التوفيق والتأييد للجميع.

الدافع الالهي ووحدة الكلمة هما سرّ النصر

ا - لا شك في ان سر بقاء الثورة الاسلامية هو نفس سرّ النصر. ويعرف الشعب سرّ النصر، وستقرالاجيال الاتية في التاريخ ان ركنيه الاصليين هما : الدافع الالهي والهدف السامي للحكومة الاسلامية، واجتماع الشعب في جميع انحاء البلاد، مع وحدة الكلمة من اجل ذلك الدافع والهدف. إنني اوصي جميع الاجيال الحاضرة منها والاتية:.. اذا اردتم ان يستقر الاسلام وحكومة الله، وان تقطع يد المستعمرين والمستغلين الداخليين والخارجيين عن بلدكم، فلا تضيّعوا هذا الدافع الالهي الذى اوصى الله به في القران الكريم.. وفي مقابل هذا الدافع - الذي هو سرالنصر وسر بقائه - نسيان الهدف والتفرقة والاختلاف. وليس عبثا أن تركّز الابواق الاعلامية في جميع انحاء العالم، وامتداداتها المحلية في بذل كل جهدها على الشائعات والاكاذيب التي تزرع الشقاق، وتنفق في سبيل ذلك مليارات الدولارات، والسفر الدائم لاعداء الجمهورية الاسلامية الى المنطقة ليس عبثا. ومع الاسف فان بينهم من قادة وحكومات بعض الدول الاسلامية الذين لا يفكرون الا بمنافعهم الشخصية، وقد اغمضوا اعينهم وصمّوا اذانهم واستسلموا لامريكا، وبعض المتظاهرين بانهم روحانيون… ملحقون بهم. الامر الذى يجب ان ينصت عليه الجهد الان وفي المستقبل، وينبغي ان تدرك اهميته من قبل الشعب الايرانى ومسلمي العالم هو: ابطال مفعول الاعلام المفرق الهدام. ووصيتي للمسلمين وخصوصاً الايرانيين - لاسيما في عصرنا الحاضر- ان يتصدوا لهذه المؤامرات، ويقوّو انسجامهم ووحدتهم بكل طريق ممكن ليزرعوا اليأس في قلوب الكفار والمنافقين.

مؤامرة القرن الكبرى

ب - من المؤامرات المهمة - التي تبدو بوضوح في القرن الاخير وخصوصا فى العقود المعاصرة، وبالاخص بعد انتصار الثورة الاسلامية : الدعايات على نطاق واسع بأبعاد مختلفة لزرع اليأس من الاسلام في الشعوب، وخاصة الشعب الايرانى المضحيّ... تارة يقولون - بسذاجة وبصراحة - :ان احكام الاسلام التي وضعت قبل الف واربعمأة سنه لا تستطيع ادارة الدول في العصر الحاضر. او ان الاسلام دين رجعي ويعارض كل انواع التجدد ومظاهر الحضارة، وفي العصر الحاضر لا يمكن فصل الدول عن الحضارة العالمية ومظاهره. وامثال هذه الدعايات البلهاء. وتارة يعمدون - بخبث وشيطنة - الى الدفاع عن قداسة الاسلام، فيقولون : ان الاسلام وسائر الاديان الالهية تهتم بالمعنويات وتهذيب النفوس، والتحذير من المراتب الدنيوية، والدعوة الى ترك الدنيا والاشتغال بالعبادات والاذكار والادعية التي تقرب الانسان من الله، وتبعده عن الدنيا. والحكومة والسياسة وفن الادارة مناقض لتلك الغاية وذلك الهدف الكبير والمعنوي... حيث ان هذه جميعا لبناء الدنيا وذلك مناقض لسيرة جميع الانبياء العظام. ومع الاسف، فان هذه الدعاية بشكلها الثاني، قد تركت اثرها في بعض الروحانيين والمتدينين الجاهلين بالاسلام، فكانوا يرون التدخل في الحكومة والسياسة بمثابة المعصية - ولعل البعض الان كذلك - وهذه فاجعة كبرى كان الاسلام مبتلى بها. بالنسبة للفريق الاول يجب ان يقال : اما انهم جاهلون بالحكومة والقانون والسياسة،اوانهم يتجاهلون ذلك مغرضين ...لان تطبيق القوانين بمعيار القسط والعدل وعدم فسح المجال للظالمين والحكومات الجائرة، وبسط العدالة الفردية والاجتماعية، ومنع الفساد والفحشاء وأنواع الانحرافات، والحرية بمعيار العقل والعدل، والاستقلال والاكتفاء الذاتي، وقطع الطريق على الاستعمار والاستغلال والاستعباد، واقامة الحدود والقصاص والتعزيرات طبق ميزان العدل للحيلولة دون إفساد المجمتع ودماره، وسياسة المجمتع وهدايته الى موازين العقل والعدل والانصاف،ومئات القضايا من هذا القبيل، وهذه الامور لا تصبح قديمة بمرور الزمان على طول تاريخ البشر والحياة الاجتماعية. هذا الادعاء بمثابة القول :ان القواعد العقلية والرياضية في القرن الحاضر يجب ان تتغير لتحل محلها قواعد اخرى... اذا كان من الواجب في مستهل الحياة الدنيا ان تطبق العدالةالاجتماعية منعا للظلم والنهب والقتل، فهل اصبح هذا النهج قديماً اليوم لأننا في قرن الذرّة ؟وادعاء ان الاسلام معارض للتجدد على طريقة محمدرضا بهلوي المخلوع، الذي كان يقول : هؤلاءيريدون ان يسافروا في هذا العصر بواسطة الدواب، هذا ليس الا اتهاما ابله لا غير لانه اذا كان المراد من مظاهر الحضارة والتجدد والاختراعات والابتكارات والصناعات المتطورة، التي تؤثر في تقدم البشروتمدنهم… فلا الاسلام، ولا اي دين توحيدي يعارض ذلك ابدا ولن يعارض، بل ان العلم والصناعة محل تاكيد الاسلام والقرآن المجيد. واذا كان المراد من التجدد والحضارة ذلك المعنى الذي يطرحه بعض المثقفين المحترفين، وهو: الحرية في جميع المنكرات والفحشاء، حتى الشذوذ الجنسي وما شابه، فان جميع الاديان السماوية والعلماء والعقلاء يعارضون ذلك، بالرغم من ان المنبهرين بالغرب او بالشرق يروجون لذلك بناء على تقليدهم الاعمى. واما الفريق الثاني، الذين يؤدون دورا مؤذيا، ويرون فصل الاسلام عن الحكومة والسياسة، فيجب ان يقال لهؤلاءالجهلة : ان نسبة احكام القران الكريم، وسنة رسول الله - صلى الله عليه واله - في الحكومة والسياسة، لا تقاس بها ابدا نسبة الاحكام في سائر الامور، بل ان كثيرا من احكام الاسلام العبادية هي عبادية سياسية، والغفلة عنها هي التي أدت إلى هذه المصائب. لقد اقام رسول الله - صلى الله عليه واله وسلم - حكومة كسائر حكومات العالم،لكن بدافع بسط العدالة الاجتماعية. والخلفاء المسلمون الاوائل كانت لهم حكومات مترامية الاطراف، وحكومة علي بن ابي طالب - عليه السلام- كانت ايضا لذلك الدافع على نطاق اوسع واشمل،. وهذا من واضحات التاريخ.وبعد ذلك استمرت الحكومة باسم الاسلام . والان فان ادعياء الحكومة الاسلامية اتباعا للاسلام والرسول الاكرم - صلى الله عليه واله - كثيرون. 

حكومة الحق من اسمى العبادات

انني في هذه الوصية اكتفي بالاشارة.. ولكني امل ان يتولى الكتّاب وعلماء الاجتماع والمؤرخون اخراج المسلمين من هذا الخطأ. واما ما قيل وما يقال من ان مهمة الانبياء - عليهم السلام - هي المعنويات . والحكومة وفن الادارة من الدنيا المطرودة، والانبياء والاولياء والعظماء كانوا يجتنبونها، ونحن يجب ان نكون كذلك، فهو خطا مؤسف ونتائجه جرّت الشعوب الاسلامية الى الدمار، وفتح الطريق للمستعمرين مصاصي الدماء...لان المرفوض هو الحكومات الشيطانية والديكتاتورية والظلم، حيث ان ذلك يكون بهدف التسلط .والدوافع المنحرفة. والدنيوية التى حذر منها الانبياء هي جمع الثروة والمال وحب السيطرة والطغيان - وفي نهاية المطاف - الدنيا التي تسبب غفلة الانسان عن الله تعالى. واما حكومة الحق لصالح المستضعفين، والحيلولة دون الظلم والجور،واقامة العدالة الاجتماعية كما فعل سليمان ابن داود ونبي الاسلام العظيم الشان -صلى الله عليه واله- واوصياؤه العظام، فانها من اعظم الواجبات، واقامتها من اسمى العبادات،كما ان السياسة السليمة التي كانت في هذه الحكومات هي من الامور اللازمة. يجب ان يجهض - شعب ايران اليقظ والواعي - هذه المؤامرات بالرؤية الاسلامية، ولينهض الخطباء والكتاب الملتزمون لمؤازرة الشعب ليقطعوا ايدي الشياطين المتآمرين.

خطرالشائعات والنقد الهدام

ج - ومن نفس قماش المؤامرات هذا - ولعله اكثر ايذاءً - اذاعة الاشائعات على نطاق واسع في كافة انحاء البلاد، وفي المدن اكثر حول ان الجمهورية الاسلامية ايضا لم تفعل للناس شيئا...مساكين هؤلاء الناس : رغم ذلك الشوق والشغف والتضحية من اجل التحررمن نظام ظالم طاغوت،الا انهم ابتلوا بنظام اسوا لقد اصبح المستكبرون اكثر استكبارا والمستضعفون اشد استضعافا والسجون مليئة بالشباب امل البلد في المستقبل، وانواع التعذيب اسوا مما كانت في النظام السابق واكثروحشية.. كل يوم يعدمون جمعا باسم الاسلام، ويا ليتهم لم يطلقوا اسم الاسلام على هذه الجمهورية، هذا الزمان اسوا من زمان رضا خان وابنه، يتخبط الناس في عذاب الغلاء القاتل ومشقته والمسؤولون يقودون هذا النظام نحو نظام شيوعي ...اموال الناس تصادر، وقد سلبت من الشعب الحرية فى كل شىِء ... وكثير من الامور من هذا القبيل التي تنفذ بتخطيط. والدليل على وجود خطة ومؤامرة هو انه كل عدة ايام تتناقل الالسن امرا في كل زاوية وجانب، وفي كل محلة ومنطقة، في السيارات الصغيرة يتردد هذا الامر الواحد، وفي الباصات، وفي الاجتماعات المحدودة كذلك . واذا استهلك شان يطرح بدلا منه شان اخر. ومع الاسف فان بعض الروحايين الذين لا علم لهم بالحيل الشيطانية، وبمجرد اتصال شخص او شخصين من ادوات المؤامرة بهم يظنون ان الحق هو ذلك واساس المسالة هو ذلك لا غير... اذ ان كثيرا من الذين يسمعون هذه المسائل ويصدقون بها، لا اطلاع لهم على وضع الدنيا والثورات في العالم، وحوادث مرحلة ما بعد الثورة، ومشاكلها العظيمة التي لا يمكن تجنبها كما انهم لا اطلاع لهم على التحولات الصحيحة التي هي جميعا لصالح الاسلام، فيصغون الى هذه المطالب مغمضين اعينهم جاهلين، ويلتحقون بالمتآمرين غفلة او عامدين. انني اوصي ان لا تهبوا لاختلاق الاعتراضات والانتقاد المدمر والسب، قبل التأمل في الاوضاع الحالية للعالم، ومقايسة الثورة الاسلامية في ايران بسائر الثورات، وقبل معرفة اوضاع الدول والشعوب اثناء الثورة وبعدها وماذا كان يجري عليهم، وقبل الانتباه الى مصائب هذه الدولة التي اصيبت بنكبة الطاغوت على يد رضاخان ويد ابنه الاسوا منه محمد رضا والارث الذي تركاه لهذه الدولة بدءً بالتبعيات الخطيرة المدمرة، مرورا باوضاع الوزارات والادارات والاقتصاد والجيش، ومراكز الفساد ومحالّ بيع المسكرات وايجاد الابتذال والانحلال في جميع شؤون الحياة، واوضاع التعليم والتربية، واوضاع الثانويات والجامعات، واوضاع دور السينما ودور البغاء، ووضع الشباب والنساء، ووضع الروحانيين والمتدينين وطلاب الحرية الملتزمين، والنساء العفيفات المظلومات والمساجد في عهد الطاغوت. و(قبل ) التحقيق في ملفات الذين اعدموا والمحكومين بالسجن وادارة السجون، وطريقة عمل المتصدين، ودراسة احوال اصحاب رؤوس الاموال، وآكلة الارض الكبار والمحتكرين والمستغلين،وادارة المحاكم العدلية ومحاكم الثورة. ومقارنة ذلك بالوضع السابق للمحاكم والقضاة، والتحقيق في حال نواب مجلس الشورى الاسلامي والوزراء والمحافظين، وسائر الموظفين الذين تولوا عملهم في هذه الفترة، ومقارنة ذلك بما مضى، والتحقيق في طريقة عمل الدولة، وجهاد البناء في القرى المحرومة من كل المواهب حتى ماء الشرب والمستوصف، ومقايسة ذلك مع النظام السابق رغم طول مدته، مع الاخذ بنظر الاعتبار مشكلة الحرب المفروضة ونتائجها من قبيل ملايين المشردين وعوائل الشهداء والمتضررين في الحرب، وملايين المشردين الافغان والعراقيين، ومع الاخذ بنظر الاعتبار الحصار الاقتصادي، والمؤامرات المتوالية من امريكا وعملائها في الخارج والداخل. اضيفوا الى ذلك فقدان العدد الكافي من المبلغين الواعين وقضاة الشرع، ومحاولات زرع الفوضى من قبل اعداء الاسلام والمنحرفين، وحتى الاصداقاء الجهلة وعشرات المسائل الاخرى.. والمطلوب منكم ان لا تتسرعوا بوضع الاشكالات. والانتقادات الهدامة والسباب قبل معرفة الواقع اولا. وارحموا حال هذا الاسلام الغريب - الذي هو اليوم بعد مئات السنين من ظلم الحبابرة وجهل الشعوب - طفل حديث عهد بالمشي، ووليد محفوف باعداء الخارج والداخل وانتم ايها المختلقون للاشكالات من الافضل ان تنصرفوا الى الاصلاح والمساعدة بدلا من الاحباط؟ وبدلا من تاييد المنافقين والظالمين والراسماليين، والمحتكرين غير المنصفين الجاهلين بالله، انصرفوا الى نصرة المظلومين والمضطهدين والمحرومين.. وبدلا من الاهتمام بالفئات المشاغبة والقتلة المفسدين ودعمهم غير المباشر، انصرفوا الى الاهتمام بالمقتولين من الروحانيين المظلومين والخدام الملتزمين المظلومين... انني لم اقل ابدا ولا اقول انه يعمل اليوم فى هذه الجمهورية بالاسلام العظيم بكل ابعاده، وانه لا يوجد اشخاص يخالفون القوانين والضوابط جهلا اوبسبب عقدة ما او لعدم انضباطهم ...الا اني اقول: ان السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية تبذل جهودا جبارة الاسلامية، هذه الدولة، والشعب بعشرات ملايينه يؤيدها ويمدها ... واذا بادرت هذه الاقلية المختلقة للاعتراضات الى المساعدة يصبح تحقق هذه الامال اسهل واسرع. اما اذا - لا سمح الله - لم يَثِبْ هؤلاء الى رشدهم، فلان الشعب بملايينه قد استيقظ، وادرك الامور، وهو حاضر في الساحة، فان الامال الانسانية الاسلامية ستحقق - بارادة الله - بشكل لافت، ولن يستطيع اصحاب الافهام المعوجّة المفتعلون للاعتراضات ان يصمدوا في وجه هذا السيل الهادر.

مفخرة للشعب الايراني المسلم

اننّي ادعي بجراة ان شعب ايران وجماهيره المليونية في العصر الحاضر افضل من شعب الحجاز في عهد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم، وافضل من شعب الكوفة والعراق في عهد امير المؤمنين والحسين بن علي - صلوات الله وسلامه عليهما . ذلك الحجازالذي كان المسلمون ايضا( فيه ) في عهد رسول الله - صلى الله عليه واله - لا يطيعونه ويتذرعون بمختلف الذرائع حتى لايتوجهو الى الجبهة، فوبخهم الله بايات في سورة التوبه وتوعدهم بالعذاب ... ولقد، كذبوا عليه(ص )الى حد انه لعنهم على المنبر - حسب ما روي واهل العراق والكوفة اؤلئك الذين اساؤوا كثيراً الى امير المؤمنين، وتمردوا على طاعته . وشكاواه - عليه السلام - في كتب الاخبار والتواريخ معروفه . ومسلمو العراق والكوفة اولئك الذين صنعوا مع سيد الشهداء ما صنعوا واولئك الذين لم يلطخوا ايديهم بدم شهادته،اما أنهم هربوا من المعركة أو قعدوا فكانت جناية التاريخ تلك... اما اليوم، فاننا نرى ان شعب ايران بدءً بالقوى المسلحة، من الجيش والامن الداخلي والحرس والتعبئة، الى القوى الشعبية من العشائر والمتطوعين، والقوى التي في الجبهة، والناس المحترمين خلف الجبهة - بكل شوق ولهفة - ايّة تضحيات يضحون، واية ملاحم يسطرون .. ونرى أن الناس المحترمين في جميع انحاء البلاد اية معونات قيّمة يقدمون. ونرى عوائل الشهداء ومتضرري الحرب وذويهم يلاقوننا واياكم بوجوه صانعة للملاحم، واقوال وافعال ملؤها الشوق، وتَهَب الاطمئنان . ومبعث كل ذلك عشقهم وحبهم، وايمانهم التام بالله المتعال والاسلام والحياة الخالدة، في حين أنهم ليسوا في محضر رسول الله - صلى الله عليه وآله - المبارك، ولا في محضر الامام المعصوم - صلوات الله عليه - ولا بين يديه، ودافعهم هو الايمان والاطمئنان بالغيب، وهذا سر التوفيق والنصر في الابعاد المختلفة . وينبغي ان يفتخر الاسلام انه ربى مثل هؤلاء الابناء، ونحن كلنا فخورون لأننا فى عصركهذا وعلى اعتاب شعب كهذا ... . 

نصيحة مشفقة للمعارضين

وان لي هنا وصية الى الاشخاص الذين يعارضون الجمهورية الاسلامية بدوافع مختلفة، والى الشباب - سواء الفتيات او الفتيان الذين يستغلهم المنافقون والمنحرفون والانتهازيون والنفعيون - ان يفكروا بحرية وحياد فى دعايات اولئك الذين يريدون ان تسقط الجمهورية الاسلامية، وكيفية عملهم وسلوكهم مع الجماهير المحرومة والفئات والدول التي ساندتهم وتساندهم, والاشخاص الذين التحقوا بهم في الداخل ويدعمونهم، واخلاقهم وسلوكهم فيما بينهم ومع مؤيديهم، وتغيير مواقفهم في المستجدات المختلفة.ابحثوا في ذلك بدقة وبعيدا عن اهواء النفس … وتأملوا اوضاع اولئك الذين استشهدوا في الجمهورية الاسلامية على يد المنافقين والمنحرفين، وقارنوا بينهم وبين اعدائهم … اشرطة تسجيل هؤلاء الشهداء - الى حد..ما - هي بمتناول ايديكم، واشرطة معارضيهم لعلها بمتناول ايديكم ...انظروا اي فريق يناصرالمحرومين والمظلومين في المجتمع . ايها الاخوة...انتم لاتقرؤون هذة الاوراق قبل وفاتي بل قد تقرؤونها بعدي، انذاك لن اكون عندكم حتى يكون هدفي التلاعب بقلوبكم الشابة لصالحي، وجلب اهتمامكم لكسب الموقع والسلطة. انني - ولاجل انكم شبان لائقون - احب ان تصرفو شبابكم في سبيل الله والاسلام العزيز والجمهورية الاسلامية، حتى تفوزوا بسعادة الدارين . . واسال الله الغفور ان يهديكم الى طريق الانسانية المستقيم ويعفو عن ماضينا وماضيكم برحمته الواسعة... انتم ايضا اطلبوا ذلك من الله في الخلوات انه الهادي والرحمن . 

وصية للشعوب

ولي وصية الى شعب ايران الشريف، وسائر الشعوب المبتلاة بالحكومات الفاسد والاسيرة للقوى الكبرى: اما وصيتي الى شعب ايران العزيز،فهي ان تحفظوا وتحرسوا النعمة التي حصلتم عليها بجهادكم العظيم ودم شبانكم الراشدين، اعرفوا قدرها كاعز مالديكم وابذلوا الجهد من اجلها فهي النعمة الالهية العظيمة، والامانة الالهية الكبيرة، ولا تخافوا من المشكلات التي تواجهكم في هذا الصراط المستقيم، فان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم،وكونوا شركاء فى تحمل صعوبات حكومة الجمهورية الاسلامية، واعملوا على تجاوزهذه الصعوبات بالروح والقلب ... واعتبروا الحكومة والمجلس منكم وحافظوا عليها كما تحافظون على محبوب عزيز... واوصي المجلس والحكومة، وكل المعنيين ان :اعرفوا قدرهذا الشعب، ولا تقصّروا فى خدمته خصوصاً المستضعفين والمحرومين والمضطهدين،الذين هم نور عيوننا واولياء نعمنا جميعا والجمهوريةالاسلامية انجازهم، وقد تحققت بتضحياتهم، وبقاؤها مرهون لخدماتهم، واعتبرو، انفسكم من الناس، والناس منكم، ارفضوا باستمرار الحكومات الطاغوتية التي لا عقل لها ولا ثقافة، ولا منطق الا البطش... طبعا بالاعمال الانسانية التى تليق بحكومة اسلامية .. واما وصيتى الى الشعوب الاسلامية،فهي : أن اجعلوا حكومة الجمهورية الاسلامية، وشعب ايران المجاهد قدوة لكم، واذا لم تستجب حكوماتكم الجائرة لارادة الشعوب - التي هي ارادة شعب ايران - فاجبروها بكل قوة على الاستجابة لذلك، فانّ اساس شقاء المسلمين هو الحكومات المرتبطة بالشرق والغرب .. واوصي مؤكدا أن لا تستمعوا الى الابواق الاعلامية لاعداء الاسلام والجمهورية الاسلامية، فان الجميع يعملون على اخراج الاسلام من ساحة الصراع خدمةً لمصالح القوى الكبرى.
كاتب : مريم هاشم
رقم : 389612
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم