0
الجمعة 24 أيار 2024 ساعة 14:25

صاروخ "إس 5"... ما هي رسالة حزب الله الجديدة المفاجئة للصهاينة؟

صاروخ "إس 5"... ما هي رسالة حزب الله الجديدة المفاجئة للصهاينة؟
وجاء في بيان حزب الله: "دعماً للشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة ودعماً لمقاومته الباسلة والمشرفة، هاجمت المقاومة الإسلامية قاعدة "المطلة" العسكرية التابعة للكيان الصهيوني والمعدات الموجودة بداخلها بصاروخين من نوع "S5" أطلقا من طائرة مسيرة هجومية استهدفتهما"، وأكد حزب الله أنه: "عندما وصلت هذه الطائرة دون طيار إلى المهمة، أطلقت صواريخها على آلية عسكرية للعدو والقوات المحيطة بها، ما أدى إلى مقتلهم أو إصابتهم، وبعد إطلاق الصواريخ، أصابت هذه الطائرة دون طيار هدفها المقصود بدقة وانفجرت".

وكانت هذه هي المرة الأولى التي يعلن فيها حزب الله عن استخدام هذا النوع من الأسلحة منذ بدء الاشتباكات العسكرية مع الكيان الصهيوني، وبعد هذه العملية، اعترفت وسائل إعلام الكيان الصهيوني بأن حزب الله استخدم طائرات مسيرة مزودة بصواريخ جو-أرض "S5" لأول مرة في الهجوم على قاعدة المطلة، ويمتلك حزب الله ترسانة كبيرة من الأسلحة توسعت بشكل كبير في السنوات الأخيرة، وقد قالت هذه الحركة مرارا وتكرارا إن لديها أسلحة متقدمة، بما في ذلك الصواريخ الموجهة، التي يمكنها الهجوم في عمق "إسرائيل"، وكان الكشف عن S5 جزءا صغيرا من القوة الدفاعية للمقاومة اللبنانية.

مميزات صاروخ "S5"

و"إس 5" هو صاروخ غير موجه عيار 55 ملم يمكن إطلاقه باستخدام المقاتلات والمروحيات لمهاجمة أهدافه، ويعمل هذا الصاروخ بالوقود الصلب ورأسه الحربي شديد الانفجار، ويعمل الصاروخ إس-5 من خلال صمام ميكانيكي، واستخدمته القوات الروسية لأول مرة في الحرب العالمية الثانية، ويتكون الصاروخ S5 من ثلاثة أجزاء:"رأس حربي قوي متفجر، ومحرك يعمل بالوقود الصلب، وزعانف ذيل قابلة للطي"، يتم إطلاق صاروخ S-5 من خلال أنبوب 57 ملم، حيث يتم وضع زعانف في نهاية الصاروخ لتوفير دوران مستقر عند إطلاقه من موقع محدد يدور هذا الصاروخ في دائرة بمعدل 750 دورة لكل صاروخ.

وقال الخبير العسكري والصحفي الحربي السابق إيليا ماغنييه لـ"لوريانت توداي" إن "صاروخ "إس-5" هو نسخة أصغر بكثير من صاروخ "هيلفاير" جو-أرض الأمريكي الذي استخدمه الجيش اللبناني ضد داعش عام 2017".. وقال ماجناير: إن استخدام حزب الله لهذا النوع من الصواريخ كان غير عادي، ليس فقط لأن الطائرة دون طيار كانت تحمل صاروخين، ولكن أيضًا لأنها كانت طائرة دون طيار انتحارية تحمل رأسًا حربيًا، وهو أمر لم يفعله أي جيش في العالم على الإطلاق لكن حزب الله حقق هذه القدرة.

المقاومة واستراتيجية العين بالعين في الحرب

وكان قادة حزب الله قد حذروا منذ بداية حرب غزة من أنه بالتوازي مع تزايد عمليات الجيش الصهيوني في غزة، ستكثف المقاومة خطوة بخطوة نطاق عملياتها ضد الأراضي المحتلة، ولذلك، وبعد الكشف عن الصواريخ الموجهة وصواريخ بركان زنة 500 كيلوغرام، كانت هذه المرة "S5" الجديدة المذهلة للمقاومة اللبنانية، رسالة واضحة للعدو الإسرائيلي ليثبت أن حزب الله يمتلك أسلحة قوية وعلى هذا الكيان ألا يتجاهل الخطوط الحمراء.

وجاء إطلاق حزب الله صاروخ S5 ردا على الهجوم البري الذي شنه الجيش الإسرائيلي على مدينة رفح، والذي حذرت قادة المقاومة من تصاعد التوتر فيه، ولذلك فإن تحرك حزب الله خطوة بخطوة في استخدام الأسلحة القوية يتم بهدف إيقاف آلة الحرب لكيان الاحتلال في غزة، وفيه رسالة مفادها بأنه إذا استمر العدو في الإبادة الجماعية في رفح، فستظهر أسلحة جديدة سيتم الكشف عنها في المستقبل.

إن اشتداد هجمات حزب الله خلق خوفاً وهلعاً لدى الصهاينة، وتشير التقديرات في تل أبيب إلى أن حزب الله مستعد للحرب وجاهز لأي سيناريو، ومع الكشف عن S5، اعترفت وسائل الإعلام العبرية بفقدان الردع على الجبهة الشمالية، وأن قصة الـ7 من أكتوبر تتكرر الآن في مناطق الشمال، لكن سلطات تل أبيب لا تعلم بمخاطرها.

جرس إنذار لمغامرة نتنياهو الجديدة

كما أن كشف حزب الله عن صواريخ S5 في الوضع الحالي يسعى إلى تحقيق هدف آخر، وهو زيادة قوة الردع ضد الكيان الصهيوني، وتظهر تقارير وتصريحات سلطات تل أبيب في الأسابيع الأخيرة أن هذا الكيان ينوي إظهار رد فعل حاد على هجمات حزب الله على الجبهة الشمالية في الأشهر الثمانية الأخيرة بعد انتهاء حرب غزة وبدء مغامرة عسكرية في لبنان، وحالياً تسببت العمليات العسكرية لحزب الله في تهجير مئات الآلاف من المستوطنين من المستوطنات القريبة من الحدود مع لبنان، وهذه القضية بحد ذاتها فرضت أزمة وعبئاً مضاعفاً على مشاكل حكومة نتنياهو الحربية، ورغم وعود الحكومة والجيش بضمان أمن المستوطنات، إلا أن المستوطنين غير مستعدين للعودة إلى منازلهم، ولذلك يبدو أن الجيش يستعد لإعادة بناء السياج الأمني ​​على الجبهة الشمالية.

حالياً، وبسبب تمركز جيش الاحتلال في رفح، فإن رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو وأصدقاءه غير قادرين على الرد على حزب الله ولا يستطيعون الانخراط في عدة جبهات، لكن الأدلة تشير إلى أنه في المستقبل هناك موجة جديدة من الهجمات ومن المرجح أن يكون ذلك على جدول أعمال حكومة نتنياهو.

واعترف يوآف غالانت، وزير الحرب في الكيان الصهيوني، الجمعة الماضية، خلال زيارته لمناطق شمال فلسطين المحتلة، بالخسائر الفادحة التي تكبدتها هجمات حزب الله على هذا الكيان وقال: "نحن مستعدون لكل الخيارات ويجب علينا أن نستهدف بشكل مستمر مصدر الهجمات الصاروخية والطائرات دون طيار”، وتظهر اعترافات سلطات تل أبيب أن حجم الدمار الناجم عن هجمات حزب الله المتكررة واليومية واسع النطاق، ووفقاً لبعض وسائل الإعلام الناطقة باللغة العبرية، فإن المستوطنات القريبة من لبنان تشبه مدن الأشباح وأصبحت غير صالحة للسكن.

ويأتي هذا الكم من الخسائر في حين أن حزب الله لم يستخدم سوى جزء محدود من قدراته التسليحية في الحرب وسبق أن حذرت سلطات هذه الحركة زعماء تل أبيب من أنهم لم يستخدموا بعد الكثير من أسلحتهم وفي حال حدوث ذلك فينتظرهم حرب واسعة النطاق، فالترسانة سوف تفتح قواتها القوية على الأراضي المحتلة، لذلك فإن الكشف عن أسلحة جديدة هو إنذار للعدو بأن أي مواجهة ومغامرة في لبنان سيكون لها ثمن باهظ.

حتى وقت قريب، كان على طائرات حزب الله المسيرة أن تنتحر من أجل استهداف المواقع الصهيونية، لكن مع وصول صاروخ S5 تغيرت قواعد اللعبة وأصبح بإمكان قوى المقاومة التحليق على ارتفاع منخفض والهروب من أنظمة الاعتراض، بإطلاق النار من هذا الصاروخ على الأهداف المطلوبة، وحققت طائرات حزب الله المسيرة نجاحات في الآونة الأخيرة في التصوير وجمع المعلومات من الأراضي المحتلة والمواقع والتحصينات العسكرية الإسرائيلية، لكن حزب الله أظهر أنه عزز ردعه إلى حد كبير في هذا المجال ويستطيع مجاراة العدو بمفاجأته الجديدة في المجال الجوي.

في الوقت الحاضر، استخدم الجيش الصهيوني كل إنجازاته العسكرية في حرب غزة وليس لدى حزب الله ما يخفيه عن قوة العدو العسكرية، لكن القصة مختلفة بالنسبة لتل أبيب، وحكومة نتنياهو لا تملك معلومات دقيقة عن عدد الصواريخ، وترسانة حزب الله القوية التي يتعامل بها، لذلك، وخلافاً لادعائها بأنها ستعيد لبنان إلى العصر الحجري، فإن حكومة نتنياهو لا تملك القدرة على المحاولة مرة أخرى مع المقاومة اللبنانية، وقد اعترف مسؤولون سابقون ووسائل إعلام صهيونية مرارا وتكرارا أنه في حال نشوب حرب واسعة النطاق، سيتم إطلاق 2000 صاروخ يوميا من جنوب لبنان باتجاه الأراضي المحتلة، وحذروا من هذا الأمر.

الانتقام من الاغتيالات في جنوب لبنان

وهناك مسألة أخرى يمكن ذكرها في استخدام صواريخ حزب الله الجديدة، وهي مسألة هجمات المقاتلات الصهيونية والطائرات المسيرة على جنوب لبنان، والتي استهدفت عددا من عناصر المقاومة والمدنيين اللبنانيين في الأشهر الأخيرة، ومن خلال تغيير قواعد اللعبة واستخدام صواريخ جديدة، يحاول حزب الله الانتقام لشهداء لبنان ومنع العدو من تكرار مثل هذه الجرائم في المستقبل، ولذلك فإن إطلاق صاروخ S5 كان بمثابة تحذير لقادة تل أبيب بأن صبر حزب الله الاستراتيجي قد انتهى وأعد سيناريو مماثلاً ضد استمرار هذه الهجمات، ومن الآن فصاعدا، الحركة الطبيعية لأي مركبة متحركة في المدن الشمالية يمكن أن تصبح هدفاً عسكرياً مشروعا للمقاومة.
رقم : 1137242
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم