0
السبت 13 نيسان 2024 ساعة 09:35

الإجراءات التكتيكية الإسرائيلية العاجزة عن التعامل مع إستراتيجية إيران المعقدة

الإجراءات التكتيكية الإسرائيلية العاجزة عن التعامل مع إستراتيجية إيران المعقدة
 وحول هذا السياق، كتب "راي تيكي" عضو المجلس الأمريكي للعلاقات الخارجية، و"ريول مارك جريشت" الضابط السابق في وكالة المخابرات المركزية، في تحليل مشترك نشره موقع "فري برس": "هل هناك نهاية لحرب غزة وكل مواجهاتها التكميلية؟، تواجه القوات العسكرية الإسرائيلية حماس - العضو السني الأكثر أهمية في محور المقاومة الإيراني، لكن هجمات "إسرائيل" الدورية على أعدائها في لبنان وسوريا وغزة والضفة الغربية لن تقضي عليهم، حيث إن تصميم "إسرائيل" على مواصلة الحرب، على الرغم من حملة الضغط العدوانية المتزايدة التي تمارسها إدارة بايدن لوقفها، يجعل الردع الإسرائيلي في الشرق الأوسط أكثر مصداقية، حتى لو كان الدمار في غزة بمثابة كارثة علاقات عامة، لكن هذه الانتصارات التكتيكية قصيرة المدى لا تغير من المزايا التي تتمتع بها الجمهورية الإسلامية الايرانية".

وأضاف السياسيان، "يكاد يكون من المستحيل فصل التكتيكات عن الإستراتيجية في الشرق الأوسط، فبالنسبة للإسرائيليين، الذين يعيشون في بيئة متوترة مع تحالفات متغيرة وعدم وجود حلفاء إقليميين، فإن مراكمة الانتصارات التكتيكية يمثل استراتيجية، بمعنى آخر، لم تضع استراتيجية كبرى ضد عدوها الرئيسي، إيران، وبدلاً من ذلك، كان من المأمول أن يؤدي تراكم الانتصارات التكتيكية، إلى جانب التوقعات بأن الولايات المتحدة سوف تتدخل عسكرياً في نهاية المطاف ضد الجمهورية الإسلامية إلى تحقيق النجاح ضد إيران، لقد اتبعت الجمهورية الإسلامية استراتيجية عظيمة لتحقيق الهيمنة الإقليمية بالتزامن مع توسع القوات الوكيلة، وهذه الأيام نشهد تطوير الصواريخ الإيرانية".

كما لفت الباحثان إلى أنه بالنسبة لإيران فإن حرب غزة تحمل فرصاً عديدة: فقد يكون عشرات الآلاف من الجنود الإسرائيليين محاصرين في قطاع غزة، حيث من غير المرجح أن ينجح أي بديل في احتلال القطاع، وقد تستمر المقاومة المسلحة لسنوات، وإن حقيقة اضطرار "إسرائيل" إلى إخلاء مستشفى الشفاء من قوات حماس بعد أن قامت بتطهير المستشفى في وقت مبكر من الحرب، لا تبشر بالخير بالنسبة لخطة "إسرائيل" طويلة المدى.

وعلى الرغم من الآمال الكبيرة في تل أبيب والبيت الأبيض، فمن المحتمل أن يكون التطبيع الإسرائيلي السعودي قد مات، وفي يوم واحد، هو السابع من أكتوبر/تشرين الأول، هزم الإسلاميون السنة والشيعة التحالف السني الإسرائيلي الناشئ، ولقد كان لدى حماس وطهران فهم أفضل لـ "الشارع العربي" (الرأي العام في العالم العربي الذي غالباً ما يعارض الحكومات) مقارنة بأعدائهم.

إن "محور المقاومة" الإيراني يتمتع بمقاومة ملحوظة، وربما يكون الغزو الإسرائيلي المدمر الأخير للبنان في عام 2006 قد خلق مشاكل لهذا التدفق، لكنه تسبب في الحد الأدنى من الأضرار على المدى الطويل، واليوم، أصبح مخزون حزب الله من الصواريخ أكبر وأكثر فتكاً مما كان عليه في عام 2006، ونظام الأنفاق وقدرته التقليدية أوسع، كما أن تكديس الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى قد يكون ضارًا جدًا ل"إسرائيل"، وإذا اندلعت حرب واسعة النطاق، فقد يتمكن حزب الله من احتواء تل أبيب قبل أن تتمكن القوات الجوية الإسرائيلية من قمع مواقع الإطلاق، أضف إلى ذلك الصواريخ الأكبر والأطول مدى في سوريا، وبعبارة أخرى، فإن إيران المسلحة بأسلحة تقليدية مع وكلائها ربما تكون بالفعل قادرة على ردع "إسرائيل" المسلحة نوويا.

لقد ظل الأمريكيون والإسرائيليون يتجنبون التورط وزيادة التوتر مع إيران منذ سنوات، وهذا الموضوع جعل طهران أكثر جرأة، لكن الدبلوماسية وتفسيراتها والعقوبات والهجمات الانتقامية قد وصلت إلى نهايتها، وما تفعله تل أبيب الآن يعني أن محاولة هزيمة وكلاء إيران ستصبح أكثر صعوبة بمجرد أن تصبح طهران دولة نووية، وقد تضطر تل أبيب إلى قبول مبارزة دائمة على مستوى منخفض مع وكلاء إيران، حيث إن مشكلة فلسطين المستعصية من الضفة الغربية وغزة، وربما من داخل الأراضي الفلسطينية نفسها، تلتهم "إسرائيل".

هجمات الغدر على القنصلية الإيرانية في دمشق

قبل عدة أيام، حمّل رئيس أركان الجيش الإيراني اللواء محمد باقري "إسرائيل" والولايات المتحدة المسؤولية الرئيسية عن الهجوم الذي تعرض له مبنى ملحق بالسفارة الإيرانية في دمشق مؤخرا، قائلا إنها "شريكة في هذه الجريمة وبقية جرائم الصهاينة، سواء اعترفت بالضلوع فيها أم نفت.. يجب محاسبتها على ذلك"، وأضاف باقري، خلال تشييع جثمان العميد محمد رضا زاهدي في أصفهان: إن القوات الإيرانية ستقوم "بالانتقام اللازم"، وقال "نحن من يحدد زمان العملية وطبيعتها ونوعها".

وتابع باقري، وهو أرفع قائد عسكري إيراني: إن "العملية الانتقامية بمكانها وتوقيتها وبدقة وتدبير لازمين ستنفذ حتما لإيقاع أكبر قدر ممكن من الخسائر للعدو ما يبعثه على الندم"، وأشار إلى أنّ "الهجوم على السفارة الإيرانية في دمشق كان بمثابة انتحار ل" إسرائيل" ، وأنّ استشهاد العميد زاهدي ورفاقه سيسرّع من عملية انهيار وزوال إسرائيل"، وأضاف: يتعين على" الولايات المتحدة والدول الاستكبارية الأخرى أن تدرك أن عمر الكيان الصهيوني قد انتهى وأنّه لم يتبقَ سوى القليل حتى زوال هذا الكيان بالكامل."

ويأتي هذا التهديد في وقت رفعت الولايات المتحدة حالة التأهب القصوى وتستعد لهجوم إيراني محتمل يستهدف أصولا إسرائيلية أو أمريكية في المنطقة، وفق ما أفاد مسؤول أمريكي الجمعة.

وقصفت طائرات حربية إسرائيلية السفارة الإيرانية في دمشق الاثنين، في غارة أدت إلى مقتل قائد عسكري إيراني ومثلت تصعيدا كبيرا في حرب "إسرائيل" مع خصومها في المنطقة، ولقد أبلغت الولايات المتحدة إيران يوم الثلاثاء الماضي أن لا علاقة لها بالهجوم على قنصليتها في العاصمة السورية دمشق، في حين توعدت إيران "إسرائيل" بالرد، واستدعت القائم بأعمال السفارة السويسرية لديها لإرسال "رسالة مهمة" إلى واشنطن باعتبارها "حامية" إسرائيل، كما طلبت عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي بشأن الهجوم.

وذكر موقع أكسيوس الإلكتروني -نقلا عن مسؤول أمريكي لم يذكر اسمه- أن الولايات المتحدة أبلغت إيران أنها "ليس لها أي دور أو علم مسبق بالهجوم الإسرائيلي على مجمع دبلوماسي في سوريا"، ومن جهته، توعد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بالرد المناسب على الهجوم، قائلا "على الكيان الصهيوني أن يدرك أن هذه الجريمة الجبانة لن تبقى دون رد".

وفي طهران، نقلت وكالة "إرنا" الإيرانية الرسمية عن وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان قوله إن وزارته استدعت فجر اليوم القائم بأعمال السفارة السويسرية في طهران باعتبارها راعية للمصالح الأمريكية في إيران، في أعقاب الهجوم على القنصلية الإيرانية، وقال عبد اللهيان إنه "تم إرسال رسالة مهمة إلى الإدارة الأمريكية بصفتها حامية للكيان الصهيوني"، مشددا على أنه ينبغي على واشنطن "تحمل المسؤولية."
رقم : 1128250
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم