0
الثلاثاء 11 كانون الأول 2018 ساعة 21:44

فرنسا بين تراجع ماكرون وتقدم أصحاب السترات الصفر

فرنسا بين تراجع ماكرون وتقدم أصحاب السترات الصفر
"أتحمل حصتي من المسؤولية"، بهذه الكلمات أقر الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، بالمسؤولية أمام الوضع المعيشي المتردي في البلاد، حيث اعلن في كلمته الموجهة الى الشعب تفهمه "الغضب" و"المحنة" التي يعيشها الفرنسيون.

وتعهد ماكرون في كلمته التي نقلها التلفزيون، بسلسلة إجراءات تصبُّ في خانة تعزيز القدرة الشرائية وتقضي برفع الحد الأدنى للأجور 100 يورو اعتباراً من 2019، من دون أن يتحمّل أرباب العمل أي كلفة إضافية، وإلغاء الضرائب على ساعات العمل الإضافية اعتباراً من 2019 وإلغاء الزيادات الضريبية على معاشات التقاعد لمن يتقاضون أقلّ من 2000 يورو شهرياً.

واضاف ان رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب، ألغى الضريبة على الوقود استجابةً لمطالب المتظاهرين، مطالباً الحكومة والبرلمان بالعمل من أجل رفع الأجور وتخفيض الضرائب.
واعتبر ماكرون أن فرنسا تعيش اليوم في حالة "الطوارئ الإقتصادية والإجتماعية"، مؤكداً أنه ترشح للانتخابات الرئاسية في 2017 انطلاقا من "إحساسه بهذه الأزمة".
واختتم ماكرون كلمته قائلاً: "سنرد على الوضع الاقتصادي والاجتماعي الملح بإجراءات قوية من خلال خفض الضرائب بشكل أسرع ومن خلال استمرار السيطرة على إنفاقنا ولكن دون التراجع عن سياستنا".

من جهتها اعتبرت حركة السترات الصفراء أن خطاب الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون عن الإصلاح الاقتصادي غير مقنع، مؤكدة مواصلة احتجاجاتها في العاصمة باريس ومدن أخرى حتى تلبية مطالبها الـ40، التي تم إرسالها في وقت سابق إلى وسائل الإعلام المحلية.

ويرى العديد من المتظاهرين الذين تحدثت معهم إذاعة "أوروبا 1" الفرنسية، أن الوقت لم يحن بعد لإيقاف حراك السترات الصفراء.

ففي الشوارع، لم يرضِ خطاب ماكرون المتظاهرين، حيث صرحت إحدى المنتسبات للسترات الصفراء في مقاطعة فريجوس للإذاعة قائلة: "لقد كنا نتوقع هذا الخطاب الذي خلا من أي معنى". واعتبرت أن الرئيس الفرنسي لم يلقِ "سوى ببعض الفتات..

سنواصل البقاء في الشوارع، كما سنواصل إغلاق الطرقات" في محاولة منها للتعبير عن استنكارها لهذا الخطاب الذي امتد لنحو 13 دقيقة.

بالنسبة لفابيان، وهي متظاهرة أخرى من مدينة برنيول في مقاطعة فار، فإنه "يجب أن نذهب أبعد من ذلك. ويوم الثلاثاء، سأعود من جديد للشارع". واعتبرت فابيان أن خطاب ماكرون يعتبر "خطوة للأمام، ولكنها غير كافية. لذلك فإن السترات الصفراء غير مستعدة للتخلي عن حراكها".

في سياق متصل أعلنت الرئاسة الفرنسية، أن ماكرون سيستقبل يومي الثلاثاء والأربعاء ممثلي البنوك وكبريات الشركات ليطلب منهم المشاركة في الجهد الجماعي لمواجهة الأزمة الناجمة عن حراك "السترات الصفراء".

وكانت زعيمة حزب الجبهة الوطنية الفرنسية مارى لوبان انتقدت سياسة ماكرون فى التعاطي مع احتجاجات السترات الصفراء ضد سياساته لافتة إلى أنه رفض الاعتراف فى خطابه بفشل النهج الاقتصادى الذي يتبعه.

وهذا الرد السلبي من أنصار السترات الصفراء يحمل أنباءً غير مبشرة للإليزيه، خاصة الرئيس الفرنسي الذي قدم تنازلات كبيرة للمحتجين، بدءاً من إلغاء زيادة الضريبة على الوقود، وانتهاء بالتحسينات الاقتصادية التي أعلنها مساء أمس، ما يُنذر باستمرار الأزمة، ويضع ماكرون في مأزق كبير.

لكن المأزق الأكبر الذي قد يواجهه ماكرون قد يكون خارجياً، فقد أعلنت المفوضيّة الأوروبية أنها ستدرس بعناية كيف ستنعكس على الميزانية الفرنسية الوعود التي أطلقها ماكرون لامتصاص غضب السترات الصفراء.
رقم : 766200
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم