0
الثلاثاء 11 حزيران 2019 ساعة 08:57

لو كُنتُ مكان المجلس العسكري !

لو كُنتُ مكان المجلس العسكري !
وقد وجد هذا العصيان مناصرة شعبية ودولية كبيرة وتوقع خبراء إصابة الدولة بالشلل التام في حال تواصل العصيان بنفس الزخم لمدة اطول.

ويبدو ان المجلس العسكري الحاكم او "الانقلابي" كما يحلو للمعارضة تسميته قد استشعر الخطر وذلك من خلال تصريحات جاءت على لسان المتحدث باسمه الفريق شمس الدين كباشي على احدى القنوات الفضائية في اول ايام العصيان اشار خلالها الى انفتاحهم على التفاوض دون شروط مسبقة .الا انه هذه "الانفتاحة" قد جاءت متأخرة كما وصفها قادة الحرية والتغيير الذي تمسكوا بشرطهم الذي سبق ان عرضوه على رئيس الوزراء الاثيوبي ابي احمد الاسبوع السابق وهو اعتراف المجلس بارتكاب جريمة التاسع والعشرين من رمضان والتي راح ضحيتها اكثر من مئة من الثوار وجرح المئات.

ومابين تعنت الطرفين يبدو ان الامور تتجه بسرعة نحو التصعيد فقد اشهرت المعارضة اخر اسلحتها متمثلة في سلاح العصيان المدني الشامل مراهنة على صمود الشعب ووقوفه خلفها لاسيما بعد مجزرة فض الاعتصام. وبالمقابل يراهن المجلس العسكري على الدعم الاماراتي السعودي وهو رهان خاسر لامحالة ونتائجه كارثية فلو كان بامكان هاتين الدولتين فعل شيء ما لما غرقتا في مستنقع اتون عدوانهما الغاشم على اليمن الجريح ،فهما لم تتمكنا من تحقيق اي مكسب ميداني او سياسي خلال اربعة اعوام سوى قتل الاطفال والنساء والمدنيين العزل، عليه يجب على المجلس العسكري ان يتحلى بشي من العقل والحكمة ولايضع كل البيض في سلة واحدة ، وما مصير الرئيس المخلوع عمر البشير عليهم ببعيد ،فقد انحاز الى جانب هذا المعسكر وقدم فلذة اكباد بلده وقودا للحرب في اليمن ولم يجني من السعودية والامارات الا نكران الجميل وتركه لمصيره المجهول فعلى العاقل ان يتعظ بغيره .

لو كنت مكان المجلس العسكري لما تاخرت في قبول عرض رئيس الوزراء الاثيوبي ولاغتنمت الفرصة للخروج باقل الخسائر وسلمت تلك السلطة المشؤومة ،علني انجو من المحاكمة او المقصلة التي سينصبها الثوار للاقتصاص لدماء اخوانهم الذين سقطوا جراء مجزرة رمضان .

نتمنى ذلك لان الامور تنحدر بسرعة والعصيان بدأ بالفعل يأتي اكله فالكرة الان في ملعب العسكر وهم يلعبون في الزمن بدل الضائع ولم يعد لديهم مايخسرونه بعد خسارتهم للقواعد الجماهيرية والشعبية التي كانت ولايزال بعضها يكن للجيش السوداني كل الاحترام.
رقم : 798875
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم