تحركات أمريكية جديدة حول سورية

وكانت مصادر متطابقة، أكدت دخول أرتال عسكرية كبيرة من شمال العراق إلى محافظة الحسكة، بالتزامن مع أنباء محلية عن تأسيس قاعدة جديدة بريف دير الزور الشرقي، بالقرب من محطة مياه الصبحة، حسبما أكدت مصادر.

وبموازاة ذلك، أجرى المستشار الرئيسي لقوات التحالف وليم روباك، قبل يومين، اجتماعا بوجهاء العشائر بدير الزور، أبلغهم فيه ببقاء القوات الأمريكية حتى تحقيق الحل السياسي.

وفي تفاصيل الاجتماع الذي عقد في بلدة العزبة، أكد روباك أن القوات الأمريكية ستبقى فترة طويلة ولن تغادر طالما أن لا حل سياسيا في سوريا.

وأفادت مصادر صحفية، من أنه الواضح أن واشنطن للآن لم تتخذالقرار النهائي بالانسحاب من سوريا، مشيرة إلى الخلافات داخل الإدارة الأمريكية بين وزارة الدفاع "البنتاغون" والبيت الأبيض.

وعن تأثير التفجيرات التي استهدفت القوات الأمريكية في منبج والتي تسببت بمقتل 19 شخصا على الأقل، بينهم أربعة أمريكيين، والهجوم الذي تلاه بريف الحسكة، قالت المصادر إن "الخلافات داخل الإدارة الأمريكية كانت قبل هذه التفجيرات، وإن كانت هذه التفجيرات التي تتهم قوات سوريا الديمقراطية "قسد" بالوقوف خلفها -أو تسهيلها- لإعاقة وتأخير عملية الانسحاب الأمريكي".

واستهداف القوات الأمريكية نبه صانع القرار الأمريكي إلى ضرورة مراعاة زيادة التدابير الأمنية التي من شأنها تمرير عملية الانسحاب بشكل آمن.

وعسكرياً، يعتبر الانسحاب معركة بحد ذاته، أي إنه عندما يتم تقسيم مراحل المعركة، فيؤخذ بالحسبان أن الانسحاب جزء منها، وهذا ما تفعله الولايات المتحدة اليوم، أي إنها تقوم بتأمين معركة الانسحاب للتقليل من الخسائر، وتجنبا للفوضى التي قد ينجم عنها المزيد من القتلى في صفوف الجيش الأمريكي.

وأشار مراقبون إلى أن الولايات المتحدة لا تملك قرارا أو استراتيجية واضحة المعالم بعد، بشأن الانسحاب من سوريا، لافتين إلى أن الولايات المتحدة بحاجة إلى قوة لملء الفراغ قبل انسحابها بشكل كامل، وهذه القوة لم تحدد هويتها بعد"، إذ تحديد ذلك مرتبط بحجم التوافقات الأمريكية- التركية من جهة، والتركية – الروسية من جهة أخرى.