جواد لإسلام تايمز: الإحتجاجات اللبنانية لها علاقة بموازين القوى وبحسابات اللاعبين

وفي مقابلة مع وكالة اسلام تايمز في بيروت أكد أن خلط الأوراق كبير جداً في لبنان وحسابات اللاعبين الأساسيين في البلد قد تتغير وفق الحسابات الكبرى ووفقاً للأحداث التي سنشاهدها في المرحلة المقبلة.

اسلام تايمز: هل سيشهد الشارع اللبناني تحركاً اوسع من قطع الطرق والتجمعات المحدودة؟ وهل سنشهد تحركاً شبيهاً بتحرك تشرين الذي أطاح بسعد  الحريري؟

غسان جواد: نحن نشاهد بأن الشارع اللبناني يتحرك ضمن موجات من الإحتجاج والغضب، وهنالك احتجاجات عفوية وصادقة في حين أن بعضاً من هذه الاحتجاجات لها طابع سياسي ولها علاقة بموازين القوى وبحسابات اللاعبين في هذا البلد .

أما أن نشهد بشيء شبيه بالسابع عشر من تشرين، فهذا أمر غير متوقع حالياً لأن السابع عشر من تشرين كان انفجاراً كبيراً وانتفاضة كبرى. ولا شيء يمنع ان تتكرر ولكن ليس الآن، هنالك موجات متعاقبة وكرة ثلج تكبر تدريجياً وقد نشهد لاحقاً مع مرور الوقت أحداثاً اجتماعية او فوضى في الشارع، او شكلاً من أشكال تحركات ١٧ تشرين على خلفية الواقع الإقتصادي والإجتماعي اذا لم تقم السلطة بالبحث في حلول جدية وسريعة لهذه الأزمة.

اسلام تايمز: هل سنشهد تحالفات سياسية جديدة بعد الأحداث الأخيرة في الشارع اللبناني؟

غسان جواد: من الواضح جداً أننا نحن أمام خلط أوراق  على الساحة اللبنانية، ولكنني لست متأكداً في إمكانية الذهاب الى اصطفافات جديدة،  بأن التحالفات ستكون على الملفات،  فسنشهد مثلاً قوى سياسية مختلفة في ملفات الاقليم متقاطعة في ملفات داخلية، وهذا الأمر قد حدث ومن المتوقع ان يحدث ايضاً، مع العلم أن خلط الأوراق كبير جداً في لبنان وحسابات اللاعبين الأساسيين في البلد قد تتغير وفق الحسابات الكبرى ووفقاً للأحداث التي سنشاهدها في المرحلة المقبلة.

اسلام تايمز: هل من الممكن اللجوء الى انتخابات نيابية مبكرة للخروج من أزمة تشكيل الحكومة، وهل لدينا رفاهية الوقت خصوصاً بعد الانهيار الاقتصادي الذي يعاني منه لبنان؟

غسان جواد: موضوع الإنتخابات النيابية المبكرة مرفوض من فريق كبير من اللبنانيين، ولكن لا شيء يمنع ذلك في حال اتفق الجميع على الانتخابات كجزء من حل واسع للخروج من الأزمة السياسية والاقتصادية التي نعيشها. أعتقد أنه لن يكون هنالك مشكلة عند أحد في هذا السياق، مع العلم أنه اذا استطعنا القيام بالإنتخابات النيابية في موعدها فهذا الشيء جيد جداً على اعتبار أننا لا نملك رفاهية الوقت نهائياً كما أشرتم. 

اسلام تايمز: هل هناك فرصة لقانون التمديد لمجلس النواب ورئيس الجمهورية، أم أننا أمام فراغ دستوري ورئاسي مقبل؟

غسان جواد: المجلس النيابي تلقائياً يستطيع التمديد لنفسه، ولكن التمديد لرئيس الجمهورية لا أعتقد بأنه أمر وطرح واقعي، على اعتبار أن هناك أفرقاء كثر سيرفضون هذه المسألة. وفي الاساس فإن رئيس الجمهورية لم يعلن عن رغبته في التمديد ولا حتى القوى السياسية الحليفة له فهي لم تعلن عن رغبتها بالتمديد، وفي هذا السياق فإنه في العام ١٩٧٢ فإن المجلس النيابي بقي حتى العام ١٩٩٢، اي عشرون سنه بسبب الحرب الاهلية وكان دائماً هو من يمدد لنفسه، اما موضوع التمديد لرئاسة الجمهورية فأنا أعتقد أن الأمر مختلف هنا.