0
الثلاثاء 12 آذار 2024 ساعة 09:17

حرب استنزاف ضد الكيان في غزة.. حماس لن تخضع

حرب استنزاف ضد الكيان في غزة.. حماس لن تخضع
تكتيك عسكري جديد

طُلب من المفاوضين السياسيين إخراج ما يمكن أن يحدث في شهر رمضان وما بعده من معادلة المفاوضات، والتركيز على أن صمود المقاومة عبر الوسيطين المصري والقطري والضغط الأمريكي في هذه المرحلة الصعبة والحساسة أمر ضروري إذا ما أريد للمقاومة أن تحافظ على الحاضنة الشعبية، وليس العكس كما يقال وقد طُلب من المفاوضين صراحةً التركيز على أن تجاهل العوامل المتعلقة بالقتال في رفح واستبعادها من حساباتهم، ومن ناحية أخرى، قيل لهم إن استعداد المقاومة كان واضحاً فيما يتعلق بمدينة رفح وجاهزيتها للدفاع عنها، ويبدو أن التكتيك العسكري الذي قررت حماس في قطاع غزة الاستعداد له، أو اضطرت للتعامل معه، هو خوض حرب استنزاف رغم التضحيات والدماء والحصار الاقتصادي.

لذلك، برزت في التقارير الميدانية عشية شهر رمضان المبارك (شهر الصيام) الأنباء التي تحدثت عن أن كتائب القسام وفصائل المقاومة قررت تغيير قواعد الاشتباك مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، ومن بين القواعد الجديدة في هذا الاتجاه التركيز على الكمائن بشكل خاص، بهدف الوصول إلى معادلة تكتيكية عسكرية أمنية من شأنها إدارة الموارد البشرية بشكل أكثر إنتاجية، وجعل تكلفة تمركز القوات الإسرائيلية في قطاع غزة أكثر تكلفة، وهذا يعني من الناحية العسكرية تجنب المواجهة المفتوحة والتركيز على الدفاع الإقليمي في بعض المناطق دون استنزاف القوات، وهي تجربة ينبغي تعميمها لتعني تغيير قواعد الاشتباك في الميدان لإنهاك الاحتلال دون استنزاف قوة الطاقم العسكري، ويبدو أن جناح القسام مستعد لحرب استنزاف طويلة الأمد قد تستمر حتى عامين.

وإن التقارير الواردة من غزة تشير إلى أن المقاومة لا تزال تحتفظ بقدرة كبيرة على الاشتباك والاجتياح، ولهذا قال القائد يحيى السنوار للقيادة السياسية إن "الإسرائيليين هم حيث تريدهم المقاومة اليوم"، والهدف هو منع القمع والتعامل مع الكمائن والهروب من الغطاء الجوي الاستخباراتي للطيران الإسرائيلي، وفي ضوء الأنباء المتضاربة حول الاتفاق مع حماس على إطلاق سراح آلاف الفلسطينيين مقابل عودة الأسرى الإسرائيليين ووقف الأعمال العدائية لمدة ستة أشهر، التقى رئيس الموساد ديدي بيرنيا برئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وليام بيرنز وأعلنت أن لديها خططاً خاصة وزعمت أنها تعزز من موقفها لإشعال المنطقة خلال هذا الشهر، في ظل تضارب الأنباء حول اتفاق مع حماس بشأن إعادة الأسرى الإسرائيليين والإفراج عن آلاف الفلسطينيين مقابل وقف الأعمال العدائية لمدة ستة أشهر.

 من ناحية ثانية، ذكر الإعلام الصهيوني أن الكيان يحاول إشعال (فلسطين المحتلة) في شهر رمضان، والدخول في مرحلة تعزز فيها حماس موقفها بغض النظر عن الاتفاق، وذلك لتقليص الفجوة وزيادة فرص توصل الإسرائيليين إلى اتفاق، وبالحديث عن أن الاتصالات والتعاون مع الوسطاء في قطر ومصر ما زالت مستمرة، فقد حذر يحيى السنوار قائد حماس في غزة في رسالته الأخيرة التي بعث بها إلى قادة حماس في قطر من أنه لا يوجد استعجال للتوصل إلى اتفاق.

رسالة مهمة من السنوار

قال السنوار في رسالته: "إن بعض كبار المسؤولين المطلعين على تفاصيل هذه الرسالة يأملون أن يؤدي الهجوم البري على رفح في شهر رمضان إلى اضطرابات في أوساط العرب في مناطق 1948 وكذلك في الضفة الغربية، ما يؤدي إلى انتفاضة عارمة في المنطقة، وهذا هو السبب في اختفائه وعدم إمكانية الاتصال به، وتتردد أصداء الاستعدادات لرمضان في عالمنا اليوم بشكل لا يصدق، حيث يشير قطاع غزة بأكمله إلى غياب الاستعدادات التقليدية للشهر الفضيل، ويتحدث الناس بحنين وحزن عن الفترات السابقة التي كانت تتزين فيها الشوارع والأحياء بأجواء النور والأجواء الاحتفالية، لكن هذا العام، يبدو أن الصبر وحده هو الذي يملأ الرفوف، رمضان على وشك أن يبدأ، لكن الأمور لا تبدو كالأعوام السابقة، وخاصة في غزة، الناس غير مهيئين بالأكلات التقليدية و ينتظرون قدومه، ويعانون من غياب الزينة المعتادة التي كانت تملأ الشوارع والبيوت.

ونتيجة الحصار والإرهاب الإسرائيلي، يقول الفلسطينيون: "إفطارنا لن يكون مميزاً بالطعام الجيد والحلويات الغنية، بل سيكون ناقصاً بسبب غياب الكثير من أفراد العائلة عن المائدة، وغيابهم عن بيوتهم بسبب الحرب والافتراق القسري بسبب النزوح"، يبدو هذا المشهد محزنًا حقًا، ويستعيد الفلسطينيون ذكريات ما كانت عليه الأجواء في السنوات السابقة، ويتحدثون كيف كانوا يعلقون الزينة ويحتفلون بقدوم رمضان المبارك، أما الآن فقد غابت هذه الأجواء الاحتفالية وحتى بين التجار، الذين لا يستطيعون تقديم سوى الأطعمة المعلبة التي ليست في متناول الكثيرين.

وفي الأيام الأخيرة، انتشرت تقارير في الأيام الأخيرة تفيد بأن وقف إطلاق النار بات وشيكاً وهناك أمل في أن يجلب شهر الصيام السلام والاستقرار لهذا الشعب المضطرب، ووفقًا للتقارير، فقد دعت قطر إلى إجراء مفاوضات جديدة بين جماعة الاحتلال المجرمة وحماس من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وقد تم الاتفاق على عقد اجتماع في قطر خلال الأيام القليلة المقبلة للتوصل إلى اتفاق نهائي، على أن يعقد اجتماع آخر في مصر لوضع اللمسات الأخيرة على تفاصيل وقف إطلاق النار المرتقب.

ويعيش النازحون في غزة في ظروف قاسية ولا يرغبون في الاحتفال بشهر رمضان في مثل هذه الظروف الصعبة، وهم يأملون بإخلاص أن يتم الإعلان عن وقف إطلاق النار وأن يتمكنوا من العودة إلى ديارهم التي لجؤوا إليها والجلوس إلى تناول الطعام مع أحبائهم، ومع ذلك، وعلى الرغم من قلة الموارد المتاحة للاستعداد لشهر رمضان، إلا أن روح الإيمان لا تزال متقدة بين الفلسطينيين في غزة، فهم يعتمدون على الإيمان والدعاء، ومع وجود الطعام المعلب بأسعار باهظة فقط، ويتساءل البعض عن إمكانية الإفطار أو الصيام بما يتوافر لديهم، بينما يعبر آخرون عن حزنهم لغياب عائلاتهم والصعوبة التي يواجهونها في تأمين مستلزمات الحياة.

ومع حلول شهر رمضان المبارك (شهر الصيام)، توقفت المحادثات في القاهرة بين حركة حماس والوسطاء الدوليين بهدف الاتفاق على وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى مع قوات الاحتلال وقد تنهار، حيث قدم جانب حماس مقترحاته خلال المحادثات التي استمرت يومين، وينتظر الآن ردود فعل الجانب الإسرائيلي الذي لم يشارك في المحادثات هذه المرة، ومن المفهوم أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو غير معني بالتوصل إلى اتفاق، ويعتقد أن الكرة الآن في ملعب الولايات المتحدة لضمان الضغط من أجل التوصل إلى اتفاق مناسب، وفيما يتعلق بطلب الاحتلال تقديم قائمة بأسماء الأسرى المحتجزين في غزة الذين لا يزالون على قيد الحياة، أكد جانب حماس أن هذا الأمر مستحيل دون التوصل إلى وقف إطلاق النار، نظرا لتوزيع الأسرى في منطقة الصراع واحتجاز عدة فصائل للأسرى، رسالة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية لتحقيق العدالة والحرية للشعب الفلسطيني وبناء مستقبل أفضل له من خلال المقاومة والمفاوضات السياسية المستمرة على الساحة الدولية في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، وأهمية شهر رمضان تتجلى في حشد الجهود والدعاء لتحقيق العدل والسلام في العالم وتعزيز روح التضامن والتعاون بين الأفراد والجماعات، وأن النظام الصهيوني من خلال رصد وتقييم الأوضاع الأمنية والسياسية في الأراضي الفلسطينية والحشد العسكري للمجاهدين يجب أن يكون على وعي بما تحمله الأحداث والتطورات، فإنه يبدي اهتماماً خاصاً بشهر رمضان المبارك.

كما يؤكد على ضرورة الدعم العملي والفعلي من الدول الإسلامية في ضوء مسؤوليتها تجاه قضية الشعب الفلسطيني، لمساعدته على مواجهة الصعاب ونيل حقوقه المشروعة، إن جعل شهر رمضان شهر انتصار للشعب الفلسطيني يتطلب تضافر الجهود لنصرة قضيته وتقديم الدعم الذي يحتاجه على كل الأصعدة السياسية والاقتصادية والمعنوية.
رقم : 1121999
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم