0
السبت 25 أيار 2024 ساعة 19:04

لماذا أمريكا أكثر خشية من "إسرائيل" من قرارات المحاكم الدولية؟

لماذا أمريكا أكثر خشية من "إسرائيل" من قرارات المحاكم الدولية؟
-المحكمة أقرت أمرها بموافقة لجنة من 15 قاضيا من جميع أنحاء العالم بأغلبية 13 صوتا مقابل صوتين، ولم يعارضه سوي قاضيين من أوغندا ومن الكيان الاسرائيلي نفسه، الامر الذي يكشف عن العزلة التي اخذت تخنق الكيان على الصعيد الدولي، وكذلك حماته وفي مقدمتهم امريكا.

-يرى اغلب المحللين السياسيين، ان الكيان الاسرائيلي لن ينفذ أوامر محكمة العدل الدولية ، نظرا للتاريخ الاسود في تعامله مع القرارات الدولية ، ونظرا للدعم الامريكي المطلق له، الذي سيعلق قرار المحكمة كالعادة على شماعة معاداة السامية.

-نظرة سريعة على مواقف كبار المسؤولين الامريكيين، تؤكد وبشكل لا لبس فيه، ان الضوء الاخضر الامريكي للكيان بمواصلة الابادة الجماعية في غزة، مازال قويا وكبيرا، فالرئيس الامريكي بايدن اعلن، ان الكيان لا يرتكب ابادة جماعية في غزة. بينما تهجم السيناتور الأمريكي ليندسي غراهام، على محكمة العدل الدولية، قائلا:"لتذهب المحكمة إلى الجحيم". إلا ان رئيس مجلس النواب الامريكي مايك جونسون كان اكثر صراحة من الجميع عندما اعلن:" ان على امريكا ان تعاقب المحكمة الجنائية الدولية، التي تهدد زعماء اسرائيل، وان تعيد كريم خان الى مكانه، فامريكا تعلم انها ستكون الثانية بعد اسرائيل، وهذه اهانة مباشر لسيادتنا ، فنحن لا نضع اي هيئة دولية فوق السيادة الامريكية ، واسرائيل لا تفعل ذلك ايضا".

-صحيح ان الكيان الاسرائيلي سيحاول التقليل من شأن امر المحكمة الا ان دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى عقد اجتماع عاجل لمناقشة الرد على قرار المحكمة، تدل على أن الكيان الاسرائيلي يأخذ هذه القرارات على محمل الجد، ويبدو ان الخيارات المطروحة امام نتنياهو للتعامل مع امر المحكمة محدودة، لذلك سيلجأ مرة اخرى الى لعبة المفاوضات، لتخفيف الضغط على كيانه ويرفع الحرج عن حماته الامريكيين، وقد يقدم على تقديم تنازلات.

-صحيح ايضا ان تاريخ الكيان الاسرائيلي، اسود في تجاهل القرارات الدولية، وكذلك سجله الارهابي ضد الشعب الفلسطيني، الا ان امريكا، باتت تشعر بوقع وحجم الخسائر السياسية التي باتت تدفعها بسبب تأييدها الاعمى والمطلق للكيان الاسرائيلي، الكيان الذي بات مارقا لا يحترم القانون الدولي، ومطاردا أمام المحكمة الجنائية الدولية، ومطالبا بالالتزام قانونيا أمام محكمة العدل الدولية.

-الكرة الآن في ملعب مجلس الأمن الدولي، وستكون امريكا وحيدة امام المجتمع الدولي، الذي عقد العزم على معاقبة الكيان الاسرائيلي، ففي حال استخدمت امريكا الفيتو ضد اي قرار يدعو الى وقف الهجوم على رفح، ستضع نفسها في ذات الخانة التي وضع المجتمع الدولي فيه الكيان الاسرائيلي، وفي حال لم تستخدم الفيتو، وهو مستبعد، سيكون القرار صفعة قوية وجهت الى نتنياهو، وتشكل انتصارا مدويا، لصمود المقاومة واهالي غزة، امام اعتى هجوم يتعرض له شعب بعد الحرب العالمية الثانية.

-في جميع الاحوال وبعد قرارات محكمتي العدل الدولية والجنائية الدولية، ستجد العديد من الدول التي كانت ممرا للاسلحة الى الكيان الاسرائيلي، ومنها الاتحاد الاوروبي، صعوبة بعد الان في ضخ الاسلحة الى الكيان، كما سترتفع الاصوات وبقوة، على الصعيدين الحكومي والشعبي في العالم، بوجه امريكا للضغط عليها، لوقف الحرب في غزة، بعد ان اتضح بانها هي المسؤولة عما يجري من فظائع في غزة، بعد ان فشل الخيار العسكري الامريكي الاسرائيلي، في تركيع غزة العزة.
رقم : 1137535
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم