QR CodeQR Code

الذكرى الثانية والأربعون لإنتصار الثورة الإسلامية

بقلم الدكتور محمد البحيصي رئيس جمعية الصداقة الإيرانية الفلسطينية

وكالات , 8 شباط 2021 08:28

إيران (وكالات) - كانت علاقة وثيقة بين الشعبين الفلسطيني و الإيراني منذ إنتصار الثورة الإسلامية بقيادة الإمام الخميني(قدس سره) بل كانت هذه العلاقة مسبوقة منها حيث شارك الكثير من الإيرانيين في زمن الطاغوت الشاه في جبهات قتال العدو الغاصب الإسرائيلي برغم ضغوط فرضت عليهم الدولة الطاغية قبل الثورة. إيران وقفت إلى جانب الشعب الفلسطيني في كل هذه أربعة عقود منذ إنتصار ثورتها الإهيةوإعتبرت فلسطين، قضية إسلامية. فرضت الولايات المتحدة الأمريكية الظالمة أقسى عقوبات على الدولة الإيرانية وعلى الشعب الإيراني بإعتبار أنهما حماة فلطسين والمقاومة. في الذكرى الثانية والأربعين لإنتصار الثورة الإسلامية قام فضيلة الدكتور الشيخ محمد البحصي أرسل مقالة خاصة لموقع المؤتمر العالمي لمحبي أهل البيت(ع) كما تلي:


بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين و صلى الله و سلم على نبينا محمد و آله الطاهرين .

الذكرى الثانية والأريعون لإنتصار الثورة الإسلامية

الأحبة الأعزاء و المستمعين و القارئين و نحن على أعتاب الذكرى الثانية و الأربعين لإنتصار الثورة الإسلامية المباركة في إيران التي إنطلقت منها مولودها المبارك السعيد . الجمهورية الإسلامية الإيرانية نستذكر تلكم المحطة الخالدة في حياة الأمة التي انتصر فيها الحق على الباطل و التي خرجت فيها إيران من هيمنة الاستكبار و الطاغوت الشاهي إلى فضاءات الإسلام العزيز و إلى عطاءات الإسلام العزيز و بركات الإسلام العزيز بالسواعد المؤمنة و دماء الشهداء و قبل ذلك بالحضور المبارك الذي مثّله سماحة الإمام الخميني رضوان الله عليه الذي كان محطة في تاريخ الأمة محطة فاصلة ما قبل و ما بعد الخميني .

هذا الإنجاز التاريخي على مستوى الأمة الذي مثّلته الثورة الإسلامية في إيران كان لا بد أن تتسع بركاته و ثمراته و تستطيل شجرته المباركة في المنطقة و العالم فهو مشروع الإسلام العالمي، الإسلام المحمدي الذي يخاطب العالم خطاب العقل و الروح خطاب الحياة خطاب العدل خطاب الكرامة و العزة لكل الإنسان حيث وجد لأنه خطابٌ مستمدٌ من النص القرآني المقدس .هكذا كانت الثورة الإسلامية الإيرانية في إيران المثال و النموذج الذي قدمه الشعب الإيراني للعالم و للمسلمين جميعاً.

الجمهورية الإسلامية والقضايا الإسلامية

و في هذا المقام كان الموقف الإيراني واضح من قضايا المنطقة قضايا تحرر المنطقة و استقلال المنطقة سواءاً كان على صعيد المقاومة في فلسطين و تحرير فلسطين من براثن الكيان الصهيوني الغاصب الذي عاث فساداً في هذه الأرض

و باتت فلسطين عنواناً من عنواين الثورة الإسلامية و الجمهورية الإسلامية .

إيران وسوريا

كما هو الحال هنا في سوريا حيث كان الموقف الإيراني المشهود موقفاً صلباً و مبدئياً و داعماً و معززاً للكيان السوري للدولة السورية التي كانت مهددة بالتقسيم و التجزئة على يد الاستكبار الأمريكي و الصهيوني و أداته التكفيرية التي مثلتها داعش وغيرها من قوى الشر التي أرادت لسوريا و للمنطقة شراً مستطيراً حتى كان الموقف الإيراني هو الموقف الذي أدرك و قرأ طبيعة هذه الهجمة على سوريا و طبيعة هذه الحرب الكونية التي فرضت على سوريا و من هنا كان الموقف الإيراني مبني على قراءة صحيحة و دقيقة .

نرى اليوم آثار هذه القراءة حيث صمدت سوريا و حيث استطاعت الدولة السورية أن تحافظ على وحدتها و على كيانتها و على دورها في مواجهة المشروع الصهيوني امتداداً في المقاومة الإسلامية في إيران و هكذا كان الحال في فلسطين حيث كانت الحركات المقاومة في فلسطين هي من بركات هذه الثورة المجيدة الثورة العزيزة و باتت هذه المقاومة شوكة في حلق الكيان الصهيوني و مثلت حالة من حالات التوازن والرعب و الردع مع هذا الكيان .

الشهيد المجاهد الحاج قاسم سليماني

و هنا لا بد أن نستحضر روح المجاهد الشهيد الكبير الحاج قاسم سليماني الذي كرّس حياته لفلسطين و لقضايا الأمة العادلة التي جاب البلاد شرقاً و غرباً من أجل أن يزرع المجاهدين و يزرع المقاومة و يرفدها بكل أسباب التطور و الصمود و الثبات و كان له ما أراد و ما اسُتشهد القائد الكبير إلا و قد رأى ثمرات جهاده و جهده الكبير في هذه البلاد .

نعم إيران الإسلام كانت السند و الداعم و الحريصة على وحدة هذه الأمة و على كرامة هذه الأمة و على نهضة هذه الأمة و استقلالها و قطع يد الإستكبار عن هذه الأمة .

و بالتالي فإن شعوب المنطقة تحمل و تبادل الجمهورية الإسلامية الوفاء بالوفاء و الحب بالحب والعطاء بالعطاء.

حب آل بيت الرسول(ص) محور وحدة المسلمين

نعم لقد حملت الجمهورية الإسلامية و معها كل الصادقين في هذا العالم الإسلامي محبة أهل البيت سلام الله عليهم و جعلته عنواناً لوحدة هذه الأمة .

و أي عنوان أعظم من أن يتوحّد المسلمون على رسول الله صلى الله عليه و على آل بيته الكرام سلام الله عليهم .

نعم هذا العامل التوحيدي ليس بعده عامل هذا العامل التوحيدي يمثل الصنوة للقرآن العظيم لأنهم الثقل الأصغر و هم ما يمكن أن يشكل في الحاضر و المستقبل محطة جامعة و جامعاً أعظم لهذه الأمة و لا أتصور أحداً في هذه الأمة يرفض هذه الفكرة فكرةَ التوحدِ على أهل البيت عليهم السلام .

ذلك علامة الإيمان حب آل البيت و علامة النفاق بغض آل البيت عليهم لسلام .

ومن هنا أوصى رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم بالقرآن و العترة حتى تبقى هذه الرابطةْ الرابطةُ الإيمانية الرابطة الإسلامية الرابطة مع الله سبحانه و تعالى تبقى هي الجامعة لهذه الأمة .

نعم هذه المحبة التي لا بد أن تترجم في حياتنا في واقعنا عملاً صدقاً إخلاصاً حباً رحمةً تآلفاً تآخياً بين المؤمنين .

رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و أهل بيته عليهم السلام مع وحدة الأمة هم الذين أسسوا لوحدة هذه الأمة هم الذين ضحوا من أجل وحدة هذه الأمة هم الذين دماؤهم و أموالهم و أنفسهم و بنيهم من أجل وحدة هذه الأمة و من أجل كرامتها و من أجل نهضتها و من أجل أن يبقى الإسلام و راية الإسلام عالية خفاقة في سماء هذه الأمة نعم فاليتوحد المسلمون.

و نحن نوجه كل التحيات و الشكر للجمهورية الإسلامية التي سعت و تسعى منذ إنتصار هذه الثورة إلى توحيد هذه الأمة و عقدت  المؤتمرات و اللقاءات و الزيارات و التواصلات و الدراسات و الأبحاث حول هذا الموضوع و لولا أن هناك في هذه الأمة من هو موالٍ للغرب المستكبر و من هو متعصبٌ للباطل الذي رسمته قوى السلطان و قوى الحكم على مرِّ التاريخ الإسلامي لوجدنا اليوم الأمة بفضل الله سبحانه و تعالى على قلب رجلٍ واحد في مواجهة الأخطار التي تحدق بها في مواجهة المؤامرات التي تحيط بها في مواجهة الاستكبار الذي يريد أن يجتثها و يريد أن يبدل ديننا و العياذ بالله .

تحياتي للشعب الإيراني والمجاهدين

كل التحية لشعب إيران العزيز وكل التحية للمجاهدين في إيران وكل التحية و الرحمة و الرضوان لروح الإمام الخميني العظيم قدس الله تعالى نفسه الزكية و كل التحية والولاء و الإحترام لقائد الثورة السيد علي الخامنئي حفظه الله تعالى و أمد الله في عمره حتى يرى إنتصارنا الكبير في فلسطين و في سوريا و في اليمن و في العراق و في كل مكان يقال فيه لا إلاه إلا الله .

شكراً لكم و السلام عليكم و رحمة الله بركاته .


رقم: 914961

رابط العنوان :
https://www.islamtimes.org/ar/article/914961/الذكرى-الثانية-والأربعون-لإنتصار-الثورة-الإسلامية

اسلام تايمز
  https://www.islamtimes.org