اللواء واصف عريقات: المجهول القادم هو الأخطر بالنسبة لإسرائيل

وأشار في مقابلة خاصة لوكالة إسلام تايمز من فلسطين المحتلة ان القيادة السياسية الاسرائيلية في حيرة من أمرها، وغير قادرة على اتخاذ أي قرار في مواجهة هذه العملية البطولية.

اسلام تايمز: ماهي تداعيات هروب الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية خصوصاً في هذه المرحلة الحساسة، وما أثر هذه العملية على العدو من جهة وعلى المقاومة من جهة أخرى؟

واصف عريقات: تأثير هذه العملية تأثير كبير، فقد هزت الكيان والمغتصب الاسرائيلي، وضربت قدرات المنظومة الأمنية الإستخبارية الإسرائيلية. القيادة السياسية في حيرة من أمرها وغير قادرة على اتخاذ أي قرار في مواجهة هذه العملية البطولية، لأنها تجهل أولاً مصير هؤلاء الأبطال الستة، كيف نفذوا الخطة، وأين اتجهوا، واين هم الان، وما هو الثمن الذي ستدفعه فيما لو اقدمت على حماقة جديدة.

فبالتالي هي رفعت من معنويات الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية، وأضعفت معنويات الجبهة الداخلية الإسرائيلية وضربت الكيان الصهيوني بكافة مناحيه. وكما تعلمون أن المعلومة الامنية هي تجارة في اسرائيل، فبالتالي هذه التجارة اصبحت خاسرة كما خسرت من قبلها الصناعات العسكرية سواء كانت دبابة الميركافا أو غيرها، او عدم قدرة الجيش الاسرائيلي ان يقوم بتنفيذ عمليات برية، بمعنى أن هيبة هذا الجيش قد كسرت وأن قوة الردع الاسرائيلية قد تراجعت كثيراً.

اسلام تايمز: هل تكشف هذه العملية عن هشاشة المنظومة الأمنية الصهيونية، وهي التي تعتبر نظامها الأمني الأكثر تطوراً والأصعب اختراقاً في المنطقة؟ 

واصف عريقات: نعم هذا صحيح، فهذه العملية كشفت هشاشة المنظومة الأمنية الإسرائيلية، وخاصة أن سجن جلبوع هو الاكثر تطوراً والاكثر احترازاً من ناحية الإجراءات والأجهزة، ومن ناحية المراقبة والشرطة. الاهتمام كان عالٍ جداً، فقد  كان يتباهى بمستوى تحضير هذا السجن ليكون سجناً قمعياً، وسجناً قاتلاً للفلسطينين، ولكنه تفاجأ. وكان يسمى هذا السجن بالخزنة الحديدية، فأعتقد أنه الان أصبح يسمی الخزنة التنكية لا قيمة له، وأن هؤلاء الابطال الستة قد علّموا على هذا الجيش بكافة فروعه الأمنية والإستخبارية والعسكرية والشرطية، وحتى القيادات السياسية وطبعاً المجهول القادم هو الأخطر بالنسبة لإسرائيل هي قلقة صحيح، ولكن القلق الاكبر حينما تفكر بما هو قادم لها من مجهول وأساليب سيتّبعها الفلسطينيون فيما بعد.

اسلام تايمز: ماهي الرسالة التي سيقرأها المطبعون مع الكيان الاسرائيلي بعد سلسلة الهزائم العسكرية، وعملية الهروب الأخيرة والتي تعكس تنامي مستوى العمليات النوعية للمقاومة الفلسطينيه؟


واصف عريقات: من طبّع مع الكيان الإسرائيلي كان يعتقد أو يتوهم بأن اسرائيل ستحميه، وتبين له انه أضعف من بيت العنكبوت وأن السجين المكبل الفلسطيني استطاع ان ينتصر على هذا الذي كان يعتقده الجيش الذي لا يقهر، وأن امكانياته لا يضاهيها أحد، فبالتالي بتقديري أن هذا البالون قد خُرّم من الفلسطينين وقد نفسّه الفلسطينيون ووضعوا الاسرائيلين وقدراتهم بحجمها الحقيقي، فبالتالي لا بد من مراجعة لهم حتى لا يتوهموا بقوة هذا الجيش.

اسلام تايمز: هل تتوقع أن هناك مفاجأة أخرى في جعبة المقاومة وهل سنشهد تصعيداً في الأراضي المحتلة خصوصاً مع استئناف  القصف الوحشي ضد الشعب الفلسطيني؟

واصف عريقات: إن ثقافة الشعب الفلسطيني هي ثقافة مقاومة، وإراداته إرادة صلبة. حاول العدو الاسرائيلي أن يكسرها مرات كثيرة ولكن الفلسطينين ابتكروا الوسائل العديدة والمفاجآت الكثيرة، وصمدوا في وجه هذا الاحتلال البغيض، كما ابتدعوا وسائل من امكانيات متواضعة. أنا أعتقد أن المستقبل واعد بمفاجآت كثيرة وبأساليب لم تخطر على بال الصهاينة، وأكبر دليل على ذلك ما جرى في النفق وانتزاع الحرية من سجن جلبوع.