0
السبت 9 كانون الثاني 2021 ساعة 09:48
الكيان الصهيونيّ يتمادى في ظلمه وعدوانه..

هل تتحوّل الضفة الغربيّة إلى "غزة" ثانية؟

هل تتحوّل الضفة الغربيّة إلى "غزة" ثانية؟
وسائل مقاومة

في ظل تسارع المخططات الاستيطانيّة الصهيونيّة في الضفة الغربيّة المحتلة والقدس خلال العام 2020 من أجل محاولة وسم هوية مدينة القدس كعاصمة يهوديّة لكيان الاحتلال الغاشم وقتل أيّ مساعٍ فلسطينيّة أو دوليّة لإقامة دولة فلسطينيّة في الأراضي المحتلة عام 1967 من جهة أخرى، أكّدت حركة الجهاد الإسلاميّ الفلسطينيّة على وجوب مواجهة الكيان الصهيونيّ المعتدي بتفعيل كل وسائل المقاومة في الضفة الغربيّة المحتلة، وخاصة على الحواجز التي يتخذها جنود العدو نقاطاً لاستهداف الشبان الفلسطينيين وإعدامهم بدم بارد وبحجج واهية.

وبالتزامن مع محاولات العدو حسم المعركة في الساحة الرئيسة للمواجهة مع الكلّ الفلسطينيّ والعربيّ والإسلاميّ والمسيحيّ في الأمة، اعتبرت الحركة في بيان أنّ قوات العدو تواصل جرائم الإعدام بدم بارد بحق الشبان الفلسطينيين على حواجز الموت المنتشرة في كل محافظات الضفة الغربيّة المحتلة، والتي كان آخرها جريمة إعدام الشاب عاهد عبد الرحمن اخليل، ما يؤكّد مجدداً العقلية الإجراميّة والإرهابيّة للمحتل الأرعن.

ويوماً بعد آخر تتزايد احتمالات وقوع "ثورة غضب" عارمة في الضفة الغربيّة بوجه الاحتلال الصهيوني، وتشدّد حركة الجهاد الإسلاميّ على أنّ التصدي لهجمات المستوطنين وعربدتهم المتصاعدة هو السبيل الوحيد لردعهم ولحماية فلسطين وشعبها، وخاصة مع عودة حركة "فتح" برئاسة محمود عباس عن قرار تجميد التنسيق الأمنيّ مع تل أبيب وتبجح المؤسسة الأمنيّة والعسكرية الصهيونيّة بتمجيد دور ذلك التنسيق في الحد من الأعمال الفدائيّة ضد قوات الكيان الإرهابيّ ومستوطنيه، ما يشجع جنود الاحتلال والمستوطنين على العربدة والتغول في أراضي الفلسطينيين من خلال مخطّطات العدو الاستيطانيّة الرامية إلى إنهاء الوجود الفلسطينيّ السياسيّ والسكانيّ في الضفة الغربيّة ومدينة القدس.

ثورة غضب

زادت جريمة إطلاق النار على المواطن الفلسطينيّ من احتماليّة تصعيد المواجهة مع الكيان الغاصب في كل مناطق وجوده وبالتحديد في الضفة الغربيّة، في ظل ارتفاع حدة الاستيطان الصهيونيّ والتهويد وسرقة الأرض الفلسطينيّة لمصلحة المستوطنين في القدس والضفة الغربيّة، والتي قارب تعداد مستوطنيها 800 ألف مستوطن.

في غضون ذلك، قالت حركة المجاهدين الفلسطينيّة في بيان نعى الشهيد الفلسطينيّ الشاب، إنّ دماء الشهداء لن تذهب هدراً لأنّها الوقود الذي يزيد من لهب الثورة على الغاصب المحتل، ودعت أبناء الشعب الفلسطينيّ في الضفة والقدس والداخل المحتل إلى إشعال الأرض الفلسطينيّة المحتلة تحت أقدام جنود الاحتلال رداً وانتقاماً لدماء الشهيد اخليل.

وفي الوقت الذي لا يكف فيه جنود الاحتلال المجرم عن استهداف وقتل وتهجير الفلسطينيين ونهب أراضيهم، طالبت الحركة أبناء الأجهزة الأمنيّة في السلطة الفلسطينيّة بتوجيه بنادقهم باتجاه قوات العدو المعتدي ثأراً لدماء شهداء فلسطين وحماية لأبناء الضفة الغربيّة المحتلة والمستهدفة، داعية السلطة لإطلاق يد المقاومة لتقوم بدورها في لجم يد العدوان الصهيونيّ على الشعب الفلسطينيّ.

إجرام قادة الكيان

من المعروف للقاصي والداني أنّ الكيان الصهيوني الغاصب منذ ولادته غير الشرعيّة، قام على العنف المفرط والإجرام غير المعهود، حتى الصهاينة أنفسهم لا ينكرون ذلك، لأنّهم أسّسوا كيانهم الإرهابيّ وفق منهج "القبضة الحديديّة" وهم يؤكّدون ذلك بكل فخر في أيّ مكان ومع كل مناسبة، فمنذ يوم 14 أيار عام 1948، حين قام هذا الكيان وحصل على اعتراف أمريكا والاتحاد السوفيتيّ بعد دقائق من إعلانه، وحتى اليوم، لم تتغير سياسة قادة الكيان الصهيوني، بل زادت ظلماً وعدواناً حتى وصلت إلى قمة الإجرام والإرهاب، بعد أن فرض نفسه مستعمراً على العالم وعلى المنطقة، والتاريخ أكبر شاهد على الوحشيّة الصهيونيّة في فلسطين والمنطقة.

وحول هذا الموضوع، تشدد حركة فتح "الانتفاضة" على أنّ إعدام جيش العدو للمواطن الفلسطينيّ على دوار عتصيون جنوب بيت لحم، يؤكد إجرام قادة الاحتلال، وأنّ هذه الجرائم التي يرتكبها العدو في الضفة المحتلة ستكون دائماً وقوداً لثورة الشعب الفلسطينيّ التي لن تتوقف إلا برحيل المحتل عن كامل الأراضي الفلسطينيّة، معتبرة أنّ رد الشعب الفلسطينيّ على هذه الجرائم سيكون فعلًا مقاوماً جديداً، وانتفاضة متواصلة، وفق بيان الحركة.

يشار إلى أنّ قضيّة استشهاد الشاب الفلسطينيّ عاهد عبد الرحمن اخليل (25 عاماً) برصاص قوات العدو، بزعم نيته طعن جنديّ قرب بيت لحم جنوب الضفة الغربية المحتلة، قد حركت الرأي العام الفلسطينيّ وأثارت غضب الفصائل الفلسطينيّة، فيما قامت قوات الاحتلال بإغلاق جميع مداخل البلدة، واقتحمت منزل عائلة الشهيد واستدعتها للتحقيق في مركز "عتصيون".

وما ينبغي ذكره، أنّ العدو الصهيونيّ لا يمكن بأيّ حال من الأحوال أن يتوقف عن إجرامه وقضمه لأراضي الفلسطينيين وتهجيرهم، وأكبر دليل على ذلك نص إعلان الدولة المزعومة، والذي يدعي أنّ أرض فلسطين هي مهد الشعب اليهوديّ، وفيها تكونت شخصيته الروحيّة والدينيّة والسياسيّة، وهناك أقام دولة للمرة الأولى، وخلق قيماً حضاريّة ذات مغزى قوميّ وإنسانيّ جامع، وأعطى للعالم كتاب الكتب الخالد، ويزعم الإعلان أنّ اليهود نُفيوا عنوة من بلادهم، ويعتبرون أنّ الفلسطينيين هم ضيوف في "إسرائيل" وأنّ الجرائم التي يرتكبونها بحقهم بمثابة استعادة لحرياتهم السياسية في فلسطين.

خلاصة القول، لو لم تكن الضفة الغربيّة مرهونة بقرارات السلطة الفلسطينيّة المتعاونة مع العدو الغاصب، لما وصل الإجرام والاستخفاف الصهيونيّ بأرواح الفلسطينيين لهذا الحد، وإنّ حركة "فتح" ترتكب "خطيئة تاريخيّة" لا تغتفر من خلال اعتقادها بأنّ وجود علاقة مع الكيان الغاصب ربما تصبّ في مصلحة الفلسطينيين، في الوقت الذي يثبت فيه التاريخ والواقع أنّ الصهاينة يتمادون أكثر فأكثر في عدوانهم الذي لا يمكن أن توقفه إلا القوة والوحدة والمقاومة، لذلك لا بدّ من أنّ تتحول الضفة الغربيّة المحتلة إلى "غزة" ثانيّة تردع الكيان وتوقفه عند حدّه.
رقم : 909056
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم