0
الجمعة 8 آذار 2024 ساعة 08:24

واشنطن تقتل بيد وتُطعم بالأُخرى.. موقف الغزيين من المساعدات الأمريكية

واشنطن تقتل بيد وتُطعم بالأُخرى.. موقف الغزيين من المساعدات الأمريكية
أمريكا وسياسة إبادة الفلسطينيين

يذكر أن أكثر من 30 ألف شهيد وما يقرب من 150 ألف جريح هم نتيجة استخدام الأسلحة الأمريكية التي قُدمت للكيان، وعبر البيت الأبيض مراراً عن دعمه للعمليات العسكرية الهمجية التي يشنها الكيان الإسرائيلي على قطاع غزة، وفي عدة بيانات أدلى بها منسق الاتصالات الاستراتيجية لمجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، أكد رفض الولايات المتحدة فكرة وقف إطلاق النار النهائي في قطاع غزة، بحجة أن ذلك سيؤدي إلى استمرار سيطرة حركة حماس على القطاع، وعلى الرغم من ذلك، يعربون عن دعمهم لوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، دون اتخاذ إجراءات فعلية لمساعدة المتضررين في غزة، أو إجراء محادثات مع الشركاء في المنطقة لتحقيق وقف إطلاق نار دائم.

ونظرًا لعدم حدوث أي تطور جديد حتى الآن، فإن الولايات المتحدة تدعو إلى تحقيق وقف إطلاق نار مؤقت جديد بهدف تحرير الأسرى، وتظهر التصريحات الأمريكية التي تشير إلى التوتر المزعوم بين إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن وسياسات "إسرائيل" فيما يتعلق بالهجمات على قطاع غزة، حيث يعبر الرئيس الأمريكي عن قلقه بشأن الضحايا المدنيين ويحث "إسرائيل" على التحلي بالحذر، لكن "إسرائيل" تستمر في تلقي الدعم الأمريكي بينما تواصل هجماتها، وتظهر محاولات بايدن للتأثير الإعلامي على "إسرائيل" من دون اتخاذ إجراءات قاطعة، بهدف تقليل الخسائر المدنية دون التدخل بشكل أكبر، ويرجع ذلك إلى تصاعد الضغوط الدولية والانتقادات تجاه سياسات "إسرائيل"، وفي الوقت نفسه، يسعى بايدن للحفاظ على توازن بين دعم حليفه الإستراتيجي والتعبير عن قلقه إزاء الخسائر المدنية الكبيرة في قطاع غزة.

وتشير التصريحات الأمريكية إلى استمرار التوتر في غزة والقصف الإرهابي للكيان، حيث يزداد عدد الشهداء نتيجة للهجمات الجوية الإسرائيلية باستخدام الأسلحة الأمريكية، وتبدو استراتيجية الولايات المتحدة رعناء في مواجهة الأزمة، حيث تستبعد فرض حظر على تسليم الأسلحة إلى "إسرائيل"، وتفضل التفاوض الهادئ كطريقة إعلامية غير فعّالة، وتركز واشنطن على محاولة خداع شعبها بالتصريحات الجوفاء بينما تتجاهل مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة، ومن جهة أخرى، لا تبدو المساعدات المقدمة لقطاع غزة تؤثر بشكل كبير على قرارات "إسرائيل"، بل تستمر الولايات المتحدة في دعم "إسرائيل" وتعتمد استراتيجية التفاوض كوسيلة رئيسية، وذلك على الرغم من استمرار الحكومة الإسرائيلية في تنفيذ سياساتها دون تأثر كبير بالضغوط الدولية.

وتل أبيب أكدت مرارا عدم وجود ضغط كبير على رئيس الوزراء، وأن "إسرائيل" ستواصل جهودها العسكرية، ويبدو أن الدعم العسكري الأمريكي لـ "إسرائيل" مستمر، وتشير الوقائع إلى محاولات الإدارة الأمريكية لتحقيق أهداف الاحتلال الإسرائيلي في القضاء على السكان الفلسطينيين وتهجيرهم، كما تظهر المؤشرات على أن هناك هزيمة قريبة لـ "إسرائيل"، ولكن لأن الولايات المتحدة لا تصدق ذلك، فإنها تخطئ في سياساتها أكثر فأكثر، حيث يعكس الواقع الميداني أهمية الدعم الأمريكي لـ "إسرائيل" وتأثيره على الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.

مصالح الكيان هي الأهم

يثير الدعم الشديد الذي تحظى به "إسرائيل" من الولايات المتحدة على الصعيدين السياسي والعسكري استياءً دوليًا وانتقادات بسبب الآثار السلبية على الحقوق الفلسطينية والعدالة الاجتماعية، وبالتالي، فإن العلاقة بين الولايات المتحدة و "إسرائيل" تظل محوراً للانتقادات في المنطقة، وعلى الرغم من معارضة المجتمع الدولي لهذه المجازر والعمليات التدميرية في قطاع غزة، أعلن البيت الأبيض أن الولايات المتحدة لا تؤيد حاليًا فكرة وقف إطلاق النار هناك، حيث أكدت المواقف الأمريكية على عدم تغييرها في هذا الصدد، مشيرة إلى أن وقف النار لن يخدم سوى مصلحة حركة حماس.

ومن ناحية أخرى، فإن تصريحات البيت الأبيض حول طموح الولايات المتحدة في إنهاء الحرب في أقرب وقت ممكن تبدو مجرد كذبة، وذلك في ضوء الواقع المأساوي الذي يشهده السكان المدنيون في غزة، حيث ترتفع الحصيلة اليومية للقتلى بشكل مخيف، وتكرر الولايات المتحدة مرارًا رفض أي اقتراحات تدعم فكرة تهجير الفلسطينيين خارج قطاع غزة، مشددة على أن السلطة الفلسطينية مطالبة بتحمل مسؤوليتها في إجراء الإصلاحات اللازمة في هيكلها.

ويبدو أن البيت الأبيض يعطي الأولوية لمصالح الكيان الإرهابي في المنطقة، حيث تبقى فرص الاستثمار في مستقبل غزة مرهونة بوجود مسار واضح نحو إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وتُذكر الإحصائيات الصادمة أن الأسلحة الأمريكية التي قُدمت للكيان الإسرائيلي ساهمت في قتل وإصابة مئات الآلاف، وأكد البيت الأبيض مرارًا على دعمه المتواصل للعمليات العسكرية التي يشنها الكيان الإسرائيلي على قطاع غزة، وعلى الرغم من ذلك، فإنهم يعربون عن دعمهم لوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، ولكن دون اتخاذ إجراءات فعلية لمساعدة المتضررين في غزة أو إجراء محادثات مع الشركاء في المنطقة لتحقيق وقف إطلاق نار دائم.

في الختام، تتجلى مدى كراهية أهل غزة تجاه أمريكا وأمثالها من خلال رفضهم القاطع لقبول المساعدات الأمريكية في ظل الحاجة الملحة للغذاء والإمدادات الأساسية، وأسر الشهداء والجرحى يرون في المساعدات الأمريكية رمزًا للتضامن مع الكيان الإسرائيلي، ومواصلة الدعم العسكري والسياسي لسياسات الاحتلال والقمع ضد الشعب الفلسطيني، وبالنظر إلى التاريخ الطويل للدعم الأمريكي لـ"إسرائيل" ودورها في تسهيل سياسات الاحتلال والحصار على غزة، يعتبر أهالي الشهداء والجرحى الفلسطينيون هذه المساعدات بمثابة إهانة وتجاهلاً لمعاناتهم وصمودهم في وجه الظلم والقهر، ويظهر ولاء أهل غزة للدول التي تدعم قضيتهم العادلة، والتي تتبنى مواقف حقيقية في دعم حقوق الفلسطينيين، فهم يبديون إعجابهم وتقديرهم للدول المتضامنة التي تدعمهم سياسيًا واقتصاديًا، والتي تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني في مواجهة الظلم والاضطهاد، فيما يظهر رفض المساعدات الأمريكية في ظل الحاجة الضرورية كمظهر للثورة الثقافية والنضال السلمي ضد الظلم، وكرسالة واضحة تجاه العالم بأنهم لن يتسامحوا مع الظلم والاستبداد، وأنهم مستعدون لتضحيات أكبر من أجل الدفاع عن حقوقهم وكرامتهم.
رقم : 1121142
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم