2
0
الجمعة 2 حزيران 2023 ساعة 09:25

ما الدوافع الفرنسية المغربية وراء التآمر على الجزائر وتونس؟

ما الدوافع الفرنسية المغربية وراء التآمر على الجزائر وتونس؟
ونقلت صحيفة “الخبر” الجزائرية، الثلاثاء، عن مصادر موثوقة لم تسمها، قولها “إن معلومات مؤكدة تشير إلى انعقاد اجتماع في إسرائيل، الإثنين، جمع أجهزة مخابرات إسرائيل وجهاز المخابرات الفرنسية ممثلا في خمسة مسؤولين رفيعي المستوى و12 مسؤولا من الاستخبارات المغربية، وقد حدد جدول أعمال الاجتماع نقطة واحدة تتناول زعزعة الاستقرار في الجزائر وخلق الفوضى في أربع ولايات جزائرية”، وفقا للصحيفة.

وحسب الصحيفة، فإن المصادر ذاتها تكشف أن “مخطط زعزعة الاستقرار يشمل خلق بؤر توتر ونزاع وفتن في ولايات عديدة، أبرزها الجزائر والعاصمة وهران وتيزي وزو وبجاية، في محاولة لضرب الوحدة الوطنية والتلاحم الشعبي الذي يتميز به الجزائريون ويضرب به المثل في العالم، من خلال الصورة الجميلة التي يقدّمها الشعب الجزائري في فترات المحن والشدائد”.

وأكدت مصادر “صحيفة الخبر” أن “تونس لم تسلم هي أيضا ولا شعبها من مخططات زعزعة الاستقرار، حيث أطلقت الاستخبارات الإسرائيلية والفرنسية والمغربية عملية ضد تونس بعنوان (لوب)، بدأت في 20 أيار/مايو الجاري، وذلك عبر خلق موجات من الاحتجاجات العنيفة والفوضى، الغرض منها إضعاف وعزل الرئيس التونسي قيس سعيّد”.

وليست هذه المرة الأولى التي تكشف فيها الجزائر عبر أجهزتها المحاولات المستمرة لزعزعة الأمن والاستقرار في الجزائر وخلق بؤر فوضى وتوتر عبر مختلف الوسائل والوسائط، إذ سبق أن كشف الرئيس عبد المجيد تبون، في اللقاء الصحفي الإعلامي الدوري شهر فبراير الماضي، أن "الجزائر تتعرض كل خمس سنوات تقريبا لمحاولات زعزعة استقرارها، وهو الأمر الذي تقف له بالمرصاد، بفضل مؤسساتها والنضج السياسي لمواطنيها الذين لن يسقطوا في هذا الفخ".

وأشار تبون إلى أن الجزائر "مستهدفة من كل الجوانب لأنها دولة لا تقبل الانبطاح، والمواطن الجزائري يفتخر بدولته التي تسير برأسها مرفوعا بين الأمم"، مؤكدا أن "هذه الأطراف ليس باستطاعتها المواجهة المباشرة، وهي تعمل تحت غطاء منظمات غير حكومية، بعضها تابع لمخابرات بلدانها".

وقبل ذلك، كشف رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنفريحة، في زيارة عمل وتفتيش إلى الناحية العسكرية الخامسة، عن "إحباط محاولات كل المناورات التي تستهدف نشر الفوضى بين صفوف الشعب الواحد ومحاولة تهديد وحدته الترابية والشعبية وضرب أركان دولته الوطنية خدمة لأجندات مشبوهة ومرام مغرضة، وذلك دليل قاطع آخر على تماسك شعبنا وتفطنه الدائم لمكائد هؤلاء الأعداء المتربصين".

وقد أكد حقيقة التآمر الفرنسي والمغربي في مناسبات كثيرة من يمتلكون المعطيات وبنك المعلومات الدقيق مثل الرئيس تبون والفريق أول شنقريحة بإشارتهم الدائمة إلى “المؤامرات الخارجية” التي تستهدف أمن واستقرار الجزائر.

يرى محللون أن هذا التحالف الثلاثي مهما امتلك من خبث ودهاء، لن يكون بمقدوره فعل شيء للجزائر، إلا إذا وجد من بين الجزائريين خونة وعملاء، يكملون ضلع المربع، من أمثال الخائن الإرهابي فرحات مهني، الذي ذهب إلى “إسرائيل” ليقول لهم “إن لدينا العدو نفسه وهو الجزائر”.

ويؤكدون أن الجزائر مستهدفة والأدلة على ذك كثيرة جدا، وعواصم دول كبرى تتحرك في المحيط لوقف الصعود الجزائري وتَشَكُّلِ قوتها الضاربة في المنطقة، وللأسف إن نسبة مرتفعة من الجزائريين لا يصدقون ذلك، ويساهمون عبر التشكيك في كل هذه المعلومات، في إنجاح مخططات الأعداء.

ويشير باحثون إلى أن جذور التوترات بين المغرب والجزائر تعود إلى عدة عوامل: التاريخ من خلال الموقف من قضية الصحراء، فمباشرة بعد إعلان استقلال الجزائر طالب المغرب بالصحراء الشرقية عام 1963. ومن ثم، كانت المواجهات العسكرية الأولى التي أطلق عليها “حرب الرمال” بمثابة بداية حرب مفتوحة على جميع الجبهات: السياسية، والدبلوماسية، والاقتصادية، والعسكرية (حرب العصابات).

تلا ذلك عدة أحداث غيرت العلاقات بين البلدين، وتحديدًا “المسيرة الخضراء” التي أطلقها العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني، الذي استطاع حشد أكثر من 350 ألف مواطن مغربي في مسيرة سلمية، ما أسفر عن قطيعة دبلوماسية بين الرباط وجارتها الشرقية، ولا سيما بعد المساندة التي حظيت بها جبهة “البوليساريو” من الجزائر وليبيا.

بعث إنشاء “اتحاد المغرب العربي” عام 1989 الأمل في التقارب بين البلدين، لكن هذا الاتحاد المكون من الجزائر والمغرب وليبيا وتونس وموريتانيا، لم يتمكن من تحقيق الأهداف المتوقعة المتمثلة في توطيد العلاقات الأخوية بين الدول الأعضاء وبين شعوبها وتحقيق التقدم والرفاهية لمجتمعاتهم.

تدهورت العلاقات بين البلدين في أعقاب الهجمات في مراكش عام 1994. وقرر المغرب طرد المواطنين الجزائريين الذين لا يملكون تصريح إقامة، وفرض تأشيرات لدخول أراضيه. ردًّا على ذلك، أغلقت الجزائر حدودها مع المغرب.

جرت مياه كثيرة تحت الجسر، وكان اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بسيادة المغرب على الصحراء خلال الأيام الأخيرة من ولاية الرئيس دونالد ترامب بمثابة “انتصار” للرباط، فقد كان هذا الاعتراف الأمريكي مشروطًا بتطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل على شكل “اتفاقات إبراهيم” الموقعة في 22 كانون الأول/ ديسمبر 2020.

وترى الجزائر هذا الإعلان وهذا التحالف بين تل أبيب وواشنطن والرباط بمثابة استراتيجية لزعزعة الاستقرار موجهة ضدها.

وبعد أشهر من التوترات المتصاعدة بين هذين البلدين المغاربيين اللذين تربطهما علاقات تقليدية صعبة، قررت الجزائر في آب/ أغسطس 2021 قطع العلاقات الدبلوماسية مع المملكة المغربية، متهمة جارتها بـ”الأعمال العدائية” تجاهها. إن هذا القرار “الأحادي” الذي استنكرته الرباط ووصفته بأنه “غير مبرر” هو دليل على تدهور العلاقات. من جهتها، اتهمت الجزائر المغرب بالمناورة لزعزعة استقرارها، مدعية أنه يستخدم أموال المخدرات لمهاجمتها، وأنه يشعل الحرائق ويدعم انفصال “القبائل” وما إلى ذلك.
رقم : 1061516
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

الحسن بن محماد بن عامر
Morocco
التلاحم الشعبي وحده لا يكفي للدفاع عن الوطن الجزائري،الجزائر تعتمد على العاطفة القومية و الدينية اكثر ما تستخدم العقل و الديبلوماسية،الجزائر تشتري العداء مع اسرائيل بالمجان،من خلال تعاملها العاطفي مع القضية الفلسطينية ،حيث اقتربت القضية ان تأخد اسم القضية الجزائرية الاسرائيلية ، بدلا من القضية العربية الاسرائيلية، الجزائر حضيت بفرصة طاقية دهبية ،تمكنها من التقارب مع الغرب المنافق لكنها لم تستغل الفرصة،الجزائر بامكانه ان يدخل المحيط الاطلسي عبر موريتانيا ،و بقي متشبث بالدخول عبر البوليزاريوا ،الجزائر بامكانه ان يعيش مثل الامارات العربية المتحدة و قطر وجل دول الخليج الريعية ،لكنه بقي غارقا في مستنقع فساد مؤسسته العسكرية و نخبها الانتهازية المتسلقة ،المختبئين وراء القضية الاقليمية(الصحراء الغربية) و القضية العربية (فلسطين)،الجزائر عانت الكثير مع نظام التوريث السياسي العسكري،و هي في الطريق الى نظام التوريث السياسي الديني،الجزائر لا تعرف كيف تخلق من العدو العلماني الفرنسي صديق الى حين التمكن من معرفة قواعد التنوير و الديمقراطية و قواعد الدولة الوطنية الدستورية ,,لا احد يمكن ان يجبرها على التنازل على مبادئها الاسلامية ،لكن طبيعة حكامة نظام التوريث السياسي العسكري ،افقدها الكثير ,,,الجزائر قريبة جدا الى جنة الديمقراطية، شريطة ان تنتقل من الحكامة المطلقة الى حكامة التداول على السلطة و استقلال السلط، الذي سيجعل الكل يخاف من سيادة القانون ,,لكن نخبها الدينية و الريعية و الاستخباراتية او العسكرية الغير الوطنية ،هي من يحارب الديمقراطية الجزائرية ،و من هذه النخب يدخل الاعداء من خارج الوطن,,,
الحسن بن محمد بن عامر
Morocco
ما الدوافع الفرنسية المغربية وراء التآمر على الجزائر وتونس؟
في رأيي ان الدوافع الفرنسية المغربية و الاسرائيلية وراء التآمر على الجزائر وتونس هي من الجهة التي تخدم مصلحة الدولة العلوية النخبوية، عدم السماح لدولتي الجزائر و تونس في الانتقال الى نظام سياسي ديموقراطي ،قد يكشف عيوب النظام السياسي الملكي النخبوي، و من الجهة التي تخدم مصالح اسرائيل،عرقلة تقدم الدولتين القوميتين المتعاطفتين مع القضية الفلسطينية و من الجهة التي تخدم مصلحة فرنسا، ضمان استمرارية استنزاف خيرات البلدين من طرف المستعمر الفرنسي، و مما لا شك فيه ان الثلاثي المخابراتي الجهنمي الاسرائيلي الفرنسي المغربي يستخدم المؤسسات الاقتصادية و الدينية السعودية و الاماراتية و القطرية في اللعبة...يمكرون و الله خير الماكرين,,و ما بني على باطل فهو باطل,,
أهم الأخبار
إخترنا لکم