0
الثلاثاء 2 آب 2022 ساعة 09:05

جنين تؤرق ‘‘إسرائيل‘‘.. ما هي أسباب الخوف والقلق والرعب الصهيوني؟

جنين تؤرق ‘‘إسرائيل‘‘.. ما هي أسباب الخوف والقلق والرعب الصهيوني؟
فأبناء فلسطين وخلال الفترة الاخيرة نفذوا العديد من العمليات البطولية ضد قوات جيش الاحتلال وهذه العمليات بالفعل هزت الاجهزة الامنية التابعة للكيان الصهيوني، فجنين أصبحت نموذجاً للمقاومة الفلسطينية، فالصحف العبرية تصف مخيم جنين بأنه قنبلة موقوتة، فيما تعبّر أواسط إسرائيلية عن قلق كبير جراء تعاظم قوة الفصائل الفلسطينية في المخيم التي تستعد دائماً لمقاومة الاحتلال بالسلاح، فعلى الرغم من هدمه بشكل كامل تقريباً قبل نحو عشرين عاماً، فيما عرف في حينه بـ"معركة مخيم جنين" التي وقعت في أبريل/نيسان، فإن المخيم لا يزال بمثابة الشوكة العالقة في حلق المستويات الإسرائيلية كافة، وأهمها المستويان العسكري والأمني، كما عاد ليكون مجدداً مصدر الحرج المزمن للقيادة السياسية الإسرائيلية المحتلة، ومؤخراً يسبب "مخيم جنين" في شمالي الضفة الغربية مصدر قلق للكيان الصهيوني ،الأمر الذي يدفعنا إلى التساؤل: ما هي نظرة أجهزة الاحتلال الأمنية إلى مدينة جنين؟ ولماذا كل هذا القلق الأمني الإسرائيلي من منطقة شمالي الضفة؟.

جنين معقل للمقاومة
بعد وفاة عرفات المشبوهة ووصول محمود عباس إلى السلطة وفشل سيناريو التفاوض ، عهد النظام الصهيوني بسلطة وطاقة السيطرة على الجنين إلى قوى الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية. وفي عام 2008 دربت القوات الأمريكية في الأردن نحو 600 فرد من قوات محمود عباس على التعامل مع المقاتلين وكذلك التعامل مع متظاهري جنين، في عام 2015 وقعت  العديد من المعارك. بعد هذه الاشتباكات ، دأب دوي طلقات نارية في مناطق متفرقة من المخيم ، وتمركز عدد كبير من عناصر الأجهزة الأمنية التابعة لمحمود عباس  في مناطق متفرقة من جنين والطرق المؤدية إليها.

بعد ذلك وأثناء معركة المخيم عام 2002، والتي انتهت بمقتل 23 جندياً إسرائيلياً واستشهاد 52 فلسطينياً، تحوّلت جنين مجدَّداً إلى عاصمة المقاومة في الضفة الغربية، ونقلت تجربتها إلى سائر المناطق الأخرى. ومنذ عام 2020 ، بدأت سياسة السيطرة المباشرة للنظام الصهيوني مرة أخرى. انتشرت خلال العامين الماضيين أنباء عديدة عن دخول القوات الصهيونية إلى المخيم واشتباكات واعتقالات لمقاتلين، حيث إن النزاعات التي تستمر أحيانًا لعدة ساعات لدخول المنزل والقبض على شخص.

في الأشهر الستة الأولى من هذا العام ، استشهد 60 فلسطينيا على يد الصهاينة ، 26 منهم من مخيم جنين وحده. شيء يدل على ضغط الصهاينة لتغيير أوضاع المعسكر.

دور جنين في أثناء معركة "سيف القدس"

برزت خصوصية مدينة جنين في أثناء معركة "سيف القدس"، حيث شكّل تهديد فصائل المقاومة، وخصوصاً "سرايا القدس"، خلال المؤتمر الصحفي الذي عُقد داخل مخيم جنين في أثناء معركة "سيف القدس"، مؤشراً خطيراً للأجهزة الأمنية الإسرائيلية على توجُّهات فصائل المقاومة داخل جنين، الأمر الذي تعزّزه عمليات إطلاق النار المتكرّرة تجاه آليات الاحتلال وجنوده، كلما حاول جيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحام مخيم جنين. لكن، يبقى الأخطر إسرائيلياً أن هناك إشارات أمنية إلى إمكانية العودة إلى العمليات الاستشهادية انطلاقاً من مخيم جنين، الأمر الذي يحمل في طياته تغيراً استراتيجياً في طبيعة الصراع، في الضفة الغربية بصورة خاصة، وفي الحالة الفلسطينية بصورة عامة.

تخوّف و قلق "إسرائيلي "

 بعد العمليات التي نفذها أبناء جنين خلال الفترة الاخيرة ضد الكيان الصهيوني يمكن القول إن ثمّة تخوّف إسرائيلي،  القلق من جنين بات واضحاً من خلال التصريحات الاخيرة التي صدرت عن الكيان الصهيوني، فالمقاومة التي لم تقف مكتوفة الأيدي جعلت الظروف أكثر صعوبة على الصهاينة يوماً بعد يوم. والمثال الأخير كان الإعلان عن وجود مجموعة تسمى طوباس في جنين وتحمل المسؤولية عن الهجمات المسلحة على الجيش الصهيوني.

إن استشهاد شيرين أبو عقله في إحدى هذه الهجمات والغارات التي شنتها قوات الاحتلال مرة أخرى ، أدى إلى زيادة الاهتمام بجنين.وهنا يمكن القول إن مخيمًا مساحته لا تتجاوز كيلو متر واحد استطاع أن يكون جنبًا إلى جنب مع قطاع غزة في المقاومة. غير أن المخيم يُعتبر مثالًا أعمق لكونه صغير المساحة، كثيف السكان، متسامٍ فوق الاختلافات الفصائلية، موحدًا خلف لواء القضية الفلسطينية بلا تفاصيل أخرى. ويشعر أبناؤه بأن عليهم مسؤولية أخلاقية تجاه كل مقاوم، كما أن عليهم مسؤولية أخلاقية بألا ينكسروا أمام الاحتلال، فهم يدركون موقعهم العسكري والمعنوي من النضال الفلسطيني التاريخي.

 قنبلة موقوتة

بعد التصريحات الصهيونية التي صدرت موخراً يتضح جلياً أن مخيم جنين (شمال الضفة الغربية) بات يشكل عقدة لجيش الاحتلال الإسرائيلي بعد أن تحوّل إلى موقع متقدم للمقاومة، فالاحتلال الإسرائيلي ينظر إلى جنين وغزة على أنهما أخطر بؤر المقاومة ضده، لذا لا يتوقف عن حشد قواته ومخططاته العسكرية والأمنية لإضعافهما وهو ما يبوء بالفشل في كل مرة بسبب إرث المقاومة فيهما، فجنين تمثل مصدر رعب للاحتلال وستبقى قنبلة موقوتة ستنفجر عاجلا أم آجلا في وجهه والاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة تجاه المخيم باتت تركز على اعتماد سياسة الاستنزاف المتدرج مع المقاومة، من خلال الاجتياحات شبه اليومية للقرى والمدن المحيطة بالمخيم في محاولة لإرهاق واستنزاف جهود المقاتلين ومباغتتهم بطرق وأساليب متعددة". وفي السياق يمكن القول إن هناك خشية عند الاحتلال الإسرائيلي والمؤسسات الأمنية من تكرار سيناريو غزة في مخيم جنين "المقاومة المسلحة في المخيم"، حيث إن مخيم جنين الآن يكتسب أهمية كبيرة وخصوصا بعد معركة سيف القدس وحدوث المواجهة الأخيرة وخاصة التي حدثت بعد شهر رمضان .. وهذه الأهمية اكتسبها من محاولة ربط الساحات التي حافظت عليها المقاومة بعد معركة سيف القدس كأحد أبرز مكتسباتها.

في الختام لقد بذل الكيان الصهيوني جهودًا كثيرة للسيطرة على جنين ومخيم جنين ، لكن الآن ، وفقًا لقادة الكيان الصهيوني الغاصب ، أصبحت جنين خارجة عن السيطرة وأصبحت قلب المقاومة في الضفة الغربية. قدمت جنين ، الواقعة في قلب الضفة الغربية ، العديد من الشهداء والأبطال لفلسطين على الرغم من النخب الاستخبارية والعسكرية لمنظمات الحكم الذاتي والمؤسسات الأمنية التابعة للنظام الصهيوني. وفي عام 2002 ، كان مخيم جنين الصغير غير المجهز يضم 200 شخص ، وبلكن حتى الآن وبمشاركة مئات من القوات والعديد من الكتائب العسكرية تبني الضفة الغربية النارية للمحتلين.
وفي السياق نفسه يمكن القول إن جنين تواصل مقاومتها الباسلة ضد جنود جيش الاحتلال وتقاتل بكل ما تملك من بسالة وعنفوان الثورة، فجنين تمتلك من الصلابة والاصرار ما يمكنها من مواصلة الثورة حتى هزيمة الاحتلال وطرده من كامل الأرضي الفلسطينية، فهذه البسالة والفدائية للمقاتلين هي كلمة السر في قدرتهم على تحقيق النصر على جيش الاحتلال.
رقم : 1007205
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم