0
السبت 17 شباط 2024 ساعة 09:18

معركة وحدة الساحات وانتقالها إلى الميدان الدبلوماسي

معركة وحدة الساحات وانتقالها إلى الميدان الدبلوماسي
حزب الله ومعادلة غزة

يركز الإعلام العبري على رفض حزب الله سحب قواته من الحدود مع فلسطين المحتلة، حتى في حال التوصل إلى وقف لإطلاق النار، كجزء من أي صفقة تبادل بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، ما يعني أن إبقاء المستوطنات الإسرائيلية "خارج نطاق صواريخ حزب الله المضادة للدروع" لا يُعفي من تهديد الصواريخ المتوسطة والبعيدة المدى التي تمتلكها المقاومة الإسلامية في لبنان، ما يشكل تحديًا حقيقيًا على أمن الكيان الذي يخوض حربا إرهابية على غزة.

"معادلة الردع المتبادل هي التي ستظل تحدد حدود المواجهة ونطاقها، على الأقل من جانب لبنان"، عبارة تكررت على ألسن الإسرائيليين وخاصة أن هذا ما يسعى السيد نصر الله إلى تحقيقه، دون الانسحاب إلى ما وراء نهر الليطاني، على عكس مطالب الكيان، وقد مضى أقل من أسبوع على تقديم فرنسا اقتراحًا لوقف إطلاق النار على الحدود اللبنانية الجنوبية، في حين لم تقدم أي من الحكومتين اللبنانية أو الإسرائيلية ردًا على هذا الاقتراح حتى الآن.

وخلال رده في خطابه بمناسبة "يوم الجريح المقاوم"، أشار السيد نصر الله إلى أن وقف إطلاق النار على حدود فلسطين المحتلة يتوقف على وقف إطلاق النار في غزة، ما يعني أن تصريحات السيد نصر الله تشير إلى أن أي خطة سياسية لإنهاء المواجهات بين "إسرائيل" وحزب الله تعتمد على نتائج المحادثات التي تجري في القاهرة بمشاركة رؤساء أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والأمريكية والمصرية، بالإضافة إلى رئيس الوزراء القطري، وفي السياق نفسه، يستفسر الإسرائيليون حول "ما إذا كان الاقتراح الفرنسي يمثل آراء جميع أعضاء مجموعة الخمس أم لا، لم يتضح بعد، حيث لم يعلّق أعضاء المجموعة عليه حتى الآن".

وفي هذا السياق، أورد الإعلام التابع للعدو تقارير عن توترات داخلية في المجموعة الدولية، حيث تعاني فرنسا من صعوبة في التأثير على سلوك "إسرائيل" والولايات المتحدة، على الرغم من دورها الذي تُعلن نفسها راعيةً للبنان، وتشير التقارير إلى أن السعودية تلعب دورًا محوريًا في عملية إعادة الإعمار في لبنان، وتعمل بتنسيق مع طهران وواشنطن، فيما تسعى الأخيرة إلى تعزيز المطالب الإسرائيلية ومحاولة تقييد توسّع نفوذ حزب الله في المنطقة، وهذا لن ينجح حسب الوقائع، مع صعوبة صياغة موقف موحد داخل المجموعة الدولية التي تضم الولايات المتحدة وفرنسا وقطر والسعودية ومصر، نظرًا للتوترات الداخلية والتباين في الأجندات والمصالح بين الأعضاء.

إيقاف الحرب ضروري للسلام

الوضع الحالي يُلقي الضوء على التوترات الداخلية في المجموعة الدولية التي تتضمن الولايات المتحدة وفرنسا وقطر والسعودية ومصر، والتي تأتي في سياق محاولاتها للتأثير على الأزمة الراهنة بين الكيان وحزب الله في لبنان، ما يجعل من الصعب تحقيق توافق مشترك بينها، وخاصة أن التحالف بين السعودية وواشنطن، وتنسيقها مع طهران، يظهر أن هناك تحركات سياسية معقدة في المنطقة، وقد يكون هذا التحالف محاولة لضبط التوترات والحيلولة دون تصاعد الصراع في المنطقة، لكنه قد يثير مزيدًا من التوترات والانقسامات.

ومن الجدير بالذكر أن تصريحات السيد نصر الله توضح أن إنهاء المواجهات بين الكيان وحزب الله يتوقف على مستوى الاتفاقيات والتوافقات الإقليمية والدولية حول غزة، وهذا يتطلب جهودًا دبلوماسية مكثفة لتحقيق الاستقرار في المنطقة بعد الضغط على الكيان لإيقاف الحرب، وبالنظر إلى التوترات الداخلية في المجموعة الدولية وتباين المصالح بين الدول الأعضاء، يمكن أن نتوقع استمرار الضغوط السياسية والدبلوماسية على لبنان وحزب الله من جانب مختلف اللاعبين الإقليميين والدوليين، وقد تؤدي هذه التوترات إلى تعقيد الجهود الدبلوماسية المبذولة للتوصل إلى حلول سلمية وإنهاء المواجهة بين الكيان وحزب الله، في حال لم يخنع الكيان للرغبة العالمية في وقف حملته المسعورة على شعب غزة.

علاوة على ذلك، من المهم ملاحظة أن هذه التوترات تعكس تحولات متسارعة في المنطقة، وتصاعد رغبة المقاومة بإنهاء الحرب على غزة، وبالتالي، يجب على المجتمع الدولي فرض إيقاف الحرب والعمل بحذر وحكمة لتجنب التصعيد العسكري والمساهمة في خلق بيئة ملائمة للحوار والتفاوض لحل النزاعات بطرق سلمية ومستدامة، وبالإضافة إلى ذلك، يبرز من التغييرات أهمية التنسيق الدولي والجهود المشتركة لتحقيق الاستقرار في المنطقة، وخاصة فيما يتعلق بالأزمة اللبنانية والتوترات الإقليمية المتصاعدة، وقد تكون هذه التوترات إشارة إلى ضرورة إعادة النظر في السياسات والتحالفات الإقليمية والدولية، وتعزيز التعاون والتفاهم المشترك لتجنب تصعيد الصراعات وتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.

ومن المهم أيضًا أن تأخذ الدول الفاعلة في المنطقة في الاعتبار تداعيات استمرار الكيان في حربه الشعواء لأن أي خطوات قد لا تتخذها القوى الدولية ستؤثر على السلم والأمن الإقليميين، وأن تعمل على تعزيز الحوار والتعاون المشترك من أجل وقف الحرب وإيجاد حلول سلمية ومستدامة للأزمات القائمة، كما يجب أن تتخذ الدول خطوات فعّالة نحو محاسبة المجرمين وتحسين أوضاع الغزيين الصعبة للغاية، وهذه أفضل وسيلة لحل النزاعات والتصدي للتحديات الأمنية التي ينتهجها الكيان وأعوانه في المنطقة.

وفي سياق متصاعد من التوترات على الحدود الشمالية لفلسطين، إن إمكانية شن حرب على حزب الله اللبناني، مع استمرار التبادل المستمر للقصف والاستهداف بين الطرفين منذ أكتوبر الماضي تبقى ضئيلة، حيث يتبادل جيش الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله وفصائل فلسطينية القصف وإطلاق النار بشكل متقطع، ويصبح واضحًا أن المنطقة تعيش في فترة حساسة ومتوترة، ما يعكس التصعيد المستمر بين الكيان وحزب الله، ومن المتوقع أن تستمر هذه التطورات في التأثير على الأوضاع الإقليمية بشكل عام، وخاصة مع تصاعد الصراعات والتوترات في الشرق الأوسط نتيجة العنف الإسرائيلي المستمر.

ختاما، إن أي حرب جديدة ليست في مصلحة الكيان الإرهابي، وإن أي تصعيد ليس في مصلحة الإسرائيليين أبدًا، ويظل الوضع متغيرًا بشكل سريع، وتبقى التوقعات حول مستقبل التطورات محفوفة بالمخاطر، ومن المهم أن تبقى الأطراف الدولية ملتزمة بقطع اليد الإجرامية للكيان الإسرائيلي أو كفها عن دمويتها، ودعم الحلول السلمية والوساطة في إطار القوانين الدولية، بهدف تجنب تفاقم الصراع وتحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة.
رقم : 1116739
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم