نقابة المعلمين بالأردن تقرر إضرابا شاملا والحكومة تلوّح بالقضاء

الخطة الأمنية الحكومية حالت دون إقامة الاعتصام في مكانه، إذ تفاجأ المعلمون بإغلاق كافة الطرق المؤدية لمكان الاعتصام، في حين اعتقلت الأجهزة الأمنية عددا من المعلمين، دون حصر أعدادهم وهم متوجهين للمشاركة في الاعتصام، وفقا لتصريح نقابة المعلمين.

من جهته، أعلن نائب نقيب المعلمين ناصر النواصرة الإضراب المفتوح عن العمل في مدارس المملكة الحكومية، من الأحد المقبل بعد التعامل الأمن الخشن مع المعلمين المحتجين، وإطلاق الغاز المسيل للدموع، وطالب بالإفراج الفوري عن المعلمين المعتقلين.

جذور القصة

بدأت القصة منذ خمسة أعوام باتفاق بين الحكومة الأردنية والمعلمين بإقرار علاوة المهنة الـ50%، إلا أن العلاوة لم تمنح لغاية الآن، ما دعا مجلس النقابة إلى اتخاذ قرارات تصعيدية.

وأكدت النقابة في بتصريح تلقت الجزيرة نت نسخة منه "إنها لم ولن تغلق أبوابها أمام أي جهة ترغب في الحوار، بل طرقت أبواب الحوار مع الحكومة عبر مراسلاتها ومحادثاتها المباشرة وغير المباشرة، إلا أنها قوبلت بالمماطلة والتسويف، ونقض ما تم الاتفاق عليه قبل عدة سنوات".

وأضافت النقابة "أنها لم تلمس أي جدية من قبل الحكومة خلال الحوار معها، بل كان هناك تحريض وتجييش للرأي العام ضد المعلمين عبر المنابر الرسمية، والتعنّت بالرأي والالتفاف على مطالب المعلمين وتجاهل حقيقة ما وصل إليه الميدان من احتقان، وما يتحمله من معاناة".

الحكومة لن تتهاون

من جهتها، شدّدت الحكومة الأردنية في بيان صحفي التزامها بالحوار، وحرصها على التفاعل مع مطالب نقابة المعلمين، مع مراعاة المصلحة الوطنية، وعدم الإضرار بحقّ الطلبة في التعليم.

وأوضحت في بيان لها أن الحكومة عقدت العديد من اللقاءات والاجتماعات مع مجلس النقابة للوصول إلى حلول بشأن المطالب التي تطرحها، وتمخّض عنها التوافق على إقرار نظام مزاولة المهن التعليمية الذي يتيح علاوات تصل إلى 250% مقترنة بنوعية الأداء، وقد صادق عليه مجلس النقابة السابق، مؤكدة التزامها بتطبيق هذا النظام الذي يعتبر وثيقة قانونية ملزمة.

وأكد البيان حرص الحكومة على تحسين واقع البيئة التعليمية والتربوية للطلبة والمعلمين على حد سواء، لكنها في المقابل لن تتهاون في تطبيق أحكام القانون في حال المساس والإضرار بالعملية التعليمية أو الخدمات والمرافق العامة.

مع المعلم

وتفاعل الشارع الأردني مع قضية المعلمين، إذ دشن ناشطون عبر منصات التواصل الاجتماعي وسم #مع_المعلم، لتأكيد أحقية مطلب المعلمين بالعلاوة.

وطالب الناشطون من الحكومة الأردنية بحل الأزمة قبل تطورها بشكل سلبي، رافضين أساليب العنف والترهيب التي انتهجها الأمن تجاه المعتصمين.

ووفق مراقبين، فإن إعلان نقابة المعلمين الإضراب يوم الأحد المقبل ينذر ببداية أزمة جديدة مع الحكومة الأردنية إذا لم تصل إلى تفاهمات بشأن ملف العلاوة.