0
الجمعة 8 آذار 2024 ساعة 08:22

لا تنازل عن شروط المقاومة.. الولايات المتحدة مسؤولة عن مأساة غزة

لا تنازل عن شروط المقاومة.. الولايات المتحدة مسؤولة عن مأساة غزة
وأن "أحمد عبد الهادي"، ممثل حركة حماس في لبنان، أعلن خلال كلمة له حول تطورات مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، وأن المقاومة تسعى للتوصل إلى اتفاق، اتفاق مشرف وأصر على وقف العدوان على غزة ولم يخالف الشروط أبدا، وإن الأفكار التي طرحتها حماس في المفاوضات ترتكز على مسألتين أساسيتين: وقف العدوان على غزة، وتحقيق شروط المقاومة، والمحادثات التي تعقد في القاهرة هي في الواقع استمرار للمحادثات التي عقدت قبل أيام في الدوحة، كما أنها استمرار للمباحثات حول الأفكار التي طرحت في اجتماع باريس 2.

شروط المقاومة لن تتغير

أصبح واضحاً بالنسبة للمقاومة أن هناك فرقاً كبيراً بين الخطط المقدمة في المفاوضات واللقاءات المذكورة وبين الشروط التي طرحتها المقاومة، ووفد حماس توجه إلى القاهرة على أساس أن هذه المفاوضات ستكون بوابة للاقتراب من تنفيذ الشروط الأولية التي طرحتها المقاومة، وأن المقاومة لا تتراجع عن شروطها ودخلت المفاوضات بروح عالية ومرونة وتمسك بشروطها وثوابتها الأساسية، وإن أفكار حماس التي طرحت في المفاوضات ترتكز على وقف العدوان على غزة وإنهاء حرب الإبادة والجوع ضد الشعب الفلسطيني، وثانيا على التوصل إلى اتفاق تنفذ فيه شروط المقاومة، ولن نحيد أبداً عن شروطنا، ولن نقصر في ذلك.

وإن المفاوضات تجري في مثل هذه الأجواء، لكن بنيامين نتنياهو رئيس وزراء نظام الاحتلال هو من عرقل كل مراحل المفاوضات، فالمفاوضات في القاهرة مستمرة وحماس قدمت مقترحها، لكن الدلائل تشير إلى أن نتنياهو يحاول نزع ورقة الرهينة عن المقاومة، نتنياهو لا يسعى للتوصل إلى أي اتفاق؛ لأن التوصل إلى اتفاق يعني نهاية مستقبله السياسي، لذلك يحاول نتنياهو منع المفاوضات وإطالة أمد الحرب ونشرها في المنطقة بأكملها، وهذا هو السبب الحقيقي الذي يمنع كل المفاوضات من أن تؤتي ثمارها، ونكرر أن المقاومة تبحث عن اتفاق مشرف، لكن إذا كان الأمريكيون والإسرائيليون لا يريدون إتمام الاتفاق وفق الشروط التي وضعتها حماس، فنحن مستعدون لمواصلة الدفاع عن الشعب الفلسطيني، وما زلنا حاضرين في الساحة، والميدان بقوة ونسيطر على الوضع.

ومن جهة أخرى، أفاد مصدر بارز في الفصائل الفلسطينية بأن المقاومة أوضحت موقفها للوسطاء بوضوح وأبدت مرونة كبيرة لتحقيق وقف إطلاق النار، وقدمت المقاومة كل ما يلزم للوسطاء حتى تتم جهود التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بنجاح، ولكن في كل مرة حاول الغزاة عرقلة ومنع أي تقدم في المفاوضات، وحول شروط المقاومة للاتفاق، فإن قيادة المقاومة تؤكد تمسكها بعدة شروط أساسية، تشمل: انسحاب قوات الاحتلال من غزة، وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى مناطقهم، وفتح المعابر والوصول إلى مناطقهم، من المساعدات، ونؤكد أن موقف قيادة المقاومة هو الموقف الوطني لفلسطين وعلى قادة نظام الاحتلال أن يفهموا ذلك جيداً.

وبالتالي، لن يتم إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين؛ إلا بقرار قيادة المقاومة ومن خلال صفقة شاملة لتبادل الأسرى، لقد أبلغت المقاومة الوسطاء بإجابتها النهائية، ونظام الاحتلال هو الذي يرفض الإجابة حتى هذه اللحظة، كما أن العدو مستمر في المماطلة في التعامل مع خطط ومبادرات وقف الحرب، ويستخدم العدو الجرائم والقتل كوسيلة للضغط على الشعب الفلسطيني لمنعه من حقوقه، وما لم يتمكن العدو من تحقيقه ميدانياً حتى اليوم، لن يحققه أبداً على طاولة المفاوضات، ولن يكون أي تبادل للأسرى ممكناً إلا بعد توقف الحرب واستيفاء جميع شروط حماس.

وبعد عدة جولات من المفاوضات في أماكن مختلفة للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، في ظل عرقلة الصهاينة وعدم اتخاذهم القرار للتوصل إلى اتفاق جدي، لم يتم التوصل إلى أي نتيجة ملموسة في هذا الصدد، ويتعرض الإعلام باستمرار للضغوط والحرب، وينشر علماء النفس ضد المقاومة أخباراً متضاربة حول نتائج المفاوضات،

تل أبيب لا ترغب باتفاقات جادة

تحدث الإعلام العبري مؤخرا أن الوسطاء حققوا تقدما جيدا في مفاوضاتهم مع ممثلي حركة حماس، وأن الأمور تتجه نحو وقف إطلاق النار في غزة، هذا فيما لم ترسل تل أبيب أي ممثل إلى القاهرة لمواصلة المفاوضات، وتدعي أنها لن ترسل وفداً لأن جواب حماس الأخير فيما يتعلق بالبنود العامة لاتفاق باريس لم يكن مرضياً، كما أن "إسرائيل" لا تبحث بأي شكل من الأشكال عن مفاوضات جادة تؤدي إلى اتفاق، وأن وسائل الإعلام الصهيونية تنشر معلومات مغلوطة وأن ما تنشره هذه الوسائل عن المفاوضات يخدم مصالح نتنياهو، وأهدافه السياسية، ونتنياهو لا يفكر إلا في تأمين مستقبله السياسي على حساب الدم الفلسطيني.

وقد حذر السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة من أنه إذا تم التصويت على القرار الذي اقترحته الجزائر بشأن وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية في غزة في مجلس أمن هذه المنظمة فإن واشنطن ستعارضه، ما يعني أن الولايات المتحدة تعمل على التوصل إلى اتفاق بين الكيان وحماس يؤدي إلى إطلاق سراح الرهائن ووقف الأعمال العدائية لمدة 6 أسابيع على الأقل لكنها تقدم السلاح والدعم السياسي لتل أبيب.

وبوقاحة غير مسبوقة أمام ما يحدث في غزة، تزعم الإدارة الأمريكية أن المشروع المقدم إلى مجلس الأمن الدولي لن يحقق هذه النتائج بل ربما "يناقضها"، ولهذا السبب فإن أمريكا لن تؤيد مراجعة هذه المسودة وإذا تم طرحها للتصويت فلن يتم قبولها، فيما شددت الدول العربية على دعمها لمشروع القرار الذي تقدمت به الجزائر والذي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة دون عوائق، لكن توماس غرينفيلد في بيانه أمام مجلس الأمن دعا إلى التأكد من أن "كل إجراء نتخذه في الأيام المقبلة يزيد الضغط على حماس لقبول العرض الحالي".

ولا شك أنّ الولايات المتحدة استخدمت حق النقض في الأمم المتحدة في عدة مناسبات لمنع إقامة وقف لإطلاق النار في قطاع غزة: وإن عصر "الفيتو" لم يعد مناسبا، وقد حان وقت إزالته لأنه يتسبب في اتساع نطاق الرجوع إلى الوراء في مجرى التاريخ، وذكر دبلوماسيون غربيون أن حق النقض يساء استخدامه في مجلس الأمن الدولي، ومع وجود حق النقض في هذا المجلس جعل مجلس الأمن الدولي مجلسا غير فعال.

وفي ظل النفاق الأمريكيّ، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن: "نحن بحاجة إلى وقف إطلاق النار، وحذر بايدن من "الخطر الكبير" في حال عدم تثبيت وقف إطلاق النار قبل شهر رمضان، ووصف الاتفاق المطروح على الطاولة بأنه "اقتراح معقول" وقال إن الإسرائيليين وافقوا عليه، وفي الوقت نفسه ألقى بايدن الكرة في ملعب حماس وقال: علينا أن نرى ماذا ستفعل حماس، متناسيّاً السياسة الإرهابية للكيان الذي يدعمه بشتى أنواع الدعم وعدد الضحايا والدمار الذي لا يحصى نتيجة الدعم الأمريكيّ، والدليل رده على سؤال حول علاقته ببنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الكيان، قال الرئيس الأمريكي أيضا: "علاقتنا هي نفسها كما كانت دائما"، ما يعني أن الشراكة في المجازر على حالها.

وفي 15 أكتوبر 2023، أطلقت فصائل المقاومة الفلسطينية عملية مفاجئة أطلق عليها اسم "عاصفة الأقصى" من غزة (جنوب فلسطين) ضد مواقع النظام الإسرائيلي، وانتهت في 24 نوفمبر 2023، وتم التوصل إلى هدنة مؤقتة بين الكيان وحماس لمدة أربعة أيام، أو وقف مؤقت لتبادل الأسرى، واستمر هذا التوقف في الحرب لمدة 7 أيام، وأخيراً في 10 ديسمبر 2023، انتهى وقف إطلاق النار المؤقت واستأنف النظام الإسرائيلي هجماته على غزة، وللرد على هجمات "اقتحام الأقصى" المفاجئة وتعويض هزيمته وإيقاف عمليات المقاومة، وقام هذا النظام بإغلاق كل معابر قطاع غزة وقصف السكان في هذه المنطقة.

النتيجة، بعد الضغوط العالمية على حكومة بايدن لدعم النظام الإسرائيلي واستخدام تل أبيب لجوع أهل غزة كوسيلة ضغط، أخيراً، وعلى الرغم من دعمها لهذا النظام، قامت الولايات المتحدة، في عرض دعائي عشية الحملة الأمريكية واستخدمت تل أبيب طائرات الشحن العسكرية لنقل المواد جوا، وأرسلت أغذية ومعدات أخرى إلى غزة كحل لاعتراضات تل أبيب على دخول المساعدات إلى قطاع غزة ووصولها إلى المحتاجين، ويعتبر أعضاء منظمات الإغاثة الدولية هذا الإجراء الذي اتخذته الولايات المتحدة غير فعال ومجرد حيلة دعائية، ولا تزال الولايات المتحدة لا تمارس ضغوطًا كبيرة على تل أبيب، ولم تنظر إدارة بايدن بعد في خيارات مثل فرض عقوبات على الكيان أو جعل المساعدات العسكرية لـ"إسرائيل" بمليارات الدولارات مشروطة.
رقم : 1121140
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم