0
الخميس 12 حزيران 2014 ساعة 17:18

فضل ليلة النصف من شعبان

فضل ليلة النصف من شعبان
فضل ليلة النصف من شعبان

فالجواب : هو ما قال العراقي كما في فيض القدير 2/317 : ( قال الزين العراقي : مزية ليلة نصف شعبان مع أن الله تعالى ينزل كل ليلة أنه ذكر مع النزول فيها وصف آخر لم يذكر في نزول كل ليلة وهو قوله فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب وليس ذا في نزول كل ليلة ولأن النزول في كل ليلة مؤقت بشرط الليل أو ثلثه وفيها من الغروب ) اهـ
وفي مواهب الكريم المنَّان في فضل ليلة النصف من شعبان لنجم الدين الغيطي ص 105 : ( ... أبو حاتم الرازي بسنده عن عبد العزيز بن أبي داود !! قال : نظر عطاء إلى جماعة في المسجد الحرام ليلة النصف من شعبان ، فقال : ما هذه الجماعة ؟ ، قالوا : هذا النميري يزعم أنّ الله - عزَّ وجل - ينزل هذه الليلة إلى سماء الدنيا ، فيقول : هل من داع فأستجيب له ؟ هل من سائل فأعطيه ؟ هل من مستغفر فأغفر له ؟ .
فقال عطاء : زيادة على النّاس هذا في كل ليلة في السنة كلها .
قال الحافظ أبو موسى المديني : وقول عطاء هذا صحيح ، غير أن تخصيص ذكر النزول في هذه الليلة يقتضي تأكيداً ، إمَّا في تكثير الرحمة كما تقدَّم ، أو زيادة زمانه
يعني كما في الحديث المتقدم إنَّ الله ينزل فيها لغروب الشمس )بخلاف بقية الليالي ، فحين يبقى ثلث الليل الآخر ) اهـ

الفائدة الثانية :
ذهب طائفة من أهل العلم إلى أن تحول القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة كان في ليلة النصف من شعبان ففي صحيح ابن حبان 4/617 : ( قال أبو حاتم رضي الله عنه : صلى المسلمون إلى بيت المقدس بعد قدوم المصطفى صلى الله عليه وسلم المدينة سبعة عشر شهرا وثلاثة أيام سواء وذلك أن قدومه صلى الله عليه وسلم المدينة كان يوم الإثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول وأمره الله جل وعلا باستقبال الكعبة يوم الثلاثاء للنصف من شعبان فذلك ما وصفت على صحة ما ذكرت ) اهـ
وفي التمهيد لابن عبد البر 8/55 : ( وقال أبو إسحاق الحربي : ثم قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة في ربيع الأول فصلى إلى بيت المقدس تمام سنة ) إحدى ( عشرة ) وصلى من سنة ثنتين ستة أشهر ثم حولت القبلة في رجب
وقال موسى بن عقبة وإبراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن عبدالرحمن بن عبدالله بن كعب بن مالك : أن القبلة صرفت في جمادى
وقال الواقدي :إنما صرفت صلاة الظهر يوم الثلاثاء في النصف من شعبان ) اهـ
والقول بأن القبلة تحولت في نصف شعبان هو : قول محمد بن حبيب وطائفة من السلف وهو الذي رجحه النووي في الروضة وذكر الطبري في تاريخه 180/2 أنَّه قول الجمهور الأعظم

الفائدة الثالثة :
وردت أحاديث وآثار كثيرة في أن ليلة النصف من شعبان تكتب فيها الأعمال والآجال والأرزاق ونحوها ومن تلك الأحاديث :
1-حديث عائشة :
في مسند الديلمي 5/274 : ( عن عائشة : ينسخ الله الخير في أربع ليال نسخا ليلة الأضحى والفطر وليلة النصف من شعبان تنسخ فيها الآجال والأرزاق ويكتب فيها الحج وفي ليلة عرفة إلى الآذان ) اهـ
2-حديث آخر لعائشة :
في فضائل الأوقات للبيهقي 1/126 : ( حدثنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثني أبو صالح خلف بن محمد ببخارى قال حدثنا صالح بن محمد البغدادي الحافظ قال حدثنا محمد بن عباد قال حدثني حاتم بن إسماعيل المدني عن النضر بن كثير عن يحيى بن سعد عن عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها قالت لما كانت ليلة النصف من شعبان ...
قالت فما زال رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي قائما وقاعدا حتى أصبح
فقال يا عائشة : هل تدرين ما في هذه الليلة قالت ما فيها يا رسول الله فقال فيها يكتب كل مولود من بني آدم في هذه السنة وفيها أن يكتب كل هالك من بني آدم في هذه السنة وفيها ترفع أعمالهم وفيها تنزل أرزاقهم ) اهـ
3-أثر ابن عباس :
في تفسير البغوي 1/227 : ( روى أبو الضحى عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن الله يقضي الأقضية في ليلة النصف من شعبان، ويسلمها إلى أربابها في ليلة القدر ) اهـ
وهذه له حكم الرفع لأنه لا يقال من قبيل الرأي
4-أثر عكرمة :
في تفسير ابن جرير 11/222 : ( حدثنا الفضل بن الصباح ، والحسن بن عرفة ، قالا : ثنا الحسن بن إسماعيل البجلي ، عن محمد بن سوقة ، عن عكرمة قال : في ليلة النصف من شعبان ، يبرم فيه أمر السنة ، وتنسخ الأحياء من الأموات ، ويكتب الحاج فلا يزاد فيهم أحد ، ولا ينقص منهم أحد .) اه
وذكر السيوطي في الدر المنثور : أنه أخرجه ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
5-أثر عطاء بن يسار :
ففي مصنف عبد الرزاق 4/317 : ( عبد الرزاق عن بن عيينة عن مسعر عن رجل عن عطاء بن يسار قال تنسخ في النصف من شعبان الآجال حتى أن الرجل ليخرج مسافرا وقد نسخ من الأحياء إلى الأموات ويتزوج وقد نسخ من الأحياء إلى الأموات ) اهـ
وفي الدر المنثور : ( أخرج ابن أبي الدنيا ، عن عطاء بن يسار قال : إذا كان ليلة النصف من شعبان دفع إلى ملك الموت صحيفة ، فيقال اقبض من في هذه الصحيفة ، فإن العبد ليفرش الفراش وينكح الأزواج ويبني البنيان وإن اسمه قد نسخ في الموتى .) اهـ
6-مرسل راشد بن سعد :
في المجالسة للدينوري (303/3) : ( عن راشد بن سعد أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : إنَّ اللهَ تبارك وتعالى يَطَّلِعُ إلى عباده ليلة النصف من شعبان ، فيغفر لخلقه كلِّهم ؛ إلا المشركَ والمُشَاحِنَ ، وفيها يوحي اللهُ تبارك وتعالى إلى مَلَكِ الموت لقبض كلِّ نَفْسٍ يريدُ قبضَها في تلك السنة ) اهـ
وفي كنز العمال : ( عن عطاء بن يسار قال :إذا كان ليلة النصف من شعبان نسخ الملك من يموت من شعبان إلى شعبان وإن الرجل ليظلم ويتجر وينكح النسوان وقد نسخ اسمه من الأحياء إلى الأموات ما من ليلة بعد ليلة القدر أفضل منها ينزل الله إلى السماء الدنيا فيغفر لكل أحد إلا لمشرك أو مشاحن أو قاطع رحم . ) اه
وهناك أحاديث وآثار كثيرة فيها أن ما سبق ذكره من كتابة الآجال والأرزاق ونحوها يكون في شعبان من غير تحديد بليلة النصف فمنها :
1-حديث عائشة :
في تاريخ ابن عساكر 61/250 : ( أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد الفقيه أنا القاضي أبو منصور محمد بن أحمد ابن علي نا أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ نا محمد بن أحمد بن علي نا أبو عوانة موسى بن يوسف بن موسى القطان نا محمد بن عتبة الكندي نا محمد بن عبيد النخعي نا مهاجر الصايغ عن عطاء بن يسار عن عائشة قالت :لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر أكثر صياما منه في شعبان لأنه ينسخ فيه أرواح الأحياء في الأموات حتى إن الرجل يتزوج وقد رفع اسمه فيمن يموت ) اهـ
وذكر السيوطي في الدر المنثور : أنه أخرجه ابن مردويه وابن عساكر وقال : وأخرج أبو يعلى ، عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم شعبان كله ، فسألته ؟ قال :" إن الله يكتب فيه كل نفس مبتة تلك السنة ، فأحب أن يأتيني أجلي وأنا صائم " ) اهـ
وفي الدر المنثور أيضا : ( أخرج الخطيب وابن النجار ، عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم شعبان كله حتى يصله برمضان ولم يكن يصوم شهرا تاما إلا شعبان ، فقلت يا رسول الله : إن شعبان لمن أحب الشهور إليك أن تصومه ؟
فقال : " نعم يا عائشة إنه ليس نفس تموت في سنة إلا كتب أجلها في شعبان ، فأحب أن يكتب أجلي وأنا في عبادة ربي وعمل صالح "
ولفظ ابن النجار " يا عائشة إنه يكتب فيه ملك الموت ومن يقبض ، فأحب أن لا ينسخ اسمي إلا وأنا صائم " ) اهـ
2-حديث آخر لعائشة :
روى الخطيب في تاريخ بغداد 4 /437: ( عن عائشة رضي الله عنها من حديث طويل ، قال صلى الله عليه وآله وسلم : ( يَا عائشة ! إنَّه ليس نَفْسٌ تموتُ في سنة إلا كُتِبَ أجلُهَا في شعبان ، وأُحِبُّ أن يُكْتَبَ أجلي وأنا في عبادة ربِّي وعمل صالح ) ورواه أبو يعلى 312/8
3-حديث أبي هريرة :
في فردوس الديلمي برقم2410وتفسير ابن جرير 109/25 وشعب البيهقي 386/3 : ( عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : تقطع الآجال من شعبان إلى شعبان ، حتى أن الرجل لينكح ويولد له ، وقد خرج اسمه في الموتى ) اهـ
4-حديث المغيرة بن الأخنس :
في تفسير ابن جرير 11/222 : ( حدثني عبيد بن آدم بن أبي إياس ، قال : ثنا أبي ، قال : ثنا الليث ، عن عقيل بن خالد ، عن ابن شهاب ، عن عثمان بن محمد بن المغيرة بن الأخنس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تقطع الآجال من شعبان إلى شعبان حتى إن الرجل لينكح ويولد له وقد خرج اسمه في الموتى . ) اهـ
وفي تفسير البغوي 1/227 : ( أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أخبرنا أبو منصور السمعاني ، حدثنا أبو جعفر الرياني ، حدثنا حميد بن زنجويه ، حدثنا عبد الله بن صالح ، حدثني الليث، حدثني عقيل، عن ابن شهاب ، أخبرني عثمان بن محمد بن المغيرة بن الأخنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " تقطع الآجال من شعبان إلى شعبان، حتى إن الرجل لينكح ويولد له ولقد أخرج اسمه في الموتى )اهـ وذكر السيوطي في الدر المنثور : أنه أخرجه البيهقي في شعب الإيمان
5-أثر عطاء بن يسار :
في مصنف ابن أبي شيبة 2/346 : ( حدثنا يزيد قال أخبرنا المسعودي عن المهاجر أبي الحسن عن عطاء بن يسار قال لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر أكثر صياما منه في شعبان وذلك أنه تنسخ فيه آجال من يموت في السنة ) اهـ
رقم : 391486
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم