0
الثلاثاء 25 تموز 2017 ساعة 14:23

الرابع عشر من حرب تموز.. مرحلة ‘‘ما بعد حيفا‘‘

الرابع عشر من حرب تموز.. مرحلة ‘‘ما بعد حيفا‘‘
وفي تفاصيل يوم الـ 25 من شهر تموز لعام 2006، استأنف العدو الصهيوني بسياسة الارض المحروقة عبر قصف مدفعي وجوي غير مسبوق تمهيداً لبدء اجتياح محدود للقرى والبلدات التي شكلت ساحة مواجهة مع المقاومة الاسلامية، وعمدت الطائرات الحربية إلى تدمير ممنهج للمنازل في قرى بنت جبيل ومارون الراس وعيترون والخيام، وعمدت إلى تنفيذ عمليات إنزال جوي على التلال تمهيداً لتحقيق تقدم ميداني في ظل غارات عنيفة مكثفة وقصف مدفعي مركز لمحيط المنطقة.

ولم تسلم قوات الطوارئ التابعة للأمم المتحدة من العدوان الاسرائيلي حيث دمرت صواريخ ثقيلة مركزاً للمراقبين الدوليين قريباً من معتقل الخيام الذي كانت الغارات قد دمرته قبل أيام، ما أدى إلى مقتل أربعة ضباط دوليين. واستخدم العدو في جولة القصف هذه قذائف فوسفورية محرمة دولياً. وردت المقاومة بقصف المستعمرات بعشرات الصواريخ ومن ضمنها مدينة حيفا.

الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله أطل مجدداً عبر شاشة المنار ليعلن أن المواجهة مع إسرائيل دخلت مرحلة جديدة هي مرحلة ما بعد حيفا، وقال سماحته: "إن الحرب قد تم التحضير لها منذ سنة في إطار ما أسمته وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس الشرق الأوسط الجديد"، وان "الخطة الإسرائيلية كانت تقضي بشن حملة برية للسيطرة على منطقة جنوب الليطاني وفي الساعات الأولى يتولى سلاح الجو الإسرائيلي ضرب مقرات ومراكز ومؤسسات حزب الله والبنى التحتية لشل حركة البلد وتحريض الشارع اللبناني ضد المقاومة وإفقادها القدرة على المبادرة".

موضحاً أن "هذا السيناريو كان سينفذ في أيلول أو تشرين الاول بذريعة الجنديين الأسيرين أو من دون ذريعة"، مشيراً إلى أن المشروع الذي قامت على أساسه الحرب هو إعادة لبنان إلى حالة أسوأ من 1982 و17 ايار، مضيفا " ارادوا للبنان الخروج من تاريخه وثقافته ليصبح أميركاً وصهيونياً".

كما لفت يومها، رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري في حديث تلفزيوني إلى أن وزيرة الخارجية الأمريكية آنذاك كونداليزا رايس قدمت مقترحات واشترطت تنفيذها كرزمة واحدة، وهي تتضمن نزع السلاح في المنطقة العازلة جنوب نهر الليطاني، ونشر الجيش اللبناني وإنشاء قوة دولية، ووصف اجتماعه برايس بـ "المتوتر" ورأى أن "شروطها تمثل خطراً على وحدة لبنان، وهي لم تعط الأولوية لوقف إطلاق النار".

كما حذر الرئيس الإيراني آنذاك محمود أحمدي نجاد من أن "العدوان الإسرائيلي على لبنان سيقود إلى عاصفة عاتية تضرب الشرق الأوسط بصورة مؤلمة".

فلم تُرهب عمليات القصف الممنهجة التي شنها الاحتلال على قرى لبنانية الشعب اللبناني ورجال المقاومة بل زادتهم إصراراً وصموداً على مواجهة العدوان بعزيمة أكبر لإذلاله وتمريغ أنفه في التراب على مدى أيام الحرب لتبقى صورته الذليلة في ذاكرة التاريخ إلى الأبد.
رقم : 656076
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم