0
الجمعة 1 آذار 2019 ساعة 19:28
بعد إطلاق أربعة أسرى

ماذا تريد القاهرة من حماس؟

ماذا تريد القاهرة من حماس؟
وأطلقت السلطات المصرية مساء أمس الخميس المعتقلين الأربعة وهم عبد الدايم أبو لبدة، عبد الله أبو الجبين، حسين الزبدة، وياسر زنون، بعد أكثر من ثلاث سنوات في السجون، إضافة إلى أربعة معتقلين آخرين لا ينتمون للحركة.

ورأى مراقبون أن إنهاء ملف المحتجزين الأربعة يأتي تتويجا للشهور الماضية التي شهدت فيها العلاقة بين الحركة والقاهرة تطورا ملموسا، وتعاونا واضحا وتبادل للمصالح بين الطرفين.

ولم يستبعدوا أن تتخذ القاهرة خطوات أخرى تجاه حماس تعزز من مواقف الحركة وتساعدها على التغلب على الإشكاليات التي تعاني منها غزة، كفتح معبر رفح بشكل دائم وعودة النشاط التجاري للمعبر.

تأمين الحدود
ويقول الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا للجزيرة نت إن القاهرة أدركت أكثر من أي وقت مضى أهمية حماس، وأن قوتها في غزة تشكل عامل استقرار، "فأي قلق أو توتر في غزة ليس في صالح مصر، التي تسعى إلى تأمين حدودها مع غزة".

وأضاف أن حماس فعلت ما عزز الثقة المصرية، عبر ضبط الحدود ومنع عمليات التسلل إلى سيناء، مؤكدا أن ضبط الحدود يعد مصلحة مشتركة للطرفين.
وعما إذا كان هناك "ثمن" دفعته "حماس" في مقابل تحرير أبنائها من السجون المصرية أكد القرا أنه "ليس هناك أثمان سياسية"، مشيرا إلى أن إنهاء هذا الملف يساعد في تطوير العلاقة الإيجابية مع مصر وبناء مزيد من الثقة، ويعزز من دور مصر ورعايتها سواء للملفات الفلسطينية الداخلية، أو ملف التهدئة مع إسرائيل.

وأكد المحلل الفلسطيني أن نجاح حماس في معالجة ملف الأمن على الحدود بشكل كامل خلال الفترة الماضية، عزز الثقة مع القاهرة، "وربما أرادت السلطات المصرية من التجاوب مع هنية في زيارته الأخيرة أن تنهي ملف المختطفين الأربعة، لأنه شكل عنصر توتر وغضب تجاه مصر في أوساط الحركة.

علاقة متطورة

واتفق رئيس مجلس إدارة مركز أبحاث المستقبل إبراهيم المدهون مع القرا، على أن إنهاء ملف المحتجزين الأربعة يشير إلى أن العلاقة بين مصر و"حماس" في أحسن أحوالها، وهناك ثقة متبادلة متصاعدة، وتقارب في وجهات النظر أو على الأقل تفهم لاحتياجات كل طرف من دون الإضرار بالطرف الآخر.

وقال المدهون للجزيرة نت إن زيارة هنية للقاهرة كانت مهمة جدا وبناءة ومثمرة، ولها تأثير ليس فقط بإنهاء ملف المحتجزين، بل هناك آفاق أرحب وذات بعد إستراتيجي تراكمي.

وفسّر المدهون تطور موقف النظام المصري من حماس بعد سنوات من العداء، بأن مصر أصبح لديها قناعة بأن الحركة قوية وموجودة ولا يمكن إزاحتها عن المشهد الفلسطيني، وتحديدا في غزة، وأنها يمكن أن تكون عنصر حل بدلا من عنصر إشكال على مختلف الأصعدة.

ويعتقد المدهون أنه قد يكون هناك التزامات قطعتها حماس على نفسها أمام مصر، لكنها ستحاول ألا تكون هذه الالتزامات على حساب ملفات إقليمية أو على حساب برنامج المقاومة، مرجحا أن يكون الأبرز والأهم لمصر هو الالتزام الأمني بضبط الحدود، وهي مصلحة مشتركة تفيد الجانبين وتعزز من الأمن في غزة وسيناء على حد سواء.
رقم : 780782
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم