0
الاثنين 18 كانون الثاني 2021 ساعة 20:47
محمد صادق الحسيني لاسلام تايمز:

إيران تحولت من الدفاع الإستراتيجي الى الهجوم الإستراتيجي

إيران تحولت من الدفاع الإستراتيجي الى الهجوم الإستراتيجي
”وأجاب عن سٶال لوكالة اسلام تايمز“ حول امكانية حدوث انفراج للأزمة بين إيران والولايات المتحدة ان ما سيحدث في عهد بايدن هو تراجع أمريكي لن تعتبره إيران كافياً، لأن طهران تشترط الغاء العقوبات، ولا يهمها عودة واشنطن الى الاتفاق أو عدمه شكلاً..
وهنا نص المقابلة كاملة:

إسلام تايمز: ما هي السيناريوهات المحتملة للرد الإيراني على عمليات الاغتيال التي حصلت في الآونة الأخيرة، وهل استهداف قاعدة عين الأسد الأمريكية غيّر قواعد الاشتباك خصوصاً وأن ترامب هدد إيران بحال استهدافها أي قاعدة أمريكية؟

محمد صادق الحسيني: الجمهورية الاسلامية في ردها لن تذهب مذهب الثأر التقليدي المعروف ، اي رأس برأس او موقع بموقع وسيعتمد ردها على العقيدة القتالية التالية:

- الضرب مسرح عمليات العدو في مكان متاح لها أكان قاعدة أو هدفاً متحركاً، أو قوات أو تجمع أو هدفاً استخبارياً مولجاً بالارهاب ضدها.

- اعتبار كل ميادين محور المقاومة جزءاً من عمليات الرد الممكنة في العراق او سورية او فلسطين او افغانستان، مع الاحتياط الواحب بعدم إحراج حلفائها أو تحميلهم ما لا يطاق.
وبالتالي ستكون مروحة الإحتمالات واسعة.

نعم صفعة عين الأسد غيرت قواعد الاشتباك بين إيران وأمريكا بشكل كبير، خاصة وان ترامب كان قد هدد بضرب عشرات المواقع لو نفذت ايران تهديدها، وبالتالي صار الامريكي مردوع تماماً كما معادلة الاسرائيلي مع حزب الله.

إسلام تايمزهل هناك رؤية مختلفة  للدور الإيراني في المنطقة بعد حوادث الاغتيال خصوصاً مع المقاومة في فلسطين ولبنان والعراق؟ 

محمد صادق الحسيني: نعم الرؤية الايرانية تحولت من الدفاع الإستراتيجي الى الهجوم الإستراتيجي ، دون ان يعني ذلك بأن ايران ستكون البادئة في الهجوم تكتيكياً ...
لكنها بالطبع عند اي خطأ او حماقة يرتكبها العدو، وستكون يدها هذه المرة مطلقة تماماً في الرد في العمق وبحزم وحزمة نيران واسعة وكثيفة.

وفيما لو لجأ العدو الى ما يشبه حرب ال٣٣ يوماً الشهيرة، فإنها هذه المرة ستكون جزءاً لا يتحزأ من المعركة العلنية، وهذا ما أظن أن الشهيد سليماني ناقشه على الخريطة مع سماحة السيد.

إسلام تايمز: هل كانت عملية اغتيال سليماني جزء من مخطط أمريكي يمهد للتطبيع مع العدو الصهيوني وانجاح صفقة القرن؟

محمد صادق الحسيني: نعم هي خطيئة ارتكبها ترامب ورطه فيها الجناح اليميني المتطرف بزعامة بومبيو وآخرين من الانجيليين المتشددين ، اذ جعلوه يتجاوز كل الخطوط الحمراء ، وهو الأمر الذي أدى الى ما أدى اليه من تصدع الجبهة الترامبية بعد هذه الخطوة الحمقاء، والتي تمكنت ايران من استغلالها وتوظيفها سياسياً واستخبارياً، وساهمت من خلال عمليات دولية معقدة بنقل المعركة الى الداخل الأمريكي واسقاط ترامب من الداخل ...( لاحظوا أخيراً ما قاله الجنرال قآني ، بأن ترامب قد يلقى جزاءه من الداخل الامريكي ، وكان هذا الحديث قبل حوادث غزوة الكاپيتول).

وخطوة اليمين التي وظفت ترامب عندها كانت فعلاً كما تتفضلون منصة باتجاه حملة التطبيع التي هي بمثابة اعلان حرب على القضية الفلسطينية، ومحاولة التحشيد ضد إيران وإحراجها لإخراجها من الملف الفلسطيني، لكن ايران حولت التهديد الى فرصة وصارت كل بلدان التطبيع لاسيما في الخليج الفارسي جزءاً من مسرح عمليات الرد الايراني المحتمل ...

والمناورات البحرية الايرانية الأخيرة كانت بمثابة الذروة التي اخرجت البحرية الأمريكية من المعركة عملياً وحشرت الكيانات الخليجية في الزاوية الحرجة.
 
إسلام تايمز: بعد خسارة ترامب وفوز بايدن هل من الممكن أن يحدث انفراج للأزمة بين إيران والولايات المتحدة؟

محمد صادق الحسيني: ما سيحدث في عهد بايدن هو تراجع أمريكي لن تعتبره إيران كافياً

لأن طهران تشترط الغاء العقوبات، ولا يهمها عودة واشنطن الى الاتفاق او عدمه شكلاً..
وعليه سيكون انفراجاً حذراً ومليٸاً بالمطبات، خاصة وأن الغرب يفكر في الإحتيال والمراوغة للدخول الى سيناريوهات التفاوض حول المنظومة الدفاعية او دعم حركات المقاومة ودور ايران في هذا ...

الأمر الذي تعتبره طهران خطاً أحمر، بل انها ستكون ضمن رؤيتها الهجومية الشديدة اكثر تشدداً في الدفاع عن حركات المقاومة كما أوضح الامام السيد علي الخامنئي بحزم وشفافية عالية أخيرا بأن ايران لن تتخلى عن أنصارها وأصدقائها.

في الخلاصة الانفراج بمعنى نزع التوتر واجواء الحرب نعم ، ولكن ذلك لا يعني تسويات ولا صفقات بقدر ما يعني بعض التهدئة المؤقتة التي يحتاجها الأمريكي خاصة وأن بايدن  سيكون اكثر تركيزاً في سياسته الخارجية على روسيا والصين ما سينعكس على منطقتنا بعض تهدئة اضافية ...

لكن ذلك لن يدوم، اذ سرعان ما سيفجره اليمين الأمريكي الداخلي والقاعدة الامريكية المتقدمة لواشنطن ( الكيان الصهيوني) وهو ما سيعيد خلط الاوراق من جديد.
رقم : 910955
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم