1
0
الاثنين 3 حزيران 2019 ساعة 21:38

من قصص الشهادة: عمار شريفي، بطل من محور المقاومة

كتب خ/ع
من قصص الشهادة: عمار شريفي، بطل من محور المقاومة
كما شارك بالرغم من صغر سنه في عدة مهرجانات شبابية حول العالم.

ولم يكن الشهيد مهتما بالدرس والعمل الكشفي والموسيقى فقد كان متميزا في كل مجال مارسه سواء كان هواية او دراسة أو مهنة.

نال أيضاً بطولة الجمهورية في رياضة الجودو عن فئة الشباب، وحاز على الحزام الأسود بجدارة.

بعد ان أنهى دراسته الثانوية التحق بكلية الهندسة الميكانيكية في جامعة حلب وتخرّج منها عام 1992 أولاً على دفعته، في هذه الأثناء برع في الرياضة وكذلك بالخطّ العربي والموسيقى إذ أجاد العزف على آلة القانون رغم صعوبة العزف عليها فكان عضواً أساسياً في عدّة فرق موسيقية في مدينة حمص (فرقة دوحة الميماس وفرقة موسيقى الشرق).

في العام 1993 التحق بخدمة العلم، فقرر بعدها أن يتطوع في الجيش العربي السوري فكان في عداد الطلاب الضباط المهندسين القياديين. تخرج من الدورة برتبة ملازم أول مهندس ومن ثم التحق بعدّة دورات تدريبية من أهمها دورة الأركان في لبنان الشقيق حيث تخرّج منها برتبة نقيب ركن كأصغر ضابط في الجيش العربي السوري.

كانت رسالة تخرجه بعنوان (حرب العصابات) إذ كانت نظريته في نقل الحرب مع العدو الإسرائيلي من حرب تقليدية إلى حرب عصابات ترهقه وتكبده خسائر فادحة وتعطل تفوقه التكنولوجي والجوي وذلك في العام 2000.

بقي في سلاح المدرعات حتى العام 2010 كما حصل خلال هذه المدة أيضا على درجة الماجسيتر بالتخطيط الإداري رغم صعوبة الخدمة ووضعه الميداني.

من ثم رُفع إلى رتبة عقيد ونقل إلى إدارة المخابرات العامة حيث طلب من القيادة إعادته إلى وحدته كونه ضابط عملياتي ولا يجيد الأعمال الأمنية إلا أن القيادة لم تستجب له.

ومع بدء الأحداث في سورية وجد الشهيد فرصته لتنفيذ ما تدرب عليه وتنفيذ نظريته القتالية في حرب العصابات فخاض أكثر من 163 اشتباك على مساحة سورية متخصصا في ملاحقة الدواعش والقاعدة.

ومن أبرزها كان في ريف دمشق إذ كان مجرد ذكر اسمه يرعب المسلحين في تلك المناطق. خاض معارك شرسة في داريّا معقل جبهة النصرة حتى تم تطهير أكثر من 90% من مساحتها. لم يأخذ أيّ إجازة طيلة فترة الأحداث، بل كان يتبرع بالمناوبة عن غيره ممن كانوا يضطرون للنزول إلى عائلاتهم.

تفوقه الرياضي والروحي ظهر في المعارك فكان يحرص على حياة المدنيين ويرفض المعفشين ويعاقبهم وكان يفضل تحييد المسلح بمصالحة او بالاسر منعا لسقوط قتلى.

في صباح يوم الاثنين الثالث والعشرين من أيلول جاء الأمر بالتحرك نحو بساتين برزة في ريف دمشق، وهناك تعرض لوابل من النيران في أشد المناطق خطورة إذ كان كعادته متقدما على جنوده وعناصره فسقط في ساحة المعركة مضرجاً بدمائه الطاهرة واستلزم سحب جثمانه أربعاً وعشرين ساعة وثلاثة شهداء نظراً لخطورة المكان الذي وصل إليه.

بقيت المحطّات المعارضة والمواقع المشبوهة تطبّل لخبر استشهاده عدّة أيّام معتبرةً ذلك انجازاً هاماً من إنجازاتها العظيمة.

رُفع إلى رتبة عميد شرف عقب استشهاده مباشرةً.. كانت سيرته مليئة بالمناقب العالية، وكانت إسرائيل وأذنابها هاجسه الوحيد، في احدى عمليات البحث بالغوطة وجد طفلة من دون اهلها اتصل بزوجته واعلمها بأن تتهيئ لامكانية تبني طفلة مجهولة النسب الا ان الاقدار شاءت ليأتي عمها ويأخذها، الضباط والجنود لديه كانوا يتسابقون للتطوع في المهام التي كان يقودها الشهيد عمار كونه كان يتقدمهم ويقول لجنوده خصوصا الذين يؤدون الخدمة الالزامية، انتو امانة برقبتي لا تتحركو قبل ما اسلمكم واؤمن الطريق.

بكاه رفقائه الضباط والموظفون والجنود الذين خدموا معه.

عظمته كانت في انسانيته وفرحته الكبرى يوم يرتد مسلح ويتوب عن درب الارهاب.
عاقب كل من عمل بغير تلك الاخلاق في اطار مسؤوليته وكان دوما يعرض نفسه للخطر ولا يرد على اي نيران تنطلق من احياء سكنية وينادي الاهالي بالميكروفونات ان اطردوا المسلحين او فلتخرجوا من بينهم.

انسانيته جعلت كثرا من اهالي داريا يلجاون اليه هربا من الارهابيين فامنهم في مقرات اقامة امنة واحسن وفادتهم.
رقم : 797793
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

Syrian Arab Republic
لروحك السلام
أهم الأخبار
إخترنا لکم