0
الخميس 25 كانون الثاني 2024 ساعة 08:31

تفاصيل مهمة جدًا عن الحقائق في ساحة المعركة في المنطقة

تفاصيل مهمة جدًا عن الحقائق في ساحة المعركة في المنطقة
وعلى الرغم من الدعم المالي والعسكري غير المسبوق الذي قدّمه الأمريكيون، فشل الصهاينة في احتلال غزة بالكامل، ولم يتمكنوا حتى من الحفاظ على خمس المنطقة التي احتلوها شمال هذه المدينة، وبعد تعرضهم لضربات موجعة وتکبدهم خسائر فادحة في الأيام الماضية، اضطروا للانسحاب من عمق هذا المحور، وإنقاذاً لحياة جنودهم تمركزوا في المناطق المحيطة (شمال غزة)، ليكونوا في مأمن من العمليات المفاجئة للمقاتلين.

وأشار مصدر ميداني إلى تفاصيل ما يحدث في غزة، وقال: من خلال شن هجمات جوية مكثفة وتدمير غزة، وخاصةً المناطق الشمالية، ظن الصهاينة أن الطريق سيفتح أمام الوحدات البرية واحتلال هذه المدينة بشكل كامل، لكنهم وقعوا في حرب شوارع وحرب عصابات معقدة، وقد كلفتهم الكمائن المتعددة والمشتركة حياتهم.

وأضاف هذا المصدر الميداني: "في منتصف الحرب، كانت وسائل الإعلام الغربية والعبرية تنشر الأخبار بطريقة توحي للرأي العام بأن غزة قد انتهت، وعلى الفلسطينيين أن يرفعوا أسلحتهم علامةً على الاستسلام، لكن الآن انقشع الغبار، ويمكن رؤية صورة أكثر دقةً لساحة المعركة، وأصبح كل من كان يبحث عن إقامة احتفال للصهاينة، في حالة صدمة.

وذكر هذا المصدر الميداني أن على أنصار الصهاينة أن يقيموا سرادق العزاء، وأضاف: إن الدفاع المشترك والهجوم للمقاتلين الفلسطينيين بكمائن فريدة من نوعها، سببت الكثير من الأضرار والإصابات في صفوف الصهاينة، لدرجة أنهم يخافون من الإعلان الدقيق عن قتلى وجرحى قواتهم، لأنهم يعلمون أنه إذا لم تتم الرقابة على هذه الإحصائيات، فلن تبقى حكومة في الأراضي المحتلة، وفي أمريكا، يجب على بايدن والشركات متعددة الجنسيات التي تنتج الأسلحة، أن ينتظروا عواقب لا يمكن إصلاحها.

وحسب هذا المصدر الميداني، ومن أجل تهدئة آلامهم، يخطط الصهاينة لهدم وسط مدينة غزة وتسويته بالأرض، أسوةً بمناطق الشمال، وقطع اتصال المقاتلين بالشمال، ومن ناحية أخرى تهجير الناس إلى الجنوب وحدود مصر.

وأضاف هذا المصدر الميداني: لا يمكن فصل المقاتلين من الوسط إلى الشمال، لأن الحرب ليست على الأرض، كما أنه في حال اشتداد الضغط على الأهالي لإخلاء المناطق الوسطى والهجرة إلى الجنوب، فإن الجبهات الحالية في المنطقة ستصبح أكثر نشاطاً، وعلى الصهاينة أن ينتظروا فتح محاور صراع جديدة.

وأشار هذا المصدر الميداني إلى أن مراجعة وشرح ما يحدث في غزة، يظهر الحالة المزرية للصهاينة في هذه المدينة، ويجعل الحقائق الميدانية أكثر وضوحاً للرأي العام، وعلى هذا الأساس، يمكن فهم سبب تصعيد حربهم الأمنية (الاغتيالات) ضد جبهة المقاومة.

وتابع هذا المصدر الميداني: إن هزيمة الصهاينة لا تقتصر على قطاع غزة، فقد تلقوا ضربات موجعة من حزب الله اللبناني، وفصائل المقاومة العراقية، وأنصار الله اليمنية، وهذا الموضوع جعلهم يختارون خيار اغتيال قادة المقاومة، هرباً من الهزيمة (لا الانتصار).

وأوضح: لقد ظن التحالف الغربي-العبري-العربي في السابق أن إيران وجبهة المقاومة قد انتهوا باغتيال اللواء سليماني، وحددوا حساباتهم على أساس تصفية شخص، لكن مع مرور الوقت تلقوا المزيد من الضربات القاتلة، لأن فكرة المقاومة ظلت قائمةً، واليوم أيضًا لن يحقق لهم الاغتيال شيئاً فحسب، بل سيغرقون أكثر في المستنقع.

وأضاف هذا المصدر الميداني: خلال تصعيد الحرب الأمنية، استهدف الصهاينة شخصيةً مثل العاروري، لكن لم يحدث تغييراً في ساحة المعركة (تقليص قوة حماس)، وتسارعت عملية فشلهم في غزة. وفي لبنان أيضًا، فإن استشهاد أحد قادة وحدة رضوان، لم يقلل من عمليات حزب الله فحسب، بل شهدنا اتساع نطاق الهجمات، بحيث شكلت تحدياً للکيان الصهيوني.

وتابع هذا المصدر الميداني: في العراق، هبّ الأمريكيون أيضاً لنجدة الکيان الصهيوني، ونفذوا عدة هجمات ضد مقرات الحشد الشعبي، حتى إنهم اغتالوا "أبو تقوی" أحد قادة حركة النجباء العراقية، لكن هذا الاغتيال لم يكن له أي نتيجة، وتصاعدت العمليات ضد مواقع واشنطن، إلى حد استهداف القواعد الأمريكية الواحدة تلو الأخرى، وما استهداف قاعدة عين الأسد في الأيام الأخيرة إلا مثال واحد، وبالطبع امتد نطاق هذه العملية إلى الأراضي المحتلة (عدة هجمات على ميناء إيلات).

وفي اليمن أيضًا، نفّذ الأمريكيون والبريطانيون عدة هجمات، لكن هذه المغامرة لم تحقق أي ردع، ولم توقف حركة أنصار الله عملياتها البحرية ضد مصالح الصهاينة بل زادتها، واستهدفت المزيد من السفن التي تتجه نحو الأراضي المحتلة، وهذه العملية مستمرة.

وقد سعى الأمريكيون والصهاينة والبريطانيون إلى تخفيف الضغط عن أنفسهم، من خلال اغتيال عدد من المستشارين العسكريين الإيرانيين، وتنفيذ عمليات إرهابية في مدينة كرمان الإيرانية، لكنهم في المقابل واجهوا ردود فعل مختلفة من طهران في جميع أنحاء المنطقة، والعملية التي استهدفت مقر الموساد في أربيل وعدة مناطق أخرى في إقليم كردستان، والمناطق المحتلة من سوريا (عدا عن استهداف الإرهابيين في إدلب، لم تكن سوى واحدة من هذه الحالات التي تناقلتها وسائل الإعلام.

يظهر مسار التطورات الميدانية، أن الصهاينة يتعرضون للضربات من عدة محاور و(نجح حزب الله اللبناني في محاصرة نحو نصف قوات الکيان الإسرائيلي بالقرب من حدود لبنان الجنوبية، وعلى المحور الآخر فرضت حركة أنصار الله اليمنية تكاليف اقتصادية غير مسبوقة على الکيان، من خلال استهداف سفن الشحن والنفط التي تتجه نحو الأراضي المحتلة)، وهذا الموضوع جعلهم يختارون خيار الاغتيالات والحرب الأمنية لإنقاذ أنفسهم، لتحريك جبهة المقاومة نحو رد فعل عاطفي.

لكن في طهران تتخذ القرارات حسب الظروف وبناءً على حسابات دقيقة، لأن الصهاينة في المرحلة الحالية يخسرون المعركة، وهذه الحقيقة باتت واضحةً للرأي العام في الداخل الإيراني، حيث إن إيران، باتخاذها الخطوات الصحيحة، قد انتصرت في الميدان حتى الآن، وهي تدير الميدان بيقظة، والكيان الصهيوني يعاني بسبب عدم قدرته على تعويض الإخفاقات والبقاء.
رقم : 1111401
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم