0
السبت 2 آذار 2024 ساعة 09:42

أسباب الدعوة المغربية لوقف الحرب الإسرائيلية على غزة

أسباب الدعوة المغربية لوقف الحرب الإسرائيلية على غزة
ضرورة وقف الحرب الإسرائيلية

في ظل استمرار التصعيد العسكري وتفاقم الوضع الإنساني في قطاع غزة، تجددت مواقف المملكة المغربية الثابتة، مع التأكيد على ضرورة وقف الحرب الإسرائيلية على غزة فورًا وبشكل شامل ومستدام، وشدد مسؤولها على ضرورة حماية المدنيين وعدم استهدافهم، وخاصة مع استمرار القصف الإسرائيلي العشوائي للمنشآت المدنية مثل المستشفيات والمدارس ودور العبادة، كما أكد الوزير أيضًا على أهمية تيسير وصول المساعدات الإنسانية بشكل سلس وبكميات كافية لسكان غزة، وحماية الفلسطينيين من التهجير، مع التأكيد على ضرورة وضع أسس سياسية تسهم في حل القضية الفلسطينية، من خلال دعم فكرة الدولتين وإقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967، بعاصمتها القدس الشرقية.

وفي السياق ذاته، يمثل بوريطة المغرب في الدورة الخامسة والخمسين لمجلس حقوق الإنسان برئاسة المغرب، من خلال السفير الممثل الدائم للمملكة بجنيف، عمر زنيبر، الذي تم انتخابه لهذه المهمة في يناير الماضي، وأخيرًا، كشفت الحقائق وجود تهديد حقيقي لوقوع مجاعة في قطاع غزة خلال الأشهر القادمة، مع التحذير من التداعيات الخطيرة التي قد تنتج عن استمرار الأزمة المالية الناجمة عن تقليل التمويل الدولي لدعم المنظمات التي تدعم الفلسطينيين، مع تدهور الأوضاع المعيشية في القطاع، حيث أثر نقص التمويل ليس فقط على برنامج الغذاء العالمي وإنما أيضًا على جميع المنظمات الإنسانية الدولية.

ولا شك أن الوضع المعيشي الصعب في قطاع غزة يعود إلى عدة عوامل رئيسية، بما في ذلك الحصار الإسرائيلي الذي فرضته قوات الاحتلال على غزة منذ عام 2007، حيث يفرض هذا الحصار قيودًا على حركة السلع والأفراد، ويمنع الكثير من السكان من السفر والعمل والدراسة في الخارج، ما يتسبب في معدلات بطالة مرتفعة جدًا، وخصوصًا بين الشباب، ويجعل من الصعب على الأفراد العثور على فرص عمل محدودة، ما يؤثر بشكل كبير على دخل الأسر وقدرتها على تلبية احتياجاتها الأساسية، وصولا إلى الحرب الأخيرة التي دمرت القطاع وأبادت ساكنيه.

وبالإضافة إلى ذلك، يعاني قطاع غزة من نقص حاد في الموارد الأساسية مثل الطعام والمياه الصالحة للشرب والكهرباء، ما يزيد من معاناة الفلسطينيين هناك، حيث يتزايد الاعتماد على توفير وسائل المعيشة الأساسية في ظل الظروف الصعبة، لكن الوضع المعقد يجعل ذلك أمرًا صعبًا للغاية، فيما يتعلق بالقطاعات الصحية والتعليمية، فإن البنية التحتية في غزة تعاني من سوء الحالة، ما يؤثر سلبًا على جودة الخدمات المقدمة للمواطنين ويزيد من مخاطر الإصابة بالأمراض ويقلل من فرص التعليم والنمو.

وعلى الرغم من اعتراف المجتمع الدولي بالأوضاع الإنسانية الصعبة في غزة، إلا أن المساعدات الدولية تواجه صعوبات كبيرة في الوصول إلى المنطقة بسبب القيود الأمنية والسياسية التي تفرضها قوات الاحتلال، ومع ذلك، يجب أن يكون تحسين الوضع المعيشي الصعب في غزة من بين أولويات المجتمع الدولي والدول العربية كما فعلت مصر والأردن مؤخرا، ويجب على الجميع العمل بشكل مشترك للتخفيف من معاناة السكان في غزة وتقديم المساعدة الإنسانية والتنموية اللازمة، ويجب أن يتضمن الجهد المشترك لمعاقبة المجرمين بما ينصب في التوصل لحلول سياسية دائمة تضمن الاستقرار والسلام في المنطقة بأكملها، وهذا يتطلب التعاون والجهد المشترك من جميع الأطراف المعنية للعمل نحو تحقيق هذه الأهداف الإنسانية والسياسية المهمة.

شح في المساعدات الإنسانية للقطاع

إن قضية نقص المساعدات الدولية والعربية في غزة تُعتبر واحدة من أهم القضايا التي تؤثر بشكل كبير على حياة السكان في ظل حصار الاحتلال الإسرائيلي وقصفه واقتحاماته، وتتجلى الآثار السلبية لهذا النقص على الظروف المعيشية والإنسانية في القطاع بشكل مباشر، حيث يتضمن هذا النقص نقصًا حادًا في المواد الأساسية مثل الغذاء والماء والدواء والوقود والمواد الأولية الضرورية للحياة اليومية، ما يؤثر بشكل كبير على جودة الحياة وصحة السكان، ويتسبب هذا النقص في زيادة معدلات الفقر والبطالة في غزة، حيث تصبح الفرص الاقتصادية محدودة جدًا وصعبة التحقيق، ويؤدي الحصار والقصف الإسرائيلي وتقليل المساعدات أيضًا إلى تفاقم الفقر وزيادة معدلات البطالة، ما يؤثر سلبًا على الأمان الغذائي لكل الأسر.

وبالتالي، هذا الوضع يؤثر بشكل خاص على صحة وتغذية الأفراد، وخاصة الأطفال وكبار السن، كما يؤثر أيضًا على جودة التعليم والرعاية الصحية المقدمة للسكان في غزة، حيث يؤدي النقص في الدعم إلى تدهور المدارس والمستشفيات ومستوى التعليم والرعاية الصحية، مع انقطاع المساعدات، حيث تزداد التحديات الإنسانية بشكل حاد ويمكن أن تؤدي إلى انهيار البنية التحتية والخدمات الأساسية في القطاع، وجميع هذه الآثار السلبية الخطيرة هي نتيجة نقص المساعدات، وهي مشكلة تمتد جذورها إلى تأثير الحصار الإسرائيلي الذي يفرض على قطاع غزة منذ عقود، ويجعل هذا الحصار من الصعب بشكل كبير على السكان الوصول إلى الموارد والفرص الاقتصادية والحصول على الخدمات الأساسية.

وبالإضافة إلى ذلك، يجب العمل على إنهاء الحصار الإسرائيلي الذي يفرض على غزة ومحاسبة تل أبيب على إرهابها ومجازرها الجماعية وتحقيق مطالب الفلسطينيين لضمان استقرار المنطقة وتحقيق السلام الدائم، وهذا يتطلب تضافر الجهود والعمل الجاد من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للمساهمة في حل هذه الأزمة الإنسانية، وحصار الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة اليوم هو سياسة قديمة وقذرة تفرضها تل أبيب منذ نحو عقدين، ويمكن وصف هذا الحصار اليوم بأنه عقوبة جماعية متعمدة تستهدف السيطرة على حركة الأفراد والبضائع والخدمات إلى ومن قطاع غزة في إبادة من نوع آخر، ويتضمن الحصار إغلاقًا بحريًا وبريًا وجويًا على القطاع، ما يؤثر بشكل كبير على حياة السكان ويخلق أوضاعًا إنسانية صعبة.

كذلك، إن حصار وقصف قطاع غزة من قِبل قوات العدو يندرج ضمن أهداف وأسباب متعددة، من بينها المزاعم الإسرائيلية بأنه يستهدف مواجهة الفصائل الفلسطينية، بما في ذلك حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وتروج السلطات الإسرائيلية لفرض الحصار كإجراء أمني لمنع تهريب الأسلحة والمواد الخطرة ومنع هجمات المسلحين على الكيان، ومع ذلك، فيما يرى العالم أن هذا الحصار يستخدم كوسيلة لفرض عقوبات إعدام جماعية على الفلسطينيين في غزة دون مراعاة للعواقب الإنسانية الوخيمة التي يتعرضون لها.

نهاية القول، إن هذا الإجراء المغاربي هو موقف إيجابي للغاية، لكنه ليس كافيا ويجب عليها قطع علاقاتها مع الكيان الصهيوني، وخاصة أن الحرب الإسرائيلية على غزة أدت إلى تأثير مدمر على الحياة اليومية للمدنيين في القطاع المنهك، حيث تتضمن الحرب الحصار ما يعني نقص الموارد الأساسية وتقييدات على حركة السكان، ما يحجب عنهم السفر إلى أراضيهم في الضفة الغربية والأراضي الواقعة تحت السيطرة الإسرائيلية، ويصاحب ذلك انتشار الأمراض والفقر والجوع، ويؤدي حصار غزة والحرب عليها أيضًا إلى تدهور الاقتصاد المحلي بالمطلق وارتفاع معدلات البطالة لحدود مخيفة نتيجة القصف الإسرائيلي، ما يصعب على السكان العثور على فرص عمل، ويؤدي إلى تراجع جودة الخدمات الصحية والتعليمية والإنسانية، وعلى الرغم من التحديات التي يواجهها، يدعو المجتمع الدولي والدول العربية إلى تخفيف أو رفع الحصار عن غزة بهدف تحسين الظروف المعيشية والإنسانية في القطاع، ومع ذلك، يظهر أن الجانب الإسرائيلي يلجأ إلى استخدام القوة كوسيلة للتعامل مع هذه القضية، ما يزيد من التوترات والصعوبات في المنطقة.
رقم : 1119747
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم